قال قائد بعثة الناتو في العراق الجنرال جيوفاني م. يانوتشي، إن مهمة البعثة غير قتالية واستشارية وبناء القدرات، وجاءت بعد إطلاقها في قمة الناتو عام 2018 بناءً على طلب ودعوة من الحكومة العراقية، مشيرا إلى أنها تساعد العراق في بناء مؤسسات وقوات أمنية أكثر استدامة وشفافية وشمولية وفعالية لتحقيق الاستقرار ومحاربة الإرهاب ومنع عودة تنظيم "داعش" الإرهابي، وكذلك تدعم مؤسسات التعليم العسكري في مجالات الدعم السياسة والاستراتيجية وتكوين القوات وتطويرها، وتقديم المشورة بشأن اللوجستيات والدفاع السيبراني وتدريب الضباط .
وأضاف جيوفاني - في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء العراقية (واع) اليوم الاثنين أن أحد الإنجازات الأولى والأكثر أهمية التي حققتها البعثة هو اتفاق الـ 14 هدفا أساسيا، حيث توفر هذه الأهداف إطارا مرجعيا مشتركا وأهدافا لتحقيقها من خلال العمل الجاد العراقي وتقديم المشورة لحلف الشمال الأطلسي، لافتا إلى أن الاتفاق يسمح لحلف الناتو بمواءمة خبراتهم مع المجالات المحددة بالعراق والتي تحتاج إلى تحسين ومنها التعليم واللوجستيات والإنترنت والتدريب المنهجي وتطوير الضباط، بالإضافة إلى تطوير المفاهيم المؤسسية المهمة مثل المساءلة وقابلية التشغيل البيني.
وحول زيادة حجم أفراد البعثة، نوه جيوفاني بأن القرار الخاص بزيادة حجم البعثة تم اتخاذه في فبراير 2021 من قبل وزراء دفاع الناتو بناءً على طلب من الحكومة العراقية بهدف تعزيز القوات المسلحة العراقية في قتالها ضد "داعش"، موضحا أن وجود البعثة قائم على الشروط وأي زيادة في أعداد القوات ستكون تدريجية بناءً على المتطلبات وموافقة السلطات العراقية، مؤكدا أن مهمة البعثة تستمر مع الاحترام الكامل لسيادة العراق وبالتشاور الكامل مع الحكومة.
وأكد قائد بعثة الناتو في العراق أن قوات الأمن العراقية أظهرت شجاعة كبيرة وبراعة تكتيكية في الدفاع عن البلاد ضد تنظيم "داعش"، لكن بقايا التنظيم لا تزال قائمة وستظل الجهود المبذولة لاستمرار القتال لاجتثاث هؤلاء البقايا تشكل تحديا، لافتا إلى أن العراق حقق تقدما كبيرا في الحرب ضد داعش، وأن البعثة تعمل مع الشركاء العراقيين لضمان استدامة عملياتهم وأنظمتهم.
وبشأن مخاطر الألغام الأرضية، أكد جيوفاني أن المدنيين العراقيين لا يزالون يواجهون مخاطر الألغام الأرضية والعبوات الناسفة من صراعات جديدة وقديمة، لافتا إلى أن مستشاري البعثة لا يشاركون في إزالة الألغام أو العبوات الناسفة، ولكن سيكون للبعثة دور مهم من خلال تقديم المشورة للمدرسة العراقية لمكافحة العبوات الناسفة حول التدريب وتبسيط المنظمة وكذلك البرمجة والميزنة، موضحا أن البعثة تهدف إلى بناء قدرة العراقيين على القضاء على آفة الألغام والعبوات الناسفة بأنفسهم.
وأشار جيوفاني إلى أن التعاون العراقي مع البعثة يعزز العمليات المؤسسية والوثائق التي تمكن العراقيين من محاربة الفساد وتعظيم القدرة الناتجة عن الاستثمار الذي قام به العراقيون في قواتهم الأمنية، موضحا أن دعم جهود مكافحة الفساد في العراق وتعزيز سيادة القانون من أولويات المعهد الوطني للإعلام، وأن البعثة تدعم سيادة القانون من خلال تقديم المؤتمرات والمحاضرات بشأن القانون الإنساني الدولي وقانون النزاعات المسلحة، منوها بأن هناك تنسيقا مع المنظمات الدولية الأخرى ذات الصلة لدعم قطاع الأمن العراقي، وأن البعثة تعمل بتنسيق وثيق مع الشركاء والتحالف الدولي وأعضاء آخرين في المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وحول خطط البعثة، قال قائد بعثة الناتو في العراق إن البعثة لديها خطة طموحة لأنشطة المؤسسات التعليمية العسكرية والأمنية في منطقة بغداد هذا العام، لافتا إلى أنه تم وضع خطط بالتنسيق الكامل مع المؤسسات العراقية لتلبية احتياجاتها ومتطلباتها.
وبشأن مخيم الهول، قال جيوفاني إن الوضع الإنساني والأمني في سوريا يمثل تحديا كبيرا، مشيدا بالجهود الكبيرة التي تبذلها الحكومة العراقية في إعادة مئات العائلات من سوريا، لافتا إلى أن عدة بلدان في منظمة حلف شمال الأطلسي تشارك أيضا في إعادة الأفراد الموجودين بهذه المخيمات إلى أوطانهم لمحاكمتهم أو إعادة تأهيلهم، وأن هذه مهمة ليست سهلة بسبب التحديات الأمنية والإنسانية الكبيرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة