وتشجيعهم على ممارسة الرياضة كأسلوب حياة.. ومؤسسها يؤكد: "مصر جميلة بشبابها.. ولابد من تغيير الصورة النمطية للسياحة المصرية"
من شمال مصر إلى جنوبها، شباب يستقلون دراجاتهم، يطوفون محافظاتها ومدنها وقراها، وبكاميراتهم يوثقون مغامراتهم ورحلاتهم، فيظهرون بلمساتهم ورؤيتهم جمال الريف المصري وتفاصيله الخلابة وحكاياته التي تلمس الروح لتفيض في سحرها وبساطتها، ويروجون لأمكنة تفيض بتاريخ الماضي وتراثه، ومناطق منسية لم تكتشف بعد ولم يتم التعرف على أهميتها السياحية، رافعين شعار "مصر فيها حاجة حلوة".
"دراجتك حياتك".. مبادرة شبابية أطلقها محمود أبو النصر الطالب بكلية التجارة جامعة الزقازيق، من قرية كوم النور التابعة لمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية منذ عامين؛ لنشر ثقافة ركوب الدراجات، وتشجيع الشباب على ممارسة الرياضة، ودعم السياحة الداخلية والريفية، والتعرف على ثقافات الشعوب من خلال تنظيم عدد من الرحلات بمشاركة عدد كبير من الشباب الرحالة وقطع مسافات طويلة ما بين مختلف القرى والمدن والمحافظات لتحفيز المواطنين على الاستمتاع بالمعالم السياحية الداخلية والريفية وتعريف الشباب بعظمة وحضارة بلدهم وجمالها بما فيها من معالم سياحية طبيعية وترفيهية مهملة بالرغم من روعة جمالها وسحرها.
"نعم، أنا من نلتُ وسام التجربة والمغامرة وتملكت الإرادة الطاغية".. بهذه الكلمات بدأ محمود أبو النصر صاحب الـ20 عاما حديثه لـ"اليوم السابع"، فقال إن تأسيسه للمبادرة انطلق من عشقه لركوب الدراجات منذ طفولته واهتمامه بالعمل التطوعي ومشاركته في عدد كبير من الأعمال التطوعية لخدمة قريته، مشيرا إلى أن بعد انتهائه من مرحلة التعليم الثانوي والتحاقه بالجامعة، اعتبر نفسه بدأ حياة جديدة وقرر أن يحدد لنفسه هدفا واضحا يحقق من خلاله حلمه وطموحه وشغفه في احتراف ركوب الدراجات، ومن هنا اعتمد على ذاته وخاض غمار التجربة وحده واهتدى لتأسيس مبادرته للترويج إلى وطنه سياحيا، وكسر الصورة النمطية للسياحة في مصر من خلال نشر ثقافة ركوب الدراجات.
وتابع أنه أطلق مبادرته منذ عامين من مسقط رأسه قرية كوم النور، انطلاقا من الهدف الأساسي الذي أراد تحقيقه من خلال المبادرة وهو دعم السياحة الداخلية والريفية من خلال ركوب الدراجات ونشر ثقافة ممارسة الرياضة وركوب الدراجات ودعم المشروعات العملاقة، مشيرا إلى أن حبه لقريته وإيمانه بما تتميز به من سياحة داخلية طبيعية تسطع ببساطة أهلها دفعه لأن يؤسس فكرته ويطلق إشارة البدء منها بمشاركة عدد كبير من الرحالة وأشهر لاعبي الدراجات في مصر"السياحة الريفية من أهم الركائز التي تقوم عليها المبادرة، وعندما بدأت في ترسيخ مبادئ المبادرة انطلقت من قريتي وبلدي، ونجحت في تخليد يوم انطلاق المبادرة الذي حضره عدد كبير من الرحالة ولاعبي الدراجات الذين توافدوا من مختلف المحافظات في مصر بترحالهم ودراجاتهم، كان حدث ويوم تاريخي لمركز ميت غمر ومحافظة الدقهلية بأكملها".
واستطرد أن المبادرة تم تأسيسها في شهر أكتوبر 2020 وتم إطلاق إشارة البدء في شهر أبريل 2021، حيث تم استقبال فريق المبادرة والرحالة القادمين من مختلف المحافظات كالشرقية والمنوفية والغربية وسوهاج والقليوبية والقاهرة ودمياط وقنا وسيناء وبورسعيد والإسماعيلية، الذين اعتادوا على السفر بين مدن ومحافظات مصر لدعم السياحة الداخلية والترويج لثقافة ركوب الدراجات، بمدخل قرية كوم النور على أنغام الأغاني والأناشيد الوطنية، مضيفا أن المبادرة استطاعت بعدها أن تنظم عدد كبير من الاحتفالات والمارثونات في جميع أنحاء القرى والمدن والأماكن الأثرية وقامت بزيارة العديد من المحافظات المصرية المعروفة بمكانتها التاريخية.
وأشار إلى أن أولى رحلاته خارج محافظة الدقهلية، هي رحلته لمدينة السادات بمحافظة المنوفية، مشيرا إلى أن خلال دراسته بالفرقة الأولى بكلية التجارة جامعة مدينة السادات سافر بدراجته في رحلة استغرقت خمس ساعات ونصف قطع خلالهم 145كم لحضور آخر امتحاناته، منطلقا من قرية كوم النور بمركز ميت غمر التابعة لمحافظة الدقهلية سالكا خلالها طريق بنها ثم الطريق الإقليمي ثم الصحراوي وصولا إلى مدينة السادات بمحافظة المنوفية، مشيرا إلى أنه حظى وقتها بإشادة كبيرة من أساتذة كليته وكرمه الدكتور عبد الحميد شاهين عميد كلية التجارة بجامعة مدينة السادات.
وأوضح أن رحلة مدينة السادات كانت بالنسبة له تحد ومغامرة كبيرة نجح فيها بشكل لافت، مشيرا إلى أن إشادة الكلية بمبادرته وتكريم العميد له دفعه وشجعه للمواصلة والاستمرارية في المبادرة ونشر أهدافها وفكرتها على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع الشباب على الانضمام والمشاركة بدراجاتهم لتحقيق أهداف المبادرة في الترويج للسياحة الداخلية، "الفكرة حظيت بترحاب كبير من قبل شباب مدينة السادات واستمرت لستة أيام في المدينة، نجحت خلالها في تأسيس فريق "دراجو السادات" وتأهيل اللاعبين على استخدام الدراجات بالصورة والطريقة الصحيحة وكيفية دعم السياحة الداخلية والريفية من خلال ركوب الدراجات، محققا بذلك نتيجة هامة وإنجازا كبيرا للمبادرة بتأسيسها فريق دراجات في مدينة لم تشهد لمثل هذه المبادرات من قبل".
وتابع أنهم نجحوا بمجهودهم وإيمانهم بفكرتهم أن يصلوا بمبادرتهم لعدد كبير جدا من المدن والمحافظات، كالمنوفية والإسماعيلية وبورسعيد والزقازيق وجمصة وراس البر ودمياط والغربية والأسكندرية والفيوم وحلايب وشلاتين وسيوة والقنطرة والعاصمة الإدارية وغيرها من المدن الأخرى، مشيرا إلى أنهم يسلطون الضوء دوما في رحلاتهم بالدراجات على زيارة القرى الريفية التي تتمتع بمقومات سياحية طبيعية وأثرية يمكن تعظيم الاستفادة منها في مختلف المدن والمحافظات، مشيرا إلى أن القرى والمدن المصرية غنية بالمعالم الطبيعية وتتمتع بخيرات عديدة تؤهلها لأن تكون ضمن خريطة السياحة والمدن السياحية الشهيرة.
وأشار إلى أنهم قاموا بالترويج للسياحة في مدن الدلتا، حيث نظموا رحلة واحدة متكاملة وهي رحلة "طواف الدلتا"، استغرقت يومين بمشاركة اثنين من لاعبي الدراجات، انطلقت من قرية كوم النور بالدقهلية، مرورا بمدن جمصة ودمياط ورأس البر وبورسعيد والإسماعيلية، ثم إلى مدينة الزقازيق، ومنها إلى مدينة ميت غمر بمحافظة الدقهلية، موضحا أنه سلط الضوء من خلال مبادرته على المدن التي تتمتع بالسياحة الريفية، فاشترك مع عدد من فرق ركوب الدراجات من محافظة القاهرة لتنظيم سفريات ورحلات للمدن والقرى التي تتمتع بسياحة ريفية، فسافر إلى محافظة الفيوم في رحلة استغرقت 14 ساعة قطع خلالها 195 كم، انتقل خلالها من ميت غمر إلى القاهرة ومن هناك انتقل مع فرق ركوب الدراجات إلى الفيوم، زار خلالها بمشاركة 47 دراجا، وادي الريان وما يتمتع به من شلالات وأماكن ومزارات سياحية خلابة، وبحيرة قارون وقرية تونس وقرية شكشوك وقاموا بأنشطة ترفيهية مختلفة كالتزحلق على الرمال وركوب الخيول.
"التجربة كانت من أعظم انتصاراتي".. بهذه الكلمات تابع "محمود"، حديثه، فقال إن زيارته لمدينتي حلايب وشلاتين كانت من أفضل الرحلات التي خاضها واستمتع خلالها برحلة قطعت 1135كم بطول خط ساحل البحر الأحمر مرورا بمرسى علم وسفاجا والقصير والجونة والغردقة، مشيرا إلى أن المتعة في تلك الرحلة في طريق السفر نفسه بداية من شمال العين السخنة، فخلال رحلتك على الطريق تبهر بسلاسل جمال البحر الأحمر على اليمين، والبحر الأحمر وما فيه من شعب مرجانية تضفي ألوانا مبهجة تسر الناظرين من فرط سحرها وجمالها وما تطل عليها من قرى سياحية على يسار الطريق، مشيرا إلى أنهم يهتمون خلال رحلاتهم بأدق التفاصيل، فبجانب اهتمامهم بتوثيق الرحلة والترويج للمعالم السياحية، يهتمون أيضا بدعم المشروعات القومية الكبيرة كالطرق والكباري والمدن الجديدة وما فيها من تقدم ونماء في كافة المجالات، فضلا عن اهتمامهم بالتعرف على العادات والتقاليد وثقافات الأهالي في مختلف القرى والمدن، مؤكدا على أن المبادرة أهدافها ليست رياضية فقط بل سياحية واقتصادية واجتماعية ودينية وثقافية.
وتابع حديثه قائلا: "مصر جميلة، فيه ناس من خارج مصر بتزور قرى ومدن في بلدنا وبيستمتعوا بجمالها، واحنا كمصريين منعرفش عنها حاجة، ليه منهتمش بالمدن والقرى الريفية ونساعد على الترويج للسياحة فيها، عندنا جبل علبة من أجمل المعالم اللي ممكن تزورها في حلايب وشلاتين وغيرها من المعالم المنسية وغير المعروفة عند كتير من المصريين، لازم نغير ثقافتنا السياحية والنمطية السياحية عند البعض اللي اختصرت السياحة في بعض المدن والأماكن فقط، ونبدأ نبحث ونستكشف عن كل ما هو جميل في بلدنا، مصر جميلة فعلا وكل محافظة ومدينة وقرية فيها بتتمتع لكم هائل من المعالم والأماكن السياحية الفريدة والمميزة والنادرة".
وأشار إلى أن المبادرة نجحت في تنظيم عدد كبير من الرحلات والمارثونات في جميع أنحاء القرى الريفية والأماكن الأثرية في العديد من المحافظات المصرية المعروفة بمكانتها التاريخية والسياحية، حيث تم تنظيم والمشاركة في 28 مارثون رياضي، إلى جانب 40 فاعلية للدراجات، فضلا عن دور المبادرة في دعم العديد من الفرق والأعضاء المؤثرين في نشاط الدراجات من خلال تكريم 400 لاعب دراجة و40 فريق بإقامة 25 فاعلية، مؤكدا على أنهم سيواصلون جهدهم حتى تحقق المبادرة أهدافها في تعريف المواطن بما تمتلكه بلده من مقومات سياحية فريدة ومميزة تستحق الزيارة والاهتمام والترويج، وأهمية ركوب الدراجات وممارسة الرياضة، والتأكيد على أهمية الشعور بالانتماء للوطن لدى الشباب وتعزيز دورهم المجتمعي وإقناعهم بدورهم الإنساني لخدمة وطنهم، وتسليط الضوء على جميع قرى ومدن ومحافظات مصر التي لا يعلم العديدون عن ثقافتها وتراثها والأماكن السياحية البارزة الموجودة فيها.
وأوضح أن رحلاتهم وسفرياتهم تشبه المغامرة، حيث يقومون بالتنقل والترحال من مدينة لأخرى ومن قرية لأخرى، يستمتعون خلالها بالمناظر الطبيعية الخلابة ويتعرفون على عادات وتقاليد مختلفة وجديدة عليهم وثقافات مختلفة، مشيرا إلى أنهم يستمتعون برحلاتهم بكل ما فيها من صعوبات وضغوطات، فالسفر بالنسبة لهم ليس مجرد رحلة بل هو تجربة ومغامرة تسعدهم بكل ما فيها من ترفيه ومتعة، وتعلمهم وتكسبهم العديد من المهارات والخبرات وتؤهلهم لأن يكونوا قياديين قادرين على حل المشكلات والأزمات وتحقيق أهدافهم مهما كانت الصعوبات والأزمات، واكتشاف ذاتهم وإمكانياتهم والتطوير منها بما يخدم المجتمع والوطن، "المواقف الصعبة بنستمتع بيها عشان نقدر نعديها ونحقق أهدفنا، وهي دي روح المغامرة".
إطلاق مبادرة دراجتك حياتك لنشر ثقافة ركوب الدراجات ودعم السياحة الريفية
دراجتك حياتك مبادرة شبابية تدعم السياحة الريفية
دراجتك حياتك مبادرة شبابية يطلقها محمود أبو النصر لدعم السياحة الريفية
دعم السياحة الريفية من قرية كوم النور
دعم السياحة الريفية
رحلة السفر إلى مدينة السادات
رحلة فريق المبادرة إلى الفيوم
زيارة إلى الفيوم
زيارة إلى بورسعيد
فريق مبادرة دراجتك حياتك من الرحالة ولاعبي الدراجات
ماراثون التجول في رأس البر
مبادرة دراجتك حياتك من قرية كوم النور بمحافظة الدقهلية
محمود أبو النصر مؤسس مبادرة دراجتك حياتك
محمود أبو النصر
مؤسس المبادرة من قرية كوم النور بمحافظة الدقهلية
مؤسس المبادرة من مرسى علم
مؤسس مبادرة دراجتك حياتك
وصول المبادرة إلى الجونة
وصول المبادرة إلى القناطر الخيرية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة