المهنة دى فى دمى ..ورغم مرضى عمري ماهبطلها طول ما أنا عايش ".. بهذه الكلمات البسيطة الممزوجة بالشجن يمكن أن تعبر عن أفكار عم مصطفى عمارة أشهر وأقدم صانعى الكليم فى البحيرة.
فعلى الرغم من عمره المتقدم الذى تجاوز السبعين ومرضه الذى أثر بشكل كبير على حالته الصحية إلا أنه يواظب على العمل بشكل شبه يومى داخل ورشته المتواضعة بمنزله لينسج بأنامله فنون الكليم والسجاد اليدوى المتفردة.
فعندما تريد التعرف على صناعة الكليم اليدوى التى أوشكت على الاندثار لابد أن تذهب إلى قرية الابعادية التابعة لمركز دمنهور لتشاهد إبداعات عم مصطفى أحد أيقونات "الهاند ميد "فى مصر.
"اليوم السابع "حاول الاقتراب من هذا المشهد الابداعى بامتياز لرصد تفاصيله المختلفة ومحاورة أحد أهم أبطاله.
وقال عم مصطفى عماره، إنه يعمل فى هذه الحرفة اليدوية منذ أكثر من 50 عاما وصل فيها إلى قمتها ورغم ذلك يحاول من تطوير ذاته وأدواته الفنية .
ويضيف "الفن ملهوش سقف محد الواحد يقف عنده ..طول ما أنا عايش وانا بحاول اعمل جديد واطور اكتر لانى عاشق لهذه المهنة منذ صغرى وقضيت فيها كل عمرى.
وأوضح عم عمارة أنه تعلم صناعة الكليم اليدوى فى مطلع شبابه فى الستينيات والتحق بعدة دورات تدريبية لتنمية مهارته ورفع قدراته الفنية حتى أصبح أكثر المدربين شهرة فى محافظة البحيرة بأكملها.
"الحرفة دى مش اى واحد يقدر يواصل فيها لانها محتاجه صبر وعايزة شغل بمزاج علشان اقدر اطلع فن حقيقى لان مش كل من مسك النول بقى اسطى كليم ".
وأشار عم مصطفى الى أنه قام خلال الفترة الأخيرة بتدريب المئات من الشباب خاصة من الفتيات على أعمال الكليم اليدوى من خلال مراكز التدريب بالمحافظات المختلفة مما ساهم بشكل كبير فى مواجهة البطالة خاصة فى القرى الاكثر إحتياجا.
وعن تفاصيل صناعة الكليم اليدوى قال عم مصطفى عمارة أن الكليم يصنع من الأصواف والأقطان المختلفة و تبدأ مراحله بصباغة خيوط الصوف بالألوان المناسبة ثم تجهيز النول عن طريق تعقيد الخيوط القطنية تمهيدا للرسم عليه لإنتاج لوحات فنية متميزة.
وعن أنواع الكليم اليدوى قال فنان البحيرة أن هناك انواع مختلفة من الكليم اليدوى ومنها الارضى الذي يتم فرشه داخل المنازل مثل السجاد والحصير.
وهناك لوحات الكليم اليدوى التى تعلق على الجدران وتستخدم لاعمال الديكور والمعروفه باسم الغوبلان الذى يحتاج إلى مهارة عاليه للغايه فى انتاجه لانه يتم صناعته بواسطة الخيوط الصوفية لرسم لوحات فنية تعكس الروح المصرية المستمدة من التراث الشعبى.
وعن أسعار الكليم اليدوى أكد عم مصطفى عمارة أن متوسط الأسعار يبدأ من 300جنيه لأكثر ويختلف على حسب جودة الخامات ودقة التصوير على اللوحات وغيرها من المعايير الفنية.
وعن قدرته على تسويق منتجاته قال عمارة أن التسويق يجد رواجا فى المعارض فقط و أن منتجاته تجد رواجا فى المعارض المحلية والدولية وتجد اقبالا خاصا للوحات الفرعونية والنوبية التى تعبر عن التراث المصرى ويتم تصديرها إلى دول العالم.
وعن طموحه وأمانيته مع خلال العام الجديد قال عم مصطفى عماره انه يطمح ان يكون هناك مركز قومى لدعم صناعة الكليم والسجاد اليدوى فى مصر التى أوشكت على الاندثار لان هذه الصناعة تعبر بحق عن الهوية المصرية وكذلك ان يتم دعم الصناع بالخامات التى ارتفعت اسعارها بشكل كبير خلال الفترة الماضية .
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة