نجحت الدولة المصرية فى إقرار وقف إطلاق النار بقطاع غزة بعد اتصالات مكثفة مع حركة الجهاد الإسلامى والجانب الإسرائيلى، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتكللت التحركات المصرية بالنجاح فى وقف نزيف الدم بالقطاع، وذلك وسط حالة من الترحيب الشعبى والرسمى فى الأراضى الفلسطينية، وكذلك قيادات الدول الكبرى، ودخل وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ بالفعل، مساء الأحد بتوقيت القاهرة.
وبعد الهدنة قامت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الاثنين، بإعادة فتح المعابر مع قطاع غزة، بينها معبر كرم أبو سالم التجاري، عقب إغلاق استمر سبعة أيام متواصلة، لإدخال البضائع والمحروقات والأعلاف والمواد الغذائية والمواد الطبية.
وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا"، نقلا عن اللجنة الرئاسية لتنسيق إدخال البضائع، بأن سلطات الاحتلال أعادت فتح المعبر لإدخال البضائع والمحروقات وشاحنات محملة بالوقود اللازم لتشغيل محطة الكهرباء في غزة.
وأضافت اللجنة أن شاحنات الوقود وصلت إلى محطة توليد الكهرباء، التي توقفت بسبب العدوان الإسرائيلي عقب نفاد السولار الصناعي اللازم للتشغيل، نتيجة إغلاق معبر كرم أبو سالم.
فمن جانبها رحبت مملكة البحرين، بالتوصل إلى وقف إطلاق النار فى قطاع غزة، مشيدة بالجهود الحثيثة التى قامت بها مصر الشقيقة لإنهاء العمليات العسكرية فى القطاع حقنًا للدماء ووقف الخسائر فى الأرواح والممتلكات والحفاظ على أمن المنطقة واستقرارها.
وأكدت وزارة الخارجية البحرينية - فى بيان أوردته وكالة الأنباء البحرينية "بنا"، أهمية تضافر جهود المجتمع الدولى لدعم استدامة وقف إطلاق النار ومنع التصعيد ووقف القصف والهجمات الصاروخية حفاظا على أمن وسلامة المدنيين، وتكثيف المساعى لإحلال السلام الشامل والدائم فى منطقة الشرق الأوسط لصالح جميع شعوبها.
كما أشادت السفارة الروسية لدى القاهرة، بالجهود التي بذلتها الدولة المصرية، بتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، بعد 3 أيام من التصعيد.
وفي بيان لها الإثنين، تقدمت السفارة الروسية بالتهنئة للدولة المصرية، قائلة: نهنئ الأصدقاء المصريين بالنجاح الدبلوماسي الجديد، نتيجة للوساطة المصرية المكثفة والفعالة، وأنه تم إحراز النجاح في وقف إراقة الدم على الأراضي الفلسطينية وإطفاء بؤرة التوتر الجديدة في منطقة الشرق الأوسط المتوتر، وتجنب الضحايا الجدد من بين المدنيين، ونأمل في تحقيق النظام المستدام والشامل لوقف إطلاق النار ومنع التصعيد الجديد.
بدورها رحبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" بوقف إطلاق النار في قطاع غزة بعد ثلاثة أيام من العنف الشديد، وفق بيان صادر عن أديل خُضُر، المديرة الإقليمية لليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
في السياق ذاته رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن، بإعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة "الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بعد أيام من عمليات عسكرية بين الجانبين.
وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض: أشكر الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين المصريين الذين لعبوا دورا مركزيا في هذه الدبلوماسية للمساعدة في إنهاء هذه الأعمال العدائية".
وأضاف: "خلال الـ 72 ساعة الماضية، عملت الولايات المتحدة مع مسؤولين من إسرائيل، والسلطة الفلسطينية، ومصر، وآخرين في جميع أنحاء المنطقة للتشجيع من أجل حل سريع للصراع".
وأشار إلى أن التقارير عن سقوط ضحايا مدنيين في غزة هي مأساة، سواء بسبب الضربات الإسرائيلية على مواقع الجهاد الإسلامي أو عشرات صواريخ الجهاد الإسلامي التي قيل إنها سقطت داخل غزة.
وبين أن الإدارة الأمريكية تدعم إجراء تحقيق شامل وفي الوقت المناسب في جميع هذه التقارير، كما تدعو جميع الأطراف إلى التنفيذ الكامل لوقف إطلاق النار، وضمان تدفق الوقود والإمدادات الإنسانية إلى غزة مع انحسار القتال.
وذكر أنه أوضح خلال رحلته الأخيرة إلى إسرائيل والضفة الغربية، أن الإسرائيليين والفلسطينيين يستحقون العيش بأمان والتمتع بتدابير متساوية من الحرية والازدهار والديمقراطية.
واختتم بيانه بالقول: "ستظل إدارتي منخرطة مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين لدعم هذه الرؤية ولتنفيذ المبادرات التي تم إطلاقها خلال زيارتي لتحسين نوعية الحياة للفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء".
كما رحب رئيس دولة فلسطين محمود عباس، بالجهود الحثيثة التي بذلتها جمهورية مصر العربية والتي أدت الى وقف العدوان على أهلنا في قطاع غزة.
وثمن، مواقف الرئيس عبد الفتاح السيسي المتواصلة في نصرة الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، معتبرا ان هذه الجهود تساهم في تهدئة الأمور ورفع المعاناة التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني نتيجة هذا العدوان سواء في القدس أو غزة أو في باقي الأراضي الفلسطينية.
في السياق ذاته رحب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، بإعلان وقف إطلاق النار في غزة وإسرائيل، وأثنى على مصر لما تبذله من جهود بالتنسيق الوثيق مع الأمم المتحدة للمساعدة في استعادة الهدوء.
ودعا "جوتيريش" فى بيان الأطراف كافة إلى الالتزام بوقف إطلاق النار، معربا عن شعوره بحزن عميق إزاء الخسائر في الأرواح والإصابات، بما في ذلك الأطفال، من الغارات الجوية في غزة والإطلاق العشوائي للصواريخ باتجاه إسرائيل.
كما أشار إلى أن الأعمال العدائية ساهمت في حدوث حالة طوارئ إنسانية، قائلا: "تم إغلاق المعابر المؤدية إلى غزة ويؤثر انقطاع التيار الكهربائي على المرافق والإمدادات الأساسية، دُمرت أو لحقت الأضرار بمئات المباني والمنازل، مما ترك الآلاف من الفلسطينيين بلا مأوى."
وأكد جوتيريش من جديد التزام الأمم المتحدة بتحقيق حل الدولتين على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة والقانون الدولي والاتفاقات السابقة وأهمية استعادة أفق سياسي.
وقال: "وحده الحل السياسي المستدام عن طريق التفاوض هو الذي سينهي، بشكل نهائي، دورات العنف المدمرة هذه ويؤدي إلى مستقبل سلمي للفلسطينيين والإسرائيليين على حدّ سواء"، متقدما بأحر التعازي لضحايا العنف وأحبائهم.
وأعلن جيش الاحتلال انتهاء العدوان على قطاع غزة والذي استمر 55 ساعة أسفر عن استشهاد 44 فلسطينيا واغتيال قياديين بارزين من الجهاد الإسلامي هما تيسير الجعبري ومنصور.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، أن عدد الشهداء نتيجة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يرتفع إلى 44 شهيدًا، بينهم 15 طفلاً و4 سيدات وبلغ عدد المصابين 360.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة