إن الحديث عن السياحة كنشاط اقتصادي لم يعد رفاهية، لأن السياحة وفقًا لدراسات دولية معتمدة باتت أحد أهم مرتكزات التنمية في المنظومة الاقتصادية، حيث تشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن عدد السُياح الدوليين وصل في بداية العام الجاري 2022 إلى ضعف المستوى الذي سُجِل في عام 2021، وفي بعض المناطق وصل عدد السياح الوافدين إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا أو تجاوزها، وسيكون رفع قيود السفر المتبقية جنبًا إلى جنب مع زيادة ثقة المستهلك من العوامل المهمة لتعافي القطاع، الأمر الذي يُوقد الأمل ويُتيح الفرص للملايين حول العالم بإعتبار أن السياحة من أهم القطاعات الاقتصادية في العالم، وفيها عشرات الآلاف من الوظائف على مستوى العالم، وتتيح سبل العيش لمئات الملايين.
ويأتي الاحتفال بيوم السياحة العالمي الذي يوافق السابع والعشرين من سبتمبر كل عام منذ عام 1980، ويصادف هذا التاريخ الذكرى السنوية لاعتماد النظام الأساسى لمنظمة السياحة العالمية عام 1970، مما مهد الطريق لإنشاء المنظمة بعد خمس سنوات، ويأتي الاحتفال هذا العام للاعتراف بالتحول نحو السياحة باعتبارها ركيزة أساسية للتنمية، ومع التقدم المحرز على قدم وساق، حيث عقدت الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر مايو 2022 للمرة الأولى مناقشة خاصة بشأن السياحة، مما أكد الأهمية التاريخية لهذا القطاع، وأصبحت السياحة الآن على أجندة الحكومات، والمنظمات الدولية في كل مناطق العالم.
ويرفع الإحتفال هذا العام شعار "إعادة التفكير في السياحة"، حيث يُركز الاحتفال هذا العام على إعادة تصور نمو القطاع السياحي، من حيث الحجم والأهمية.
أكتب اليوم تزامنًا مع هذه المناسبة شديدة الأهمية، والتي تعتبر علامة فارقة في السياحة العالمية، بهدف زيادة الوعي وإظهار دور السياحة داخل المجتمعات على المستوى الاجتماعي والثقافي والسياسي والاقتصادي، ولعل اختيار شعار "إعادة التفكير في قطاع السياحة "، كعنوان للاحتفال هذا العام يعد بمثابة إشارة تبعث بالكثير من الرسائل للعاملين بهذا القطاع الهام، والمسؤولين المعنيين بالسياحة في مختلف دول العالم .
وتجدر الإشارة هنا إلى أن منظمة السياحة العالمية قامت بتوجيه الدعوة لوزارة السياحة والآثار المصرية للمشاركة في الاحتفال بهذا الحدث المزمع انعقاده في إندونيسيا، على اعتبار أن مصر جزء هام من قطاع السياحة العالمي .
وفي ظل هذا الشعار وضمن خطة الحكومة المصرية، تحت رعايه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، للارتقاء بالمنتج السياحي المصري من خلال وزارة السياحة والآثار والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي الطموحة، تمت الموافقة علي دخول جميع المتاحف للمصريين، والعرب والأفارقة والأجانب المقيمين بالمجان عدا مقبرة توت عنخ آمون ونفرتاري وسيتي الأول ورمسيس السادس وأهرامات الجيزة من الداخل .
وضمن إجراءات الحكومة المصرية للاحتفال بهذه المناسبة، قامت الهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي بدعوة السياح والشركات السياحية الكبيرة والصغيرة المحلية والدولية، لإعادة التفكير في السياحة من حيث النمو والحجم والأهمية من أجل زيادة الحركة الوافدة إلى مصر خلال الفترة المقبلة وفتح أسواق سياحية جديدة.
وتأتي الإجراءات المصرية بالاتساق مع ما أكده الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية "بولوليكاشفيلي" من أن إمكانات السياحة هائلة، وأن هناك مسؤولية مشتركة للجميع للتأكد من تحقيقها بشكل كامل، وعطفا على ذلك تدعو منظمة السياحة العالمية الجميع، من العاملين في مجال السياحة إلى السياح أنفسهم، وكذلك الشركات الصغيرة والشركات الكبيرة والحكومات إلى التفكير وإعادة التفكير فيما نقوم به وكيف نقوم به.
وليس ثمة شك في أن وزارة السياحة والآثار بكافة هيئاتها ولجانها لا تدخر جهدًا من أجل تعظيم قيمة السياحة المصرية، حتى تكون قيمة مضافة للدولة في ظل الجمهورية الجديدة، وأن تكون السياحة إحدى لبنات البناء الجديد لعهد التنمية الذي أسس له الرئيس عبد الفتاح السيسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة