بمظهر حضاري مبهر، لفت ممشى المنصورية السياحي الأنظار بعدما أصبح تحفة فنية تزين قلب محافظة الجيزة، ومشروعا تنمويا يتحدى القبح بالجمال ويعيد الأمل والحياة للأهالى من جديد، منفردا بتخطيط عملي على أعلى مستوى من الاحترافية والتنسيق يعلن عن الجيزة في ثوبها الجديد، في ظل ما تشهده من طفرة تنموية غير مسبوقة فى مجال تطوير ورفع كفاءة شبكة الطرق القومية، ومشروعات قومية تعيد وجهتها الحضارية والثقافية ومكانتها التاريخية.
ممشى المريوطية.. بين قبح الماضى وجمال الحاضر
كان تطوير ترعة المريوطية ومسارها بنطاق محافظة الجيزة حلما طال انتظاره، بعد مرور عقود طويلة مثلت خلالها مشهدا مظلما يهدد حياة سكانها وزوارها ويزيد من معاناتهم، ومنطقة عشوائية خطيرة وغير آمنة تنتشر فيها القمامة ومخلفات أعمال البناء والمصانع، وبؤرة للأمراض والأوبئة ومسرحا للحوادث والجريمة، حتى وصلت يد التطوير إليها منذ عامين وتحول الحلم إلى واقع وحقيقة يلمس آثاره بمشروع تنموي متكامل يضم كورنيش وممشى سياحي ومواقف حضارية، أعاد للمنطقة بريقها ورونقها التاريخي والحضاري، في إطار المشروع القومي لتأهيل وتبطين الترع.
مثل التخطيط الأمثل والنموذج الراقي لتطوير المنطقة، طفرة تنموية وانطلاقة حضارية أنهت ما عانته المنطقة من إهمال وتهميش على مدار سنوات طويلة، حيث تضافرت جهود الدولة ممثلة في وزارة الموارد المائية والري ومحافظة الجيزة والشركة الوطنية للمقاولات العامة والتوريدات التابعة لجهاز مشروعات الخدمة الوطنية، في جعل المنطقة متنفسا أعاد الحياة من جديد للمحافظة ومنحها الصورة الحضارية التي تستحقها، وحولها من منطقة عشوائية تعاني تلوثا بيئيا وازدحاما وتكدسا مروريا نظرًا لوجود موقف سيرفيس بهذه المنطقة، لمنطقة سياحية وحضارية توفر فرص عمل للشباب، وتجذب مرتاديها من المواطنين والسائحين.
مراحل تنفيذ المشروع
ظهرت بوادر الأمل، في عام 2019، عندما وضعت محافظة الجيزة، بقيادة اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، خطة تطوير كاملة بالتعاون مع الموارد المائية والري ومديرية الطرق والكبارى فى الجيزة، تم خلالها رصف وتوسعة طريق المريوطية لتحقيق سيولة مرورية للمنطقة والتسهيل على قائدى المركبات فى الوصول إلى الطريق الدائرى، واستيعاب الحركة المرورية الكثيفة عليه، لما يمتلكه الطريق من خصوصية باعتباره أحد المحاور المؤدية للمناطق الأثرية والمتفرعات الهامة المؤدية لشارع الأهرام.
وفي عام 2020 استعانت المحافظة بمكتب استشارى متخصص لوضع التصميمات اللازمة والتصور النهائى للمشروع لتحقيق الاستفادة القصوى من أعمال التطوير التى يشهدها المسار، وانطلقت بعدها أعمال تنفيذ المرحلة الأولى من مشروع التطوير، وذلك بالقطاع الجنوبي بشارع الأهرام بطول 3.6 كيلو متر، تم خلالها تغطية جزء من مسار الترعة لتوفير مساحة بديلة لنقل موقف السيرفيس به بعيدًا عن الطريق الرئيسى، بالإضافة إلى استكمال تطوير الجزء الكائن بعد الموقف وتدبيشه ورصف البحر الشرقي والغربي للطريق ليتحول إلى كورنيش وممشى سياحي وحضاري وأماكن للخدمات ونقاط ترفيهية للمواطنين، وبخطى ثابتة تم الانتهاء من أعمال التطوير الأولية وافتتاح المرحلة الأولى من ممشى وكورنيش المريوطية في شهر يونيو من العام الماضي.
وشهد المشروع خلال أعمال التنفيذ، تكليف أجهزة المرافق باتخاذ ما يلزم نحو تنفيذ أى أعمال صيانة أو إحلال وتجديد أو تحويلات للخطوط الواقعة بمسار أعمال التطوير المقرر تنفيذها وسرعة الانتهاء منها قبل بدء الأعمال، كذلك إزالة كافة التعديات على خطوط التنظيم أسوة بما تم فى المرحلة الأولى للتطوير للاستفادة من كافة المساحات وضمها لمسار الطريق لزيادة مسطح سير السيارات وإنشاء أرصفة للمشاة.
وواصلت المرحلة الثانية من أعمال المشروع ما حققته المرحلة الأولى من إنجاز غير مسبوق، غيّر من الصورة النمطية للمنطقة وأكمل الصورة الحضارية لذلك القطاع الحيوي، ففي العام الماضي تم تغطية وتطوير مسار الترعة فى المنطقة الرابطة بين شارعى الملك فيصل والأهرام بطول 500 م2 وإنشاء موقف سيرفيس حضاري مطور به بوابات إلكترونية للدخول والخروج وتنظيم العمل به لمنع التكدس والعشوائية، وذلك في الجزء المغطى بديلا للموقف العشوائي بالمنطقة سابقا، مع مراعاة إضافة العناصر الجمالية والمساحات الخضراء وخدمات الإنارة التجميلية للمشى، وإنشاء سور حضارى على جسر ترعة المريوطية للحفاظ على المجرى المائى من التلوث، وحائط دبش مائل على جانبى المجرى من الجانبين لإعطاء منظر جمالى للمجرى والمحافظة على الجسور من الإنهيارات.
وتشهد المرحلة الثالثة من المشروع، أعمال تطوير بطول 3 كم تقريبا لممشى المريوطية، بداية من تقاطع شارع الهرم مع المريوطية باتجاه شارع فيصل حتى شارع الدكتور لاشين ثم استكمال التطوير باتجاه الطريق الدائرى، وتشمل أعمال التطوير تغطية وتطوير مسار الترعة فى المنطقة الرابطة بين شارعى الملك فيصل والأهرام بطول 500 م2، وإنشاء موقف حضارى في الجزء المغطى، بديلا للموقف العشوائى هناك، كما سيتم تدبيش باقى الترعة وإنشاء ممشى حضارى ومقاعد لجوس المارة، وأماكن لانتظار السيارات، وتخصيص أماكن لوضع أكشاك حضارية بأنشطة مطاعم وكافيهات لخدمة زوار الممشى، كما سيتم تغطية جزء من الترعة بداية من تقاطعها مع شارع فيصل باتجاه الطريق الدائرى يخصص كموقف حضارى بديلا للموقف العشوائى، ويتم تطوير باقى المسافة بداية من من تقاطع ترعة المريوطية مع شارع الملك فيصل حتى اتجاه الطريق الدائرى بطول 2.5، والتي شارفت على الإنتهاء بمعدل عمل يقترب من 60%.
الأهمية الحضارية والتنموية للمشروع
يكتسب مشروع ممشى المريوطية السياحي أهمية خاصة باعتباره شريان الحياة لمحافظة الجيزة، حيث يعد أحد المداخل الرئيسية لمعظم المناطق الأثرية بالمحافظة وأهمها المتحف المصري الكبير أكبر وأهم المشاريع السياحية في القرن الـ21، فضلا عن دور المشروع في تحقيق نقلة حضارية للمنطقة، بعد التخلص من العشوائية والمخلفات، وتدبيش الترعة وتحويلها من بؤرة للتلوث والقمامة إلى ممشى سياحى ومواقف سيرفيس حضارية تتبع أحدث النظم الحديثة وتقضي على التكدس المروري بالمنطقة وتخفف عن عناء المواطنين، وأكشاك توفر العديد من فرص العمل للشباب وترتقي بمستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، كما يقترن إنشاء الممشى السياحي بتحديث معظم مرافق المنطقة ومد الطرق وتوسيعها لجميع المدن الممتدة.
ترعة المريوطية بعد التطوير
كورنيش المريوطية بعد التطوير
ممشى المريوطية الحضاري بعد التطوير
ممشى المريوطية الحضاري
ممشى المريوطية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة