خلال حوارنا مع الإعلامية رانيا البليدى، تحدثنا معها حول كيف كانت بدايتها في التليفزيون المصرى وأبرز من شجعها على العمل بالمجال الإعلامى وأسباب إصرارها على تقديم برامج حوارية بعد تقديمها لنشرات الأخبار، وأبرز البرامج التي قدمتها خلال مشوارها الإعلامى، بالإضافة إلى أصعب المواقف التي تعرضت لها وغيرها من القضايا والموضوعات في الحوار التالى..
كيف كانت بدايتك في التليفزيون المصري ؟
بدأت فى التليفزيون المصري من خلال عملي مترجم ومحرر بقسم النشرات الإنجليزية بقطاع الأخبار، ومن ثم قارئة نشرات إخبارية بالعديد من الفضائيات المصرية والعربية، وبعدها بدأت مرحلة جديدة في مشواري الإعلامي و هي الإتجاه إلى تقديم البرامج الحوارية والذي اعتبره فنا له معايير خاصة في المقام الأول.
الإعلامية رانيا البليدى
لماذا؟
منذ الصغر وأنا لدي قناعة تامة بأن إجراء حوار تليفزيوني ليس بالشيء السهل، بل يحتاج إلى مهارات خاصة جدا على عكس ما يعتقد الكثيرون و كان هذا هو التحدي الأكبر بالنسبة لي، فإدارة حوار تعني توافر ملكات معرفية ولغوية محددة، هذا بالإضافة إلى القدرة على صياغة السؤال بطريقة معينة وتوجيه دفة الحديث بسلاسة نحو الهدف والذي من المفترض أن يكون واضحا تماما لي منذ البداية، ومن هنا وعلى الرغم من أنني بفضل الله كنت ولازلت قارئة جيدة، إلا أنني توقفت للحظة وسألت نفسي: كيف يمكن لي أن أضيف في هذا المجال؟ كيف يمكن أن أجري حوارا جادا و سلسا وفي نفس الوقت يحتفظ بقيمته مهما مر عليه الوقت؟ كيف يمكن أيضاً أن أجري حوارا مع أعلام هم الأبرز في مجالاتهم كل منهم يعبر عن رؤية معينة لعالمنا، فأيا كان الطرح وأيا كان الموضوع؟ ومن هنا قررت أن يكون لي إضافة ولو بالقدر القليل في هذا المجال و أن أفعل كل ما في وسعي لكي أجيد فن ادارة الحوار طبقا للمعايير الفنية التي وضعها رواد المهنة.
من الذى شجعك ودفعك للعمل في التليفزيون المصرى؟
حلم دخول المجال الإعلامي لم يكن وليد اللحظة، بل كان يراودني منذ الطفولة، وكانت والدتي من أهم الداعمين لي، حيث نشأت في أسرة كانت حريصة كل الحرص على القراءة ومتابعة الأخبار و الجديد دائما في كل مناحي الحياة، كالسياسة والفن والموسيقى على سبيل المثال لا الحصر ولم يكن الحلم الذي يسيطر على من حين إلى آخر هو أن أصبح مذيعة فقط بل أن أتميز في هذا المجال وأن أضيف إليه.
المذيعة رانيا البليدى
متى بدأ لديك الحلم للعمل كمذيعة؟
كنت ولازلت أعشق اللغات الحية بشكل خاص. من هنا كان انضمامي لفريق الإذاعة المدرسية: أقرأ الخير وألقي الشعر. أتذكر جيدا عندما كنت استمع إلى قارئي نشرات الأخبار ومقدمي البرامج العظماء عبر أثير الإذاعة أو من خلال الشاشة الصغيرة، وإلى أي مدى تأثرت بهم حتى أنني استحضرهم جميعا ودائما كمثل أعلى وقدوة يحتذى بها.
ومن أبرز الإعلاميين الذين شجعوك على العمل بمجال الإعلام؟
على المستوى المهني، فأول من شجعني للعمل في المجال الإعلامي هو أستاذنا الجليل الإعلامي القدير محمود سلطان رحمه الله.
رانيا البليدى مذيعة التليفزيون المصرى
كيف شجعك على العمل بمجال الإعلام؟
من الله علي بلقائه صدفة داخل إحدى الأستوديوهات بالتليفزيون المصري فسمع صوتي وطريقة الآداء، ونصحني بالاستمرار في هذا المجال، وأنا أعتبر نفسي من المحظوظين لأنني شرفت بلقاء كبار الإعلاميين على مستوى الوطن العربي والاستفادة من خبراتهم بشكل مباشر.
ماذا تتذكرين عن أول اختبار لك في التليفزيون المصرى للعمل داخل ماسبيرو؟
في البداية، كانت رغبتي هي للالتحاق بوزارة الخارجية المصرية، ولكن شاء القدر أن ألتقي بأستاذي الكبير محمود سلطان أثناء تواجدي في مبنى ماسبيرو حيث كانت فترة تدريبي في قطاع القنوات المتخصصة قبل أن أنتقل للعمل بقطاع الأخبار وطلبت منه سماع صوتي وأدائي في قراءة نشرات الأخبار، بعدها لم أتمالك دموعي حين قال لي: صوتك جميل وأدائك مميز و لغتك سليمة، وأنصحك بالاستمرار في هذا المجال، وبعدها بدأت أتابع إعلانات التوظيف بقطاع الأخبار تحديدا، وكان أول إعلان خاص بإجراء اختبارات لاختيار مترجمين لقطاع الاخبار- قسم النشرات الانجليزية.، وبالفعل تقدمت للاختبار والذي كان دقيقا للغاية وشديد التخصصية حيث شمل ترجمة من و إلى اللغة الإنجليزية وإجازة صوت، هذا بالإضافة إلى قياس مستوى الثقافة والمعلومات العامة والإلمام بالمصطلحات السياسية والاقتصادية، والحقيقة كان اختبارا يمتاز بالشمولية والتخصصية في أن واحد، والحمد لله، استطعت اجتياز الاختبارات بنجاح، وبالرغم من حبي لعملي، إلا أن طموحي لم يقف عند هذا الحد، فمنذ اليوم الأول لاستلامي العمل بقطاع الأخبار، قررت أن ألتحق بجميع الدورات الاحترافية لإعداد وتأهيل المذيعين بمعهد تدريب الإذاعة والتلفزيون المصري، الأمر الذي أصقل موهبتي وأكسبني مهارات أخرى في فن الإلقاء وإدارة الحوار وتقديم النشرات الإخبارية بصورة أكثر احترافية، من هنا نجحت بفضل الله في أن أستحوذ على إعجاب وثقة أساتذتي الأجلاء في الإعلام خاصة أستاذي الكبير والإعلامي القدير عبد الوهاب قتاية والذي أشاد بي أثناء إحدى الدورات التدريبية في "فن الإلقاء والحوار"، ولن أنس أبدا عبارته الذهبية لى والتي أشرف بسردها في كل حوار معي "لقد خلقت لكي تكوني مذيعة"، وبعدها بدأت المشوار بقراءة النشرات الإنجليزية والتي اعتبرها نقطة البداية بالنسبة لي، ومن ثم عملت مذيع وقارئ نشرة ومقدم برامج حوارية باللغة العربية بالعديد من الفضائيات المصرية والعربية.
رانيا البليدى
ماذا كان شعورك خلال تقديم أول حلقة لك؟
الحقيقة لا استطيع أن أصف شعوري أثناء تقديم أول حلقة لي، فهو شعور ممزوج بالفرحة والفخر والرهبة في آن واحد، وكانت حلقة حوارية سياسية بإحدى القنوات العربية، وكانت الحلقة زاخرة بالعديد من الملفات والقضايا الساخنة في ذلك الوقت، ومن هنا كان لزاما على أن أستعد جيدا لهذه الحلقة سواء من ناحية القراءة أو الإعداد الجيد، هذا بالإضافة إلى الإلمام بكل الجوانب الخاصة بموضوعات الحوار والضيوف، فأول حلقة كانت بالنسبة لي "أكون أو لا أكون"، والحمد لله فوجئت برد فعل رائع من قبل الجميع وعلى رأسهم أساتذتي، وكان التعليق الأبرز بعد أول حلقة لي والذي أتذكره حتى الآن "لديك ثبات انفعالي أمام الكاميرا والضيوف كما لو أنك تعملين منذ سنوات في تقديم البرامج الحوارية" وكان ذلك بفضل الله تعالى داعما لي ودافعا قوياً للاستمرار و التميز في مجال البرامج الحوارية.
من كان قدوتك في التليفزيون المصرى؟
الحقيقة جميع أساتذتي الأجلاء لهم أيادٍ بيضاء علي وتعلمت منهم كثيرا كل في مجاله و تخصصه الدقيق. أخص بالذكر على سبيل المثال لا الحصر أستاذي الجليل/ عبد الوهاب قتاية، الإعلامي القدير/ إسماعيل الشيشتاوي، الدكتور/ عبد الله الخولي، الإعلامي القدير/ حسن هويدي، الإعلامي الكبير/ صلاح الدين مصطفى، أستاذي الجليل/ محمود سلطان والإعلامي العظيم/ صالح مهران رحمهما الله. بالتأكيد هذه القامات الإعلامية كان لها أثر إيجابي عظيم. استفدنا من تجاربهم الثمينة والتي ساعدتنا كثيراً في تطوير المهارات وتحديد الإتجاهات منذ بداية الطريق.
في تصريح سابق لك قلت " ماسبيرو صرح عملاق نتعلم منه يومًا بعد يوم".. ماذا تعنين بهذا الأمر؟
ماسبيرو في القلب وسيظل دائما هو الأصل، فبالرغم من شراسة المنافسة الآن بين القنوات الفضائية المختلفة ومع زيادة قنوات السوشيال ميديا أو مايسمى بالإعلام الرقمي، إلا أن ماسبيرو له بريقه الخاص، فلا يمكن لأحد أن ينكر أن التليفزيون المصري هو المدرسة الإعلامية الحقيقية التي تخرج فيها كبار الإعلاميين سواء في مصر أو الوطن العربي، والآن نلمس جهود مكثفة و حثيثة لتطوير التليفزيون المصري من خلال وضع خطط برامجية متنوعة ومختلفة وضخ دماء جديدة من أجل استقطاب المشاهد المصري والعربي مرة أخرى ولكن مع هذا التطوير، يبقى شعار ماسبيرو راسخا وثابتا ثبوت الشمس وهو الحرص الشديد على أن لا تكون زيادة نسبة المشاهدة على حساب المحتوى الإعلامي لأنه ببساطة تليفزيون الأسرة المصرية ( تليفزيون الشعب) هدفه الأساسي الإنتصار لمعركة الوعي وتقديم كل ماهو متسق مع عادات وتقاليد وتاريخ هذا الشعب العظيم. وسيبقى ماسبيرو دائما هو رمز لريادة مصر الإعلامية والثقافية.
مذيعة التليفزيون المصرى رانيا البليدى
من أبرز من دعمك في مشوارك الإعلامي؟
"من لا يشكر الناس لا يشكر الله"، والحقيقة في حياتي العملية داعمون كثر، فأسرتي بالتأكيد لها فضل كبير في تشجيعي على دخول المجال الإعلامي والاستمرار فيه، أما على المستوى المهني والإنساني، فقد كان ولايزال وسيبقى أكبر الداعمين لى هو أستاذي الإعلامي القدير حسن هويدي وكيل وزارة الإعلام السابق ونائب رئيس قناة النيل الدولية الأسبق، فهو الخبرة والحكمة والإنسانية في أبهى صورها، و لا ولن أنس أبدا مواقف كثيرة دعمني فيها وكان له عظيم الأثر في اختياري لمساراتي وانتقائي أيضا لموضوعات حلقاتي، ليس ذلك فحسب، بل عندما كنت أحتاج إلى مشورة ما قبل أو أثناء اتخاذ أي قرار، لا يتواني الأستاذ حسن هويدي لحظة في نصحي ودعمي و مساندتي، والوقوف أيضا بجانبي، فله منى كل الشكر والعرفان والتقدير، و أيضا كان لي عظيم الشرف أن ألتقي بأحد رواد ماسبيرو العظماء الإعلامي الكبير عبد الخالق عباس والذي أشاد بي و دعمني كثيراً، وكم شعرت بالسعادة و الفخر حين قال لي " آدائك رائع وأسلوبك في إدارة الحوار راقي"، وهى كلمات من ذهب من قامة إعلامية كبيرة جعلتني أصر على النجاح و أواصل الطريق مهما كانت التحديات، ولا يمكن أيضا أن أنكر فضل الإذاعي القدير محمد نوار، رئيس قطاع الإذاعة المصرية، والذي آمن بي على المستوى المهنى وكان لا يبخل علي بالنصح والتوجيه الدائم من أجل تحقيق أهدافي و طموحاتي في المجال الإعلامي.
قدمت نشرات أخبار وبرامج حوارية.. هل ترين أن المذيع يجب أن يكون شاملا ويقدم في كل المجالات أم الأفضل له التخصص في مجال واحد؟
في وجهة نظري، من الأفضل أن يكون المذيع متخصصاً في مجالٍ معين، ويبذل جهدا من أجل الإبداع فيه حتى يكون له شخصيته الخاصة وبصمته المميزة بعيدا عن المحاكاة والقوالب الجاهزة. ولكن هذا لا يمنع إطلاقا أن المذيع الناجح يملك مقومات و مواصفات تجعله أهلا لأن يقدم أي شيء وكل شيء مهما كان اختلاف المجال: سياسي، اقتصادي، اجتماعي ، فني ، ثقافي.. إلخ، فهناك مواصفات عامة يجب أن يتميز بها المذيع مهما اختلفت طبيعة البرنامج الذي يقدمه كالثقافة الواسعة، و الحضور، و الاطلاع التام على المستجدات، والإلمام جيداً بالموضوع، هذا بالإضافة إلى توافر المهارات الأساسية كاللغة السليمة، طلاوة الصوت، سرعة البديهة والقدرة على التعامل مع المواقف المحرجة التي قد تحدث على الهواء مباشرة. فمثلا قد يفقد المذيع النص المطلوب، أو تأتي مداخلة هاتفية مزعجة خلال بث الحلقة، أو يعتذر الضيفٌ لسبب ما عن الحضور للاستوديو، ومن هنا وجب أن يكون هناك جاهزية كاملة للتعامل برشاقة ومرونة و ذكاء مع جميع المواقف وتحت أي ظروف.
ما هي البرامج التي قدمتيها وكانت قريبة إلى قلبك؟
كل برنامج قدمته كان له مكانة خاصة لدي، ففي مجال البرامج السياسية ، كان برنامج " مدار الأخبار" - والذي كان يقدم على إحدى القنوات العربية- قريباً إلى قلبى كثيرا لأنه كان يناقش أحداثا و قضايا سياسية ساخنة على المستوى الدولي ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك بنظرة تحليلية استشرافية و موضوعية أيضا، وأجريت من خلال هذا البرنامج لقاءات كثيرة مع كبار المحللين السياسيين والاستراتيجيين والخبراء العسكريين ومن البرامج القريبة أيضا إلى قلبي برنامج التوك شو " مصر كل يوم" والذي يذاع على قناة مصر الزراعية، والحقيقة، فكرة معاصرة كل التفاصيل الدقيقة قبل و أثناء فترة الإعداد لهذا البرنامج - والذي أثبت نجاحه بجدارة- تجعلني أعتز به كثيراً. فقد استطاع " مصر كل يوم" وفي فترة قصيرة جداً جذب قاعدة عريضة من الجمهور وذلك بفضل التعاون الرائع بين إدارة القناة برئاسة الدكتور علاء عزوز والمدير التنفيذي للقناة الدكتور خالد فتح الله وفريق العمل المهني الذي يضم أفضل العناصر كل في مجاله، الحديث هنا عن الاخراج و الإعداد تحديدا حتى الفريق الفني كان له دور عظيم في خروج البرنامج بهذه الصورة المشرفة، أضف إلى ذلك روح التعاون و التكامل بين أسرة البرنامج لتقديم أحسن ما يكون و في النهاية، مهما كانت التحديات، فالإخلاص و التفاني من أجل تقديم الجديد و الأفضل دائماً هو أساس نجاح أي برنامج.
مذيعة ماسبيرو رانيا البليدى
ما هي المدرسة الإعلامية التي تفضلين تطبيقها خلال عملك؟
قولا واحدا "مدرسة ماسبيرو"، فهى المدرسة التي تمثل الآداء الراقي والمحايد الصالح لكل زمان و مكان مدرسة تحترم العقول وتغذي الروح، فعلى الرغم من ظهور المنصات الالكترونية أو مايسمى بالإعلام البديل، إلا أنه لايوجد منافس لمدرسة ماسبيرو حتى الآن؛ إذا أردنا أن نتحدث بحق وبكل شفافية عن الأداء و الرسالة والهدف وليس لأحد أن ينكر أن معظم نجوم الإعلام حاليا سواءً في الفضائيات المصرية أو العربية بدأوا أولا من ماسبيرو حيث التعلم و الخبرة، ثم أثبتوا جدارتهم و تميزهم بعد ذلك وقتما توافرت الإمكانيات ويكفيني فخراً أنني أحد أبناء ماسبيرو "أول مدرسة إعلامية حكومية فى أفريقيا والشرق الأوسط".
من أبرز الضيوف الذين تأثرتِ بهم خلال عملك في المجال الإعلامي؟
كثيرون ، فكل موضوع يتم مناقشته مع ضيفي الكريم هو في الحقيقة إضافة لي قبل أن يكون إضافة للمشاهد. ولكن يبقى لبعض الضيوف- والذين شرفت باستضافتهم- تأثيرا خاصا و بصمات مميزة تكسب الحوار طابعا مختلفا من أبرزهم على سبيل المثال لا الحصر، الخبير العسكري والاستراتيجي اللواء محمود زاهر، مكتشف الثغرة في حرب أكتوبر، وأيضا المحلل السياسي مهدي عفيفي، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي وهو أحد أبرز السياسيين المصريين والعرب الذين استطاعوا عمل تغيير مجتمعي حقيقي من خلال الاندماج في مؤسسات سياسية واجتماعية معنية بحقوق العرب في الولايات المتحدة الأمريكية و لا يمكن لأحد أن ينكر أيضا البصمات المميزة للدكتور مختار غباشي الأمين العام لمركز الفارابي للدراسات السياسية في مجال التحليل السياسي المقارن خاصة عندما يتحدث عن تقاطعات السياسات الدولية بنظرة تحليلية استشرافية ثاقبة، وأيضا اللواء أركان حرب الدكتور محمود خلف ، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية خاصة عندما كان يتحدث في أحد اللقاءات بإيمان منقطع النظير عن كواليس الحروب التي خاضها الجيش المصري بكفاءة قتالية عالية، وهو أحد أبطال اكتوبر و أحد المشاركين فى حرب اليمن و حرب الاستنزاف.
ما هي أبرز الحلقات التي ما زلت تتذكرينها حتى الآن؟
لا ولم أنس أول حلقة حوارية سياسية قمت بتقديمها على الهواء مباشرة، حيث كان الحوار ثريا و ممتعا، فبالرغم من أنه كان الظهور الأول بالنسبة لي في مجال تقديم البرامج الحوارية، إلا أنني بعد انتهاء الحلقة، فوجئت برد فعل لم أكن أتوقعه من قبل القائمين على القناة وأيضا أساتذتي العظماء، و على رأسهم أستاذي الجليل الإعلامي القدير عبد الوهاب قتاية- أطال الله في عمره- والذي شرفت بأول مكالمة هاتفية معه بعد الهواء مباشرة سواء في أول نشرة إخبارية أو اول حلقة لي- لأستمع إلى ملاحظاته التي كانت ولا تزال تمثل لي حجر الأساس الذي منه أنطلق لتحقيق حلمي للوصول إلى كل مشاهد، ولم ولن أنسى أيضا دور كل أساتذتي الذين حرصوا على متابعة أولى حلقاتي لتقديم النصح فيما يتعلق بإدارة الحوار وآلية طرح السؤال، و الاهتمام بالثقافة وحيوية الآداء، حاولت بقدر الإمكان أن أحافظ على هذه المعايير و أن أكون على قدر المسؤولية المهنية والتغلب على رهبة كونه الحوار الأول بالنسبة لي حتى أكون عند حسن ظن أساتذتي الأجلاء و المشاهد أيضا.
ما هو أصعب موقف تعرضت له خلال مشوارك الإعلامي؟
أصعب موقف مررت به كان أثناء أحداث ماسبيرو عندما كنت في عملى داخل المبنى وأغلقت جميع أبواب التليفزيون المصري وتم منع الدخول والخروج، فاضطررنا للمبيت في ماسبيرو و القيام بمهام العمل على أكمل وجه، حيث كانت الأحداث سريعة ومتواترة، وعلى الرغم من أنها كانت فترة صعبة للغاية مرت على وعلى جميع الزملاء والزميلات، إلا أننا كنا نشعر بالفخر لأننا نقوم بواجب وطني في مرحلة كانت من أصعب المراحل و أكثرها خطورة. فلم نتوانى لحظة- نحن جميعا- في أداء واجبنا المهني بكل حب و تفاني، لحظات لاتزال عالقة في الذاكرة حتى الآن. وهذا هو واجب الإعلامي أن يكون حاضراً في عمله حتى في أصعب الظروف وأخطر المواقف.
احكى لنا عن نصيحة لا يمكن أن تنسيها وأثرت عليك وحرصت على تطبيقها خلال عملك؟
"إذا حدثت فجوة في الفكر والثقافة بين المذيع والضيف، فهذا هو بداية الفشل." تلك هي نصيحة قالها الإعلامي القدير صالح مهران رحمه الله في إحدى الدورات التدريبية التى ينظمها معهد الإذاعة والتلفزيون المصري، الحقيقة كنت ولا أزال استحضر هذه النصيحة دائما أثناء التحضير لحلقاتي، فمهما كانت مهنية و قوة فريق الإعداد ، لابد للمذيع أن يكون ملما بكافة المعلومات حول الضيف و موضوع الحوار وأن يبتعد عن القوالب الجاهزة والأطر الضيقة أو مايسمى بالأسئلة المدرسية المباشرة. فيجب على المذيع استثمار الضيف على الوجه الأمثل من خلال تقديم طرح يتناسب مع قيمته الفكرية وخبراته العملية، ولا يمكن أن يحدث ذلك مطلقا إلا من خلال القراءة و الثقافة و التحضير الجيد المسبق للحلقة و استحضار مهارات المذيع في التعاطي الرشيق مع موضوع الحوار. أضيف إلى ذلك، إن طبيعة تحضير الحلقة في حد ذاتها قد تختلف باختلاف الفكرة والضيف و طبيعة الجمهور. فإدارة حوار مع عالم أو مفكر أو محلل سياسي تختلف بالتأكيد عن إدارة حوار آخر مع فنان أو شاعر أو شخصية عامة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة