وسط أجواء من البهجة والسعادة بين أفواج السياح من حول العالم خلال زيارتهم لمحافظة الأقصر والمعالم الآثرية والسياحية، حيث نظمت محافظة الأقصر بحضور محمد عبد القادر خيرى نائب محافظ الأقصر، اليوم الثلاثاء، احتفالية داخل معابد الكرنك، وذلك للاحتفال بيوم السياحة العالمى بمشاركة ممثلى وزارات السياحة والآثار والشباب والرياضة والتربية والتعليم والثقافة وهيئة التنمية السياحية، ومكاتب البرامج الأجنبية والتنمية الأثرية والتنمية السياحية بديوان المحافظة وبعض أعضاء مجلس النواب ورجال الأعمال وممثلى الفنادق والشركات السياحية.
وتضمنت فعاليات احتفالية يوم السياحة العالمى عروضا فنية لفرقة الأقصر للفنون الشعبية وعروضا غنائية وفلكلورية لطلاب المدارس مرتدين الزى الفرعونى، وعروضًا موسيقية وطابور من حملة الإعلام، وذلك بالتعاون بين مديرية الشباب والرياضة وفرق الكشافة المدرسية وقصر ثقافة الأقصر، ومديرية التربية والتعليم، والصوت والضوء، وإدارة التنمية السياحية بمحافظة الأقصر، وهيئة تنشيط السياحة.
وخلال الاحتفالات شارك محمد عبد القادر خيرى نائب محافظ الأقصر، برفقة عدد من السائحين داخل معابد الكرنك، فى زراعة أشجار بقلب ساحة المعبد، وذلك قبيل أسابيع قليلة من فعاليات استضافة مصر للقمة العالمية للتغيرات المناخية COP27، بمدينة شرم الشيخ فى الفترة من 6 حتى 18 نوفمبر المقبل.
كما شارك فى زراعة الأشجار بالكرنك لدعم ملف التغيرات المناخية، الدكتور فتحى ياسين مدير آثار مصر العليا، والدكتور مصطفى الصغير مدير عام معابد الكرنك، وأحمد عربى مدير عام معبد الأقصر، وأحمد بدر مدير بمعبد الأقصر، للتأكيد على مشاركة الجميع فى دعم مؤتمر التغيرات المناخية المنتظر فى شرم الشيخ.
وقال المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، إن وزارة السياحة والآثار قررت فتح جميع المتاحف والمواقع الأثرية اليوم الثلاثاء، للزيارة أمام الزائرين مجانًا وذلك بجميع محافظات الجمهورية، بمناسبة يوم السياحة العالمى ومرور 200 عام على نشأة علم المصريات.
ووفقًا لقرار وزارة السياحة والآثار سيتم السماح بدخول الزائرين المصريين والأفارقة والأجانب المقيمين فى مصر لجميع المتاحف والمواقع الأثرية المفتوحة للزيارة والتابعة للمجلس الأعلى للآثار مجانا فى يوم الـ 27 من سبتمبر القادم بمناسبة يوم السياحة العالمى ومرور 200 عام على نشأة علم المصريات.
ويستثنى من القرار مقابر توت عنخ امون ونفرتارى وسيتى الأول ورمسيس السادس وأهرامات الجيزة من الداخل، ويفتح المتحف المصرى أبوابه للجمهور مجانًا يوم الثلاثاء المقبل 27 سبتمبر وذلك احتفالًا بمرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد ونشأة علم المصريات، وذلك للمصريين والعرب ودول القارة الأفريقية والأجانب المقيمين.
كما احتفلت متاحف الأقصر والتحنيط بكورنيش النيل بمحافظة الأقصر، بذكرى مرور 200 عام على نشأة علم المصريات وفك رموز اللغة المصرية القديمة وإكتشاف حجر رشيد، وشملت فعاليات متحف التحنيط بكورنيش النيل بمدينة الأقصر، تنظيم معرض مؤقت بعنوان "سيد الجبانة"، ومحاضرة تحت عنوان نشأة علم المصريات، وورش فنية مختلفة تشمل رسم حروف اللغة المصرية القديمة، وورش تعليمية عن مراحل التحنيط، وجولات إرشادية، حيث أن مواعيد تلك الفعاليات الصباحية من 9 صباحًا وحتى 1 ظهرًا، والمسائية من 8 عصرًا وحتى 8 مساءًا.
كما تم داخل متحف الأقصر بكورنيش النيل بالأقصر، فتح الزيارة لمتحف الأقصر للفن المصرى القديم مجانًا يوم الثلاثاء 27 سبتمبر 2022م، وذلك للمصريين والعرب ودول القارة الأفريقية والأجانب المقيمين فى مصر، حيث قدم علاء حسين مدير متحف الأقصر محاضرة عن جهود العلماء فى فك رموز اللغة المصرية القديمة، ومعرض اثرى مؤقت بعنوان "بر عنخ"، كما يتم تنظيم فعاليات متنوعة داخل المتحف طوال اليوم.
ونظم متحف التحنيط بكورنيش النيل فى محافظة الأقصر، فعاليات ورشة فنية بعنوان (حجر رشيد ونماذج مصرية قديمة)، حيث تم عرض لوحة فنية عبارة عن نسخة لحجر رشيد، بالإضافة إلى بعض اللوحات لرسومات مصرية قديمة، وذلك إستكمالًا للدور الفعال للقسم التعليمى لمتحف التحنيط، وتم خلال الورشة شرح تفاصيل العثور على حجر رشيد عام 1799م، على يد أحد الجنود الفرنسيين تحت أنقاض قلعة قايتباى بمدينة رشيد، مكتوب عليه نص باللغة المصرية القديمة، حيث يضم الحجر ثلاث كتابات مختلفة الهيروغليفية، والديموطيقية واليونانية لنفس النص، مما جعله رمزًا للحضارة المصرية ومفتاح لحل لغز الكتابة وباب لإكتشاف علم المصريات، حيث أن الحجر من الجرانودايورايت يعتقد بأنه كان ضمن نصب تذكارى ضخم يقع بأحد معابد رشيد القديمة، طوله حوالى 112 سم، وعرضه حوالى 75 سم، وسمكه حوالى 28 سم، ويعتقد أن ارتفاعه الأصلى كان ست أقدام ولكن زالت قمته العليا والزوايا من أعلى وأسفل.
والحجر عليه نقش محفورًا على سطحه نص بلغتين وثلاث كتابات مختلفة الهيروغليفية، والديموطيقية واليونانية، فهو يقدم نفس النص فى الكتابات الثلاثة مع بعض الاختلافات بينهم، ليكون هذا حجر مفتاح فهم الحضارة المصرية. يرجع الحجر لعام 196 ق.م، النص المكتوب على الحجر عبارة عن مرسوم شكر يؤكد دعم كهنة المعبد فى منف للملك بطلميوس الخامس لإعفائه للمعابد من دفع بعض الرسوم فى الذكرى الأولى لتتويجه، والنص العلوى 14 سطر بالكتابة الهيروغليفية الكتابة المناسبة لمرسوم كهنوتى، والجزء الأوسط 32 سطر بالكتابة الديموطيقية الكتابة المصرية المخطوطة المستخدمة للأغراض اليومية (لغة الشعب)، والجزء الأدنى 53 سطر باللغة اليونانية القديمة لغة إدارة الحكم منذ عصر الإسكندر الأكبر.
واكتشف حجر رشيد فى 15 يوليو عام 1799م أثناء الحملة الفرنسية على مصر بقيادة نابليون بونابرت على يد أحد جنود الحملة ويدعى بيير فرانسوا كزافييه بوشار تحت أنقاض قلعة قايتباى بمدينة رشيد "قلعة جوليان كما اسماها الفرنسيون"، وأثناء الحفر لإجراء بعض التحصينات العسكرية عثر على الحجر وسرعان ما أدرك أنه قطعة أثرية وأبلغ القائد وأُرسل الحجر بعدها إلى القاهرة، وأمر نابليون بإعداد نسخ ورقية منها لتكون فى أيدى المهتمين بالحضارة المصرية والعلماء.
وفى السنوات الأولى من القرن التاسع عشر، استطاع العلماء استخدام النقش اليونانى على الحجر كمفتاح لفك رموزه. كان توماس يونج عالم الفيزياء الإنجليزى، من أوائل الذين أظهروا أن بعض الحروف الهيروغليفية على حجر رشيد كتبت أصواتًا لاسم ملكى، وهو اسم بطلميوس، والأسماء الملكية كانت تحاط بإطار "خرطوش" يميزها عن بقية النص. تم فك رموز حجر رشيد على يد عالم الآثار الفرنسى جان فرانسوا شامبليون فى ٢٧ سبتمبر 1822م، حيث كان قد سبقه محاولات عدة لفك هذه الرموز.
فيما يقول رئيس الجمعية المصرية للتنمية السياحية والأثرية، أيمن ابوزيد، أن مصر والعالم أجمع يحتفلون اليوم بمرور 200 عام على فك رموز الكتابة المصرية القديمة ونشأة علم المصريات، الذى يهتم بالحفائر الأثرية، وكل الدراسات المتعلقة بالحضارة المصرية القديمة، حيث أن المصادر التاريخية تدلنا على أن فك رموز الكتابة المصرية القديمة، هو عمل دام لسنوات وشارك فيه مجموعة من العلماء والباحثين، الذين كان لكل منهم جهد خاص مهّد الطريق أمام الفرنسى، چان فرانسوا شامبليون، يتوصل وبشكل نهائى لفك رموز تلك اللغة التى ظلت غامضة طوال فترة طويلة من الزمن.
ويضيف أيمن أبوزيد لـ"اليوم السابع"، أن قائمة العلماء والباحثين الذين حققوا عملوا على فك رموز اللغة المصرية القديمة، وتوصلوا لنتائج مهمة فى هذا المجال تضم: السويدى " اكربلاد Akerblad " الذى نجح فى قراءة أسماء بعض الأعلام المكتوبة بالخط الديموطيقى، وعالم الطبيعة الإنجليزى توماس يونج Young.T، الذى توصل إلى بعض النتائج منها أن الهيروغليفية والديموطيقية وثيقتا الصلة احداهما بالآخر، وأن أسماء الملوك فى الهيروغليفية تكتب داخل إطار مستطيل ملفوف الأركان المتعارف على تسميته بـ "الخرطوشة"، واكتشف الحروف الهجائية الهيروغليفية (ف – ت) وأوضح أن وجود صورة أنثى بعد الاسماء كانت لتعين المؤنث، وقد توّج الجهود السابقة چان فرانسوا شامبليون Jean Francois Champllion، المولود فى 23 من شهر ديسمبر 1790 ببلدة ليجمارك بجنوب فرنسا ابنا لأحد أصحاب المكتبات.
ويقول محمد عبد الحميد المرشد السياحى الباحث فى علوم المصريات، عن سيرة ومسيرة چان فرانسوا شامبليون، أن شامبليون كان مولعًا بالقراءة ونابغة فى تعلم اللغات منذ سنوات طفولته الأولى، حيث أنه درس اللاتينية والعربية والعبرية والكلدانية والسريانية والفارسية والانبوبية والقبطية، وساعدته اللغة الاخيرة فى حل كثير من رموز الهيروغليفية، واطلع على نتائج أبحاث من سبقوه مع معرفته أن ما جاء على حجر رشيد هى ثلاثة كتابات لمرسوم واحد واستعان أيضا بأسماء الأعلام خاصة الملوك المكتوبة داخل الخراطيش، وبمقارنة الأسماء فى النص اليونانى والمصرى، اهتدى إلى مجموعة من المعلومات والحروف الهيروغليفية وقورنت هذه المعلومات وكتابات على آثار أخـرى عليها أسماء مثل بطليموس وكليوباترا، والإسمان بهما كثير من الحروف المكررة مثل (ب. ل.ي) وبذلك عرف أن العلامات الهيروغليفية لها قيمة الحروف الابجدية.
ويؤكد محمد عبد الحميد، لـ"اليوم السابع"، أن كل ما سبق مكّن چان فرانسوا شامبليون، من قراءة أسماء ملوك مصر القديمة، مثل تحتمس ورمسيس وغيرهم، ولم يقتصر جهده على قراءة الأسماء فقط بل عرف معانيها، وعندما وصل إلى هذه المرحلة أعلن نتائج دراساته فى خطابه الشهير الذى قدمه للأكاديمية الفرنسية والمعروف باسم "خطاب إلى السيد داسيبه عن أبجدية الهيروغليفية الصوتية". وكان ذلك فى يوم 27 من شهر سبتمبر 1822، وفى العام 1824 نشر "شامبليون" موجز للنظام الهيروغليفى، وبعدها زار شامبليون مصر فى الفترة ما بين 1828 و1830، وقد تمكن خلال تلك الفترة من جمع مادة علمية وفيرة نشرت بعد وفاته فى عام 1832، ومن أهم ما نشر: "آثار مصر والنوبة" وقد جاء فى أربعة أجزاء، و"قواعد مصرية"، و"القاموس المصري"، وهكذا كان حجر رشيد الذى اكتشف خلال الحملة الفرنسية على مصر - وذلك فى شهر أغسطس سنة 1799، على يد پير فرانسوا كسائيبه بوشار (1772 - 1832) فى جدار قلعة مدينة رشيد - حجر الزاوية لفك طلاسم نقوش الأبجدية المصرية القديمة، وإزاحة الغموض الذى لازمها طويلا.
إحتفالية-بمعابد-الكرنك
إحتفالية-بمعابد-الكرنك
إحتفالية-بمعابد-الكرنك
إحتفالية-بمعابد-الكرنك--(4)
إحتفالية-بمعابد-الكرنك--(5)
إحتفالية-بمعابد-الكرنك--(6)
إحتفالية-بمعابد-الكرنك--(7)
جانب-من-اللقاءات-بالإحتفالية-(1)
جانب-من-اللقاءات-بالإحتفالية-(2)
على-هامش-الإحتفالية--(1)
على-هامش-الإحتفالية--(2)
على-هامش-الإحتفالية--(3)
على-هامش-الإحتفالية--(4)
إحتفالية-بمعابد-الكرنك
إحتفالية-بمعابد-الكرنك
إحتفالية-بمعابد-الكرنك
إحتفالية-بمعابد-الكرنك--(4)
إحتفالية-بمعابد-الكرنك--(5)
إحتفالية-بمعابد-الكرنك--(6)
إحتفالية-بمعابد-الكرنك--(7)
جانب-من-اللقاءات-بالإحتفالية-(1)
جانب-من-اللقاءات-بالإحتفالية-(2)
على-هامش-الإحتفالية--(1)
على-هامش-الإحتفالية--(2)
على-هامش-الإحتفالية--(3)
على-هامش-الإحتفالية--(4)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة