فى الذكرى الـ52 لافتتاحه.. "اليوم السابع" يوثق تاريخ إنشاء السد العالى مع العاملين فى المشروع.. المسعف إبراهيم حامد يتحدث عن إصرار المصريين على تنفيذ أعظم المشروعات فى القرن العشرين.. وهذه ذكرياته مع الجرحى

الأحد، 15 يناير 2023 12:00 م
فى الذكرى الـ52 لافتتاحه.. "اليوم السابع" يوثق تاريخ إنشاء السد العالى مع العاملين فى المشروع.. المسعف إبراهيم حامد يتحدث عن  إصرار المصريين على تنفيذ أعظم المشروعات فى القرن العشرين.. وهذه ذكرياته مع الجرحى "اليوم السابع" يوثق تاريخ إنشاء السد العالى مع العاملين فى المشروع
أسوان – عبد الله صلاح السبيع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

رسمت التجاعيد على وجهه ملامح الكفاح التى تعكس في صورتها سنوات الصمود وأيام العمل ومراحل العطاء التى لا تتوقف عند هذا الجيل، الذى شهد إنشاء أعظم مشروع هندسى في القرن العشرين وهو مشروع السد العالى، الذى وقف عم إبراهيم محمد حامد 83 سنة، يسترجع ذكريات العمل فيه ومراحل بنائه وسط زملائه العاملين في المشروع آنذاك.

إبراهيم-محمد-حامد
إبراهيم محمد حامد

"اليوم السابع" التقى عم إبراهيم محمد حامد، بمحافظة أسوان، والذى تجاوز عمره الثمانين وغطت التجاعيد وجهه، لكنه تحدث في الذكرى 52 لافتتاح السد العالى 1971، والذى يواكب احتفال محافظة أسوان بعيدها القومى 15 يناير.

إبراهيم محمد حامد وشهرته "الجراش" من أبناء محافظة أسوان ويقيم في مستعمرة السد العالى شرق، والتى كانت مخصصة مساكن للعاملين في مشروع السد العالى آنذاك، يحكى عن ذكرياته مع مشروع السد العالى قائلاً: "التحقت بالعمل في مشروع إنشاء السد العالى عام 1960 وعينت في وظيفة مسعف في مواقع العمل والإنشاء، وكنتُ شاهداً على أحداث كثيرة وشريط من الذكريات حول هذا المشروع القومى الذى التف حوله المصريون لبناء تاريخ لهم".

الأنفاق
الأنفاق

وأضاف مسعف السد العالى، أن السد كان يحتاج إلى عمالة في بداية إنشائه وخاصة الخبرات التخصصية وهو ما أهله للحصول على الوظيفة نظراً لخبرته في الإسعافات الطبية التى كان يعمل بها داخل القوات المسلحة بعد التدريب في جميع الأقسام الطبية المتنوعة والعمل داخل المستشفيات المختلفة، وبعد إنهاء الخدمة التحق بمشروع السد، ومع أول أسبوع عمل تسلمت مهام العمل كممرض أو مسعف في موقع العمل، والمهام عبارة عن حقيبة الإسعافات التى تحتوى على الأدوات والإسعافات الطبية اللازمة، وطبيعة العمل كانت داخل "كشك" طبى وخشبى متنقل، يتم نقله من مكان إلى آخر بحسب حاجة العمل وتواجد العمال من بناة السد العالى.

وأشار إبراهيم حامد، إلى شعوره بالمساهمة في هذا الإنجاز العظيم الذى يتم تشييده على أرض أسوان، حتى وإن كانت طبيعة عمله ممرض للحالات الحرجة والمصابين أثناء العمل في هذا المشروع القومى الكبير، خاصة أن المصريين جاءوا إلى أسوان من شتى الأنحاء للالتحاق بالعمل في السد العالى، وعلق قائلاً: "كنت أقول لنفسى أنت أولى بالسد منهم".

العلم-المصرى-قديماً-بموقع-بناء-السد
العلم المصرى قديماً بموقع بناء السد

وأوضح، أن عمله كان متواصلا لمدة 12 ساعة ثم يأخذ مكانه زميله الآخر، وكان يجلس وحيداً داخل الكشك الطبى بموقع العمل وليس معه سوى مساعد يعاونه في حالة احتاج إلى نقل حالة مصاب أو متوفى أثناء العمل، مضيفاً أن المصابين كانوا يأتون إلى الكشك الطبى ويوقع الكشف الطبى المبدئى عليهم فإذا كانت الإصابة طفيفة عالجها في المكان وإذا استدعت تدخل جراحى يتم نقله عبر سيارات إسعاف إلى المستشفى، ويتم صرف العلاج والأدوية وإجراء الجراحات للعاملين في مشروع السد بالمجان دون أن يتحملوا أى مبلغ مادى، وفى حالة الوفاة يرافقه بالمتعلقات الشخصية له حتى المشرحة.

ومن المواقف الصعبة التى مرت عليه، قال إبراهيم، إنه جلس في أحد الأيام يباشر عمله داخل الكشك الطبى ، وكان لا يزال حديثاً بالمكان الذى يقع في ممر، كان بمثابة القناة الأمامية للسد قبل تحويل مجرى النيل، وكان هناك تفجيرات تتم يومياً في هذا الموقع وتحديداً في تمام الساعة الثانية والنصف ظهراً، إلا أنه لا يدرى عنها شيئاً، ولولا العناية الإلهية بتدخل أحد الأشخاص والذى أخذه بعيداً عن "الكشك الطبى" لمسافة تبعد كيلو متر تقريباً، لكان ضحية لهذه التفجيرات التى كانت تتم في جبال أسوان لفتح القناة الأمامية للسد، حتى شاهد بعينه الصخور تتساقط عقب التفجير كـ"المطر" في السماء – على حد وصفه – والتى أتت على كشك عمله ودمرته بالكامل.

بناة-السد
بناة السد

وتابع مسعف السد: حزنتُ على ضياع العهدة تحت أنقاض التفجيرات، خاصة أنى لا زلت ملتحق حديثاً بالعمل وتوجهت إلى الطبيب المسئول عنى بالعمل وذكرت له ما حدث وعلقت له قائلاً: "مستقبلى ضاع"، ولكن رد فعله هو ما أدهشنى بأنه قال لى: "المهم سلامتك يا بطل وإحنا عاوزينك تكمل معانا وهنعوض كل اللى ضاع منك بعد أن تحصل على يومين راحة من أثر التفجير عليك".

ولفت إلى أنه بعد الانتهاء من تحويل مجرى النيل 1964، بدأ المشروع يأخذ شكلاً آخر أكثر استقراراً وأماناً وأقل خطورة وإصابات بين العمال لأنها مرحلة التشييد والتشغيل، موضحاً أن الزعيم الراحل جمال عبد الناصر كان يزور مشروع السد كثيراً ويطمئن على العمال المصريين المشاركين في بناء السد بالتعاون مع الخبراء الروس، ويحاول إسعاد العمال باللقاءات معهم مباشرة وإقامة الحفلات وليالى أضواء المدينة لكبار المطربين.

بناة-السد-يتبادلون-الحديث
بناة السد يتبادلون الحديث

وأشار إلى أن بناة السد كانوا يعرضون حياتهم للخطر يومياً في سبيل نجاح هذا المشروع القومى الذى يمثل "شرف مصر" بعد أن رفضت القوى العظمى مساعدة مصر في بناء هذا الصرح التنموى، لدرجة أن المصاب منهم كان يغرق في دمائه ويصر على استكمال العمل حتى لا يضيع وقت أو يدخر جهداً لإنهاء وإتمام هذا المشروع، وكان العمل خلية نحل من حوله منهم عمال اللحام والتقطيع والحمالين والفنيين والميكانيكية وهناك الأجانب الروس الذين ساهموا في المشروع أيضاً.

وأكمل ممرض السد، حديثه قائلاً: كنا نعمل بـ20 جنيهاً فقط في الشهر، وكان العاملون يساعدون بعضهم البعض على المعيشة والمأكل، ومنحت الدولة وقتها العاملين وحدات سكنية بالمجان، وعلق قائلاً: "سترتنا وسترت أولادنا وقدرنا نربيهم فيها ونكبرهم ونعلمهم ونتمنى من الهيئة تملكها لنا بعد هذه السنوات الطويلة من المعيشة فيها حتى ولو بالمقابل المادى".

جداريات-بمنطقة-السد-العالى
جداريات بمنطقة السد العالى
 
 
 
 
صحفى-اليوم-السابع-مع-مسعف-السد
صحفى اليوم السابع مع مسعف السد

 

صورة-نادرة-لبعض-بناة-السد
صورة نادرة لبعض بناة السد

 

مسعف-السد-العالى
مسعف السد العالى

 

مسعف-السد-فى-محل-إقامته
مسعف السد فى محل إقامته

 

وسام-استحقاق-من-عبدالناصر
وسام استحقاق من عبدالناصر

 

 










مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة