تُعد حرائق الغابات التحدى الأكبر الذى تواجهه عدة بلدان من بينها الجزائر، التي اندلع أمس، عددا كبيرا من الحرائق بعدة ولايات ، واليوم (الجمعة) أعلنت الحماية المدنية تمكنها من السيطرة على الحرائق التى نشبت بعدة ولايات شرقى البلاد مخلفة 37 حالة وفاة و183 مصابا، حسب آخر حصيلة لمصالح الحماية المدنية الجزائرية، فيما أعلنت الأجهزة الأمنية الجزائرية القبض على 3 أشخاص لقيامهم بإضرام النيران عمدا في إحدى بلديات بولاية الطارف بشرقي الجزائر، وذلك فى سياق التحقيقات التى تم فتحها بشأن ملابسات وأسباب الحرائق. وفق إذاعة الجزائر .
وسجلت ولاية الطارف وفاة 30 شخصا جراء الحرائق، بينما سجلت ولاية سوق أهراس 5 وفيات وشهدت ولاية سطيف وفاة شخصين متأثرين بحروق بليغة، حسب ما أكده المدير الفرعي للإحصائيات والإعلام بالمديرية العامة للحماية المدنية العقيد عاشور فاروق.
وأعلنت الحماية المدنية في حصيلتها الأخيرة عن تمكن وحداتها من إخماد عدة حرائق غابية بكل من قالمة وجيجل، فيما تتواصل الجهود للسيطرة على بقية الحرائق المندلعة بكل من سوق أهراس (7 حرائق)، سكيكدة (3)، الطارف (حريقان) وحريق واحد بكل من سطيف، تيبازة وتيزي وزو.
وعلى إثر حرائق الغابات المأساوية التي شهدتها بعض ولايات الجزائر، قامت وزارة الطاقة والمناجم بتعبئة جميع الموارد البشرية والمادية لشركات القطاع وطمأنت السكان على استمرارية الخدمة العمومية لتوزيع الكهرباء والغاز والمنتجات البترولية".
وأضافت أنه تحقيقا لهذه الغاية، تم تجنيد فرق تقنية من هذه الشركات في الميدان للتدخل وتقديم كل ما يلزم لمساعدة السكان المتضررين".
وشهدت الجزائر أمس اشتعال الحرائق فى 26 بؤرة فى تسع ولايات خلال 24ساعة، ليصل إجمالى عدد الحرائق خلال هذا الشهر إلى 106حرائق، ولا تزال محاولات إخماد تلك الحرائق وسط صعوبات تمثلت فى الارتفاع الكبير فى درجات الحرارة إضافة إلى الرياح الشديدة، فيما أكد الرئيس الجزائرى عبد المجيد تبون وقوف الدولة بجانب أهالى الضحايا، وتسخير كافة الإمكانيات البشرية والوسائل المادية لإخماد الحرائق والتكفل المتضررين.
ومن جانبه، أكد رئيس الحكومة الجزائرية أيمن عبد الرحمن تكفل حكومته بكل الخسائر الناجمة عن الحرائق وتعويض المتضررين وأضاف أن شدة الرياح التي تجاوزت 91 كلم في الساعة في بعض الولايات أعاقت جهود الحماية المدنية ومروحيات الإطفاء، مشددا على أنه تم تجنيد كل الوسائل اللازمة لمجابهة هذه الحرائق، مشيرة إلى أن الجزائر ليست بمنأى عن مثل الكوارث الطبيعية التي تحدث في عدد من دول العالم.
من جانبها أعلنت المديرية العامة للحماية المدنية، عن تسجيل 39 حريقا في 14 ولاية عند الساعة الرابعة مساء، بعدما كانت 10 ولايات عند منتصف النهار.
وتم تسجيل 16 حريقا بولاية الطارف، 3 في كل من سوق أهراس، سطيف، قالمة، وحريقين في كل من سكيكدة، تيبازة، وحريق واحد في تيزي وزو، باتنة، ميلة، عنابة، قسنطينة، برج بوعريريج وجيجل، وأصيب 45 شخصا بإصابات خفيفة بولاية سوق أهراس، بينهم 4 بحروق خفيفة والباقي باختناق جراء دخان الحريق وتم إسعافهم من طرف مصالح الحماية المدنية.
ولم تخلُ تلك الحرائق من الشبهات الجنائية، حيث قالت وزارة الداخلية الجزائرية، وفق إذاعة الجزائر، إن بعض الحرائق مفتعلة كما أن الطائرة الروسية المستأجرة لإطفاء الحرائق تعطلت قبل أيام.
إخماد الحرائق
ومنذ أمس تم تكثيف عمليات الإطفاء حيث تدخلت الوحدة الجوية بكل من سكيكدة، الطارف وسوق أهراس، إضافة إلى مشاركة فعالة للجيش الوطني بمروحياته، وأكدت الحماية المدنية بذلها جهودا كبيرة في عملية إخماد الحرائق، مشيرة إلى تسخير كل الوسائل المادية والبشرية، لا سيما خلال عملية الإخماد التي قامت بها الوحدة الجوية للحماية المدنية والجيش الوطني الشعبي بولاية سكيكدة، وقال وزير الداخلية إن "أكثر من 700 عنصر من الدفاع الذاتي وعشرات الشاحنات تواصل عمليات إخماد الحرائق".
من جانبه أعرب رئيس الجزائر، عبد المجيد تبون، تعازيه لعائلات الضحايا المتضررين من حرائق الغابات، مؤكدا أن الدولة لن تتخلى عن الأسر المتضررة وسيتم صرف تعويضات لها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة