تشهد منطقة معابد الكرنك بوسط مدينة الأقصر، عودة العمل من جديد فى المشروع القومى لترميم صالة الأعمدة الكبرى التى تضم 134 عمودا، بتكليف من الدكتور مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، حيث يقوم فريق الترميم والعمال والأثريين بمهمة قومية تتواصل يومياً بأيادى مصرية فى الصالة التاريخية الأهم فى معابد الكرنك.
وفى هذا الصدد، استأنف فريق العمل من مرممى وأثرى المجلس الأعلى للآثار أعمال الترميم بصالة الأعمدة الكبرى بمعابد الكرنك، حيث تم البدء فى ترميم العمود رقم 59 و68، حيث صرح الدكتور مصطفى وزيرى الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بأن صالة الأعمدة الكبرى تتكون من 134 عمودا، وأنه تم الانتهاء خلال الفترة الماضية، من ترميم 16 عمودا منها، وسوف يتم ترميم باقى الأعمدة تباعاً.
وأضاف الدكتور مصطفى وزيري، أن أعمال الترميم الجارية بالمعبد تأتى استعداداً لاستقبال الزائرين من المصريين والسائحين خلال الموسم السياحى الشتوى والنهوض بمنتج السياحة الثقافية خاصة فى ظل المنتج المتكامل الذى يجمع بين منتجى السياحة الثقافية الشاطئية، موضحاً أنه فى بداية العمل أن المرممين المصريين كان لديهم هدف لإعادة صالة الأعمدة لسحرها وجمالها الماضي، وتم الانتهاء من 12 عمودا فى المنتصف وظهرت الألوان والنقوش والألوان الأحمر والأصفر والأزرق من جديد، حيث أن المشروع تم بأيدى مصرية خالصة.
وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، فى تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن فريق المرممين والعمال بالكرنك بالمرحلة الأولى كانوا يواصلون العمل من السابعة صباحا وحتى الخامسة مساءاً بدلاً من الواحدة ظهراً من أجل سرعة الانتهاء من المشروع القومى المميز بالكرنك، وتابع أن الفريق المشارك فى أعمال الترميم والتطوير لا يقتصر على أبناء الأقصر بل يشارك شباب من قنا وسوهاج، وغيرها من المدن كفريق عمل واحد ليصبح المكان تحفة معمارية كبيرة، وهم من سيقومون بالعمل فى المرحلة الجديدة فى العمودين لتجميلها من جديد.
وأوضح الدكتور مصطفى وزيري، فى تصريحاته، أن صالة الأعمدة الكبرى أو بهو الأعمدة العظيم يعتبر أكبر بهو فى العالم وفى تاريخ البشرية بأكملها، وذلك نظراً لمساحته الكبيرة فى قلب معابد الكرنك أكبر دور عبادة فى التاريخ، موضحاً أنه بعد الملك أمنحتب الثالث وإقامته للممرين الرئيسيين وبهما 12 عمود، أكمل الملك سيتى الأول باقى الأعمدة والبالغ عددها 122 عمود فى 14 صف وفى كل جانب 7 صفوف، وذلك بإجمالى 134 عمود فى صالة الأعمدة، وجاءت أعمدة الملك سيتى الأول أقل طولاً من أعمدة الملك أمنحتب الثالث، حيث أن العمود جاء بطول 15 متر فى عهد سيتى الأول، وجميعها تتخذ شكر براعم البردى وفى البهو سقف على مستويين، وتم عمل شبابيك من الحجر تسمح بتسريب الضوء لتنير البهو بالكامل، وعقب ذلك جاء الملك رمسيس الثانى وقام بنقش اسمه على كافة الأعمدة داخل البهو، وذلك بحسب المؤرخين والآثاريين على مر العصور.
ومن جانبه قال محمد عبد البديع رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، أن أعمال الترميم شملت أعمال التوثيق الفوتوغرافي، والقيام بأعمال التنظيف الميكانيكى لإزالة الأتربة والعوالق الطينية، ثم التنظيف الكيميائى لإزالة الاتساخات والبقع وطبقات السناج المختلفة، كما تم حقن الأجزاء المنفصلة، وتقوية الألوان الضعيفة.
وأوضح محمد عبد البديع لـ"اليوم السابع"، أن فريق الترميم بوزارة السياحة والآثار، بالتعاون مع عدد من خريجى أقسام الترميم بجامعتى الأقصر وجنوب الوادى ومعهد الترميم بالأقصر، قاموا خلال المرحلة الأولى من العمل لترميم 16 عمودا بالصالة، بالعمل فى ترميم الأعمدة فى صالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك وإظهار ألوانها الأصلية، وذلك بعد إزالة آثار التلف التى سببتها عوامل التعرية وجارى استكمال أعمال الترميم لباقى الأعمدة تباعاً، حيث أن أعمال الترميم تمت بصالة الأعمدة الكبرى بمعبد الكرنك وشملت ترميم الأعمدة التى على هيئة زهرة البردى المفتوح كمرحلة أولى ثم باقى الأعمدة كمرحلة ثانية، وذلك قبل فترة الافتتاح العالمى لمشروع تطوير طريق الكباش.
وأكد رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر العليا، إنه منذ صدور توجيهات رئيس مجلس الوزراء العام الماضى، تم البدء بعمليات الترميم والتوثيق المختلفة، وشد السقالات وأعمال إزالة المونة الأسمنتية القديمة ثم العمل فى التنظيف الميكانيكى لإظهار الألوان، وعقب ذلك تم العمل فى التنظيف الكيميائى بمواد متعارف عليها، موضحاً أنه توجد بعض الأماكن كانت بها بعض الإنفاصلات وتم حقنها بمواد متعارف عليها دولياً فى الترميمات.
وأوضح محمد عبد البديع، أنه نقوش قاعة الأعمدة ساحرة ولها تاريخ كبير، حيث تحتوى صالة الأعمدة على نقش للملك رمسيس الثانى مع آلهة ثالوث مدينة طيبة، وكذلك نقوش لانتصارات الملك سيتى الأول والملك رمسيس الثانى ورسومات لمواكب الجنائزية الملكية فى الحضارة الفرعونية، كما أنه بالنسبة لنقش الجدار الشمالى فتحتوى جدران الأعمدة بالجدار الشمالى على مناظر للملك سيتى الأول يركع تحت الشجرة المقدسة أمام الإله جحوتى ثم نقش للملك اثناء لحظة انتصاره على أعداء مصر الاسيويين، حيث كان الملك سيتى الأول يتخذ من منطقة الجدار الشمالى معبد لأداء الطقوس الدينية كما كان معتقدات قديما عند الفراعنة، وبالنسبة لنقش الجدار الجنوبى فسوف تشاهد نقش للملك رمسيس الثانى يحمل البخور أمام مركب الإله آمون ومجموعة من الكهنة تلبس قناع صقر ومجموعة اخر برأس أبناء أوى ثم مركب الاله خنسو والاله موت، وسوف تشاهد نقش للملك رمسيس الثانى لحظة انتصاره على السوريين بالإضافة لنقش يحتوى على نصوص باللغة المصرية القديمة يحكى تفاصيل معركة قادش التاريخية، قام الأديب والشاعر المصرى القديم بنتاؤر بكتابة هذه القصائد وحفرها على جدران الاعمدة، كما تشاهد نقوش ملكية بأسماء الملوك على الجدران مثل خراطيش الملك رمسيس الثالث والملك رمسيس الرابع والملك رمسيس السادس والملك حرى حور.
اظهار-النقوش-على-جدران-أعمدة-الصالة
إظهار-النقوش-فى-ترميمات-صالة-الأعمدة-الكبرى
أعمدة-الصالة-خلال-مراحل-الترميم
الألوان-والنقوش-فى-أعمدة-الكرنك
الدكتور-مصطفى-وزيري-مع-فريق-الترميم-بالكرنك
ألوان-القدماء-تبدء-فى-الظهور-على-جدران-الأعمدة
أمين-الأعلى-للآثار-يتابع-العمل-فى-صالة-الأعمدة-الكبرى-بالكرنك
جانب-من-الرسومات-تظهر-فى-ترميمات-صالة-الأعمدة-الكبرى
جدران-الأعمدة-قبل-تجميلها-واظهار-الوانها
خلية-نحل-من-فرق-الترميم-فى-صالة-الأعمدة-الكبرى-بالكرنك
رسومات-ونقوش-تظهر-فى-ترميمات-صالة-الأعمدة-الكبرى
سحر-ألوان-الجدران-فى-صالة-الأعمدة-الكبرى
شد-السقالات-لعودة-العمل-فى-ترميمات-صالة-الأعمدة-الكبرى
عودة-العمل-فى-ترميمات-صالة-الأعمدة-الكبرى
معابد-الكرنك-تشهد-عودة-العمل-فى-ترميمات-صالة-الأعمدة-الكبرى
نقوش-رائعة-فى-ترميمات-صالة-الأعمدة-الكبرى_1
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة