وادى السحر والجمال بالفيوم.. اختير موقعا لتصوير أفلام سينمائية عملاقة منها البوسطجى ودعاء الكروان.. توارث سكانه صناعة الفخار منذ عشرات السنين.. ويؤكدون: روحنا فى مهنتنا ونطورها لنواكب المنتجات الحديثة

الأربعاء، 10 أغسطس 2022 03:00 ص

وادى السحر والجمال بالفيوم

الفيوم- رباب الجالي

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء

وادٍ من السحر والجمال تشم فيه رائحة تعيدك عشرات السنين الي هناك، حيث أفلام الأبيض والأسود وصوت سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة تقول "فين هنادي ياما وديت هنادي فين ياخال" في الفيلم السينمائي الشهير"دعاء الكروان"، حيث تم تصويره بوادي النزلة بمحافظة الفيوم، الوادي المنخفض الساحر الذي تحيطه الزراعات الخضراء من كل جوانبه وفي وسطه تجد أفران وعجلات صناعة الفخار، التي يجلس علي كلا منها واحدا من صانعي الفخار وفي يديه الطين الذي يقوم بتشكيله وفقا لشكل المنتج الذي يرغب في إنهاءه، ويدير العجلة بقدمة وبين اللفة والأخرى يبلل يده بالماء من الإنماء المجاور له، في مشهد بديع يمتزج فيه لون الطين الأسود مع الاشكار الفخارية مع الزراعات الخضراء.

ويقول شعبان أحمد أنه يعمل بمهنة صناعة الفخار منذ 16 سنة حيث توارثها عن والده ووالده توارثها جده منذ عشرات السنين لدرجة أنه لا يعلم أحدا منهم متى بدأت صناعة الفخار بهذا المكان وكم يبلغ عمره الحقيقي، لافتا إلي أنه كان يأتي من مدرسة بعد انتهاء اليوم الدراسي ويجلس بجوار والده ينظر له أثناء صناعته الفخار ويلعب بالطين بجواره إلي أن تعلم وأصبح يخرج منتج كاملا وهو في الثانية عشر من عمره.

وأشار شعبان إلي أنه ينتج العديد من المنتجات منها الزير الذي يطلق عليه "فلتر الغلبان" حيث أنه يجعل المياه نقية بنسة عالية تفوق الفلاتر، بالإضافة إلى البكلة التي تستخدم في تخزين المش بداخلها في القرى والمنقد الذي يستخدم في إشعال النيران فيه خلال فصل الشتاء لتدفئة المكان، بالإضافة إلى منتجات الديكور مثل الاباجورات التي تستخدم معها اللمبات الكهربائية والاواني والبياتة المخصصة لبناء أبراج الحمام والـ"بربخ" الذي يمنع اهدار مياه الري وكذلك الاعمدة التي تستخدم عوازل بين هياكل الحيتان بمحمية وادي الحيتان الطبيعية.

وأكد شعبان أنه رغم وجود منتجات حديثة ومنتجات بلاستيكية تشبه منتجات الفخار، إلا أن الكثيرين يفضلون المنتجات الفخارية لأنها مفيدة ولا تسبب أي أضرار صحية ولا تتفاعل مع الطعام والشراب، لافتا إلى أن أسعار المنتجات زهيدة ويمكن لأي مواطن عادي شراؤها، مؤكدا أن هناك قطع فخارية سعرها 10 جنيهات.

ولفت شعبان إلى أنه قبل أزمة كورونا كان يصدر منتجاته الي العديد من الدول آخرها كانت إيطاليا وكانت شركة إيطالية تبرعت بإنشاء معرض بالوادي تم فيه عرض المنتجات الفخارية ومدون أسفلها شرح لاسم المنتج وماهي استخداماته باللغتين العربية والإنجليزية والآن بعد جائحة كورونا يعتمد على السوق المحلي ويحسن من منتجه بشكل مستمر.

وأشار شعبان إلى أن وادي النزلة تم تصوير العديد من الأفلام السينمائية به منها فيلمي دعاء الكروان والبوسطجي وفيديو كليب بنت أكابر للمطربة أصالة وغيرها من الأفلام لنا يتميز به الموقع من مشاهد خلابة وطالب المسؤولين بمنع الأهالي من إلقاء القمامة على حافة الوادي مما يخلق شكلا يشوه جمال المكان .

وقال أيمن أحمد أحد صانعي الفخار بوادي النزلة، إن صناعة الفخار بالوادي بدأت علي أيدي اجداده وتعملها وهو في العاشرة من عمره ويعمل بها منذ 33 عاما صنع خلالها آلاف الأشكال الفخارية وحضر تصوير العديد من المشاهد السينمائية والأفلام القصيرة والفيديو كليب بالوادى.

وأكد أيمن أن المنتجات حاليا تعاني من ضعف التسويق بعد وجود البلاستيك والمنتجات الجديدة التي أصبحت تنافس المنتجات الفخارية، مشيرا إلى أنهم يقومون بتحديث المنتج ليواكب هذه المنافسة.

ولفت أيمن إلى أن صناعة المنتجات الفخارية تمر بمراحل عديدة تبدأ بإحضار الطين من طمي البحر وأحيانا من الزراعات البور و"تخميره" لعدة أيام وخلطه ببعض المواد الأخرى، ثم عجنه بقوة ليتماسك ثم بدء عمل المنتج الفخاري وهناك بعض المنتجات تتم على 5 مراحل مثل الزير ثم تترك المنتجات في الشمس لتجف لمدة 4 ايام في فصل الصيف و15 يوما بفصل الشتاء ثم تكون المرحلة الأخيرة بدخول المنتجات الفرن.

ولفت صانع الفخار إلى أن روحهم مرتبطة بمهنة الفخار ولا يستطيعون التخلي عنها أو استبدالها بمهن بديلة مهما تغير حال المهنة أو ضعف تسويق المنتجات.