أعلنت مجموعة جازبروم الروسية العملاقة، اليوم السبت، في بيان، أنها أوقفت شحنات الغاز إلى لاتفيا، لرفضها الدفع بالروبل، وأضافت الشركة الروسية في البيان القصير، أنها علقت تسليم الغاز إلى جارة موسكو، موضحة أن لاتفيا خرقت "شروط إمدادات الغاز"، والتي يعُتقد أنها تشير إلى رفضها الدفع بالروبل.
يأتي هذا الإعلان، بعدما خفضت غازبروم هذا الأسبوع كميات كبيرة من شحنات الغاز الروسي إلى أوروبا عبر خط أنابيب "نورد ستريم" إلى 20% من السعة.وأكدت روسيا رسميًا أن تدفقات الغاز تقلصت بسبب إصلاح التوربينات التي تضخ الغاز، لكن ألمانيا قالت إن هذا مجرد ذريعة، بينما تسعى الدول الأوروبية إلى تأمين احتياطاتها لفصل الشتاء.
ويقول الغرب إن بوتين ينتقم من الزعماء الأوروبيين لوقوفهم ضده بعد الحرب الروسية في أوكرانيا.
وتعتمد روسيا على عائدات الطاقة للحفاظ على اقتصادها من الانهيار، ومن شبه المؤكد أنها ستواجه ركوداً عميقاً بدونه.
ويبدو أن بوتين يراهن على أن الوحدة الأوروبية بشأن أوكرانيا ستنهار قبل أن تظهر أسوأ الآثار في وطنه، وما إذا فقدت كييف الدعم الغربي، فستضطر إلى السعي للتوصل إلى اتفاق سلام يحابي الرئيس الروسي.
وقطعت جازبروم بالفعل إمدادات الغاز عن الدنمارك وفنلندا وهولندا وبولندا وبلغاريا، لعدم دفع هذه الدول بالروبل التي اشترطت روسيا التعامل به، كما أوقفت موسكو مبيعات الغاز لشركة شل إنرجي أوروبا في ألمانيا.
وذكرت وسائل إعلام لاتفية أن البلاد وافقت بالفعل على الاستمرار في شراء الغاز الروسي من مورد آخر.
وقال إيديجس سايكانز، نائب وزير الخارجية لسياسة الطاقة في وزارة الاقتصاد اللاتفية، إن خطوة غازبروم سيكون لها تأثير ضئيل بالنظر إلى أن بلاده قررت بالفعل حظر واردات الغاز الروسي اعتبارًا من 1 يناير 2023.
ويأتي قرار روسيا أيضًا، بعد إعلان رئيس شركة “لاتفياس غاز”، إيجارس كالفيتيس، أن مؤسسته تشتري الغاز الروسي ولكن ليس من شركة غازبروم، بل من شركة وسيطة وتسدد قيمته بالعملة الأوروبية الموحدة "اليورو"، بدلا من الروبل.
لكن لم يكشف المدير العام الطرف المورد لهذا الغاز، مرجعًا السبب إلى أن ذلك من الأسرار التجارية.
ولم ترد شركة “لاتفياس غاز” على الفور على طلب التعليق بعد إعلان شركة جازبروم قطع إمدادات الغاز.
ووافقت دول الاتحاد الأوروبي الثلاثاء الماضي، على لائحة طارئة للحد من استخدام الغاز هذا الشتاء، إذ تستعد أوروبا لفصل شتاء وسط إمدادات غير مؤكدة من الغاز الروسي.
وتعد لاتفيا ــ الدولة العضو في حلف شمال الأطلسي ــ هي أحدث دولة تدخل في نزاع مع روسيا بشأن الغاز، حيث تحاول الدول الأوروبية إنهاء اعتمادها على الطاقة الروسية في مواجهة غزو موسكو لأوكرانيا.
وبعد أن فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على روسيا بسبب الغزو، قال بوتين في مارس الماضي، إن "المشترين الأجانب غير الودودين" سيتعين عليهم التعامل مع شركة غازبروم بالروبل بدلاً من الدولار واليورو.
وقال الكرملين إن مشتري الغاز سيتعين عليهم فتح حساب باليورو أو الدولار في بنك غازبروم- ثالث أكبر بنك في روسيا - وحساب ثان بالروبل، من أجل دفع الفواتير باليورو أو الدولار وتستبدل بالروبل.
ورفضت دول كثيرة الأمر، نظرًا لأنها تريد الإبقاء على العقوبات على روسيا، فيما حذرت المفوضية الأوروبية من أن الامتثال لأمر بوتين قد ينتهك عقوبات الاتحاد الأوروبي المفروضة على موسكو، وحثت على الاستمرار في الدفع بالعملة المتفق عليها في عقودها مع غازبروم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة