ألقى الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور نظير عياد على هامش زيارته لدولة إندونيسيا، محاضرة عن الهجرة النبوية المباركة بمسجد الاستقلال في العاصمة الإندونيسية، والذي يعد أحد أكبر مساجد آسيا ويتسع لما يقرب من 300 ألف مصل، ويحضر صلاة الجمعة به ما يقرب من 20 ألف من المصلين.
وقال الأمين العام خلال كلمته، إن الهجرة النبوية المباركة حدث استطاع أن يغير مجرى الإنسانية، حيث أسهم في تصحيح المفاهيم من خلال مفهوم التوكل على الله مع الأخذ بالأسباب، والبحث عنها والاعتماد على الله وتفويض النتائج لله تعالى وهذا جزاء عظيم لمن يتوكل على الله، مضيفًا أن حادثة الهجرة كانت دليلًا عمليًا على بيان صدق الإيمان، والتفرقة بين المؤمن الصادق ومن ينطق الشهادتين فقط، والذي يلزم عنه التضحية والوفاء والانقياد وأمثلة ذلك كثيرة منها مبيت الإمام علي رضي الله عنه وأحوال عائلة الصديق رضي الله عنه في الهجرة.
أوضح عياد، أنه من الدروس والقيم المهمة المستفادة من الهجرة الاستعانة بعبدالله بن أريقط وهي رسالة مهمة في جواز التعامل مع الآخر وعدم الممانعة في الاستفادة من أهل الخبرة حتى وإن خالفونا في الدين، وهو موقف يكشف عن عظمة الإسلام ونبيه، ويؤكد على القيم الإنسانية وأنه يجب الوفاء بها وعدم الخروج عنها، حيث التزم ابن أريقط بها. كما أشار إلى أنه مثل هذه الدروس المهمة جزء مهم في الرد على من يتهم الإسلام والمسلمين بإقصاء الآخر وإنكار دوره ، ولعل وثيقة المدينة هذا الدستور النبوي أكبر دليل على بطلان هذا الاتهام، نظرًا لما قدمته هذه الوثيقة من خطوات عملية في نظرة المسلم للآخر وعدم إقصاءه واحترام التعددية الدينية وعدم التفريق بين الناس بناء على ذلك.
وختم الأمين العام كلمته بالتأكيد على ضرورة الاستفادة من الدروس والقيم المهمة التي اشتملت عليها حادثة الهجرة النبوية المباركة والعمل على تطبيقها والاستفادة منها في واقعنا الحالي في ظل التحديات المختلفة التي نواجهها جميعًا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة