أعرب الكاتب البريطانى جايسون بيرك عن اعتقاده أن الجولة التى يقوم بها حالياً وزير خارجية روسيا سيرجى لافروف فى أفريقيا تشكل جبهة جديدة للصراع بين موسكو والدول الغربية.
وأشار الكاتب في مقال نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية إلى أن وزير خارجية روسيا يسعي من خلال الجولة إلى كسب ثقة وتأييد أصدقاء بلاده في الدول الأفريقية ولاسيما أن العلاقات بين الطرفين ضاربة في العمق وتمتد لفترة الاتحاد السوفيتي السابق.
ويرى الكاتب أن الجولة تهدف كذلك إلى حشد تأييد الدول الأفريقية لحرب روسيا في أوكرانيا في ظل استمرار الحرب هناك للشهر السادس، مشيراً إلى أن العديد من قادة الدول الأفريقية رفضوا إدانة العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا بل واتهموا الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بالسعي لإطالة مدي الصراع المسلح هناك .
ويقول الكاتب أن موقف قادة وزعماء الدول الأفريقية يأتي في وقت يعاني فيه مئات الملايين من الشعوب الأفريقية من نقص حاد في المواد الغذائية وارتفاع أسعار الغذاء بسبب الحرب الروسية في أوكرانيا والتي أدت إلى عرقلة تصدير عشرات الملايين من الأطنان من الحبوب التي مازالت حبيسة الموانئ الأوكرانية والتي من خلالها تقوم أوكرانيا بتصدير منتجاتها من الحبوب للعديد من دول العالم.
ويضيف الكاتب أن لافروف يسعي من خلال الجولة إلى إقناع قادة الدول الأفريقية أن بلاده ليست هي المسؤلة عن الصراع المسلح الدائر حالياً في أوكرانيا، منوهاً بإشادة وزير الخارجية بمواقف الدول الأفريقية والتي رفضت الاستجابة للدول الغربية ولم تنضم للدول التي فرضت عقوبات اقتصادية على موسكو.
ويقول الكاتب أن لافروف وصف العقوبات الغربية بأنها محاولة خفية من جانب الولايات المتحدة والدول الأوروبية التابعة لها لفرض سيطرتها وهيمنتها على باقي دول العالم لتطبيق نظام عالمي جديد أحادي القطب.
ويوضح الكاتب أن العديد من الدول الأفريقية رفضوا التصويت لصالح قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة يدين العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا ويطالب القوات الروسية بالانسحاب من أوكرانيا.
ويضيف الكاتب أن العلاقات بين روسيا والقارة الأفريقية تسير بصورة جيدة في مجالات التعاون في قطاعات التعدين وتجارة المعدات الزراعية والقروض المالية إلى جانب الاستخدام السلمي والعسكري للطاقة النووية.
ويرى الكاتب أن أحد أهم الأسباب وراء دعم الدول الأفريقية لموسكو في الأزمة الدولية الحالية هو أن العديد من تلك الدول مازالت تحكمها أحزاب تدين بمساندة الاتحاد السوفيتي السابق لها إبان فترات التحرر من الاحتلال علي مدار العقود السابقة، وهي الحقيقة التي حاولت موسكو إبرازها منذ بداية الحرب في أوكرانيا في فبراير من العام الجاري، حيث أكدت روسيا أنها لم تقم قط في تاريخها باحتلال أي دولة أفريقية وطالما ساندت الدول الأفريقية في حربها ضد الاستعمار.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة