اعتبر عدد من الأحزاب ونواب البرلمان، أن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى دولة ألمانيا، والتي اختتمها، اليوم الثلاثاء، سيكون لها مكتسبات محورية على الساحة المصرية والإفريقية وذلك على مستوى العلاقات التجاري أو العمل المناخي الدولي.
وشهدت زيارة الرئيس السيسي عددا من اللقاءات مع كبار المسؤولين وعدد من رجال الأعمال، على هامش المشاركة في حوار "بيترسبرج" للمناخ والذي يعد منبر للنقاش حول قضية التغيرات المناخي، وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس أكد حرص مصر على تدعيم وتعميق الشراكة الاستراتيجية الممتدة مع ألمانيا، والتي تمثل ركيزة مهنة للحفاظ على الأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط، معرباً في هذا الإطار عن التطلع لتعظيم التنسيق والتشاور مع الجانب الألماني خلال الفترة المقبلة بشأن مختلف الملفات السياسية والأمنية والاقتصادية ذات الاهتمام المشترك، كما أنها تكتسب أهمية خاصة كونها الزيارة الأولى للرئيس السيسي منذ تولي المستشار أولاف شولتس منصب المستشارية الألمانية.
وكانت من بينها اللقاءات، مؤتمر صحفي للرئيس السيسي مع المستشار الألماني، والذي وضح بدوره طبيعة ملف حقوق الإنسان في مصر ردا على سؤال أحد الصحفيين، بقوله "موضوع حقوق الإنسان في مصر مهم جدا، ودائما يتم طرح مثل هذا السؤال فى مثل هذه المؤتمرات، والحقيقة هذه المرة أريد أن أرد عليه بشكل مختلف..اسمح لى أن أدعوك وأدعو معك كل من يهتم بهذا الأمر، يجي يزورنا في مصر، وإحنا هنتيح له فرصة أن يلتقى بالجميع ويتحدث معهم، وأتصور أن ما يراه سينقله هنا للرأي العام في ألمانيا، لأن أنا شهادتي في هذا الأمر هتبقى مجروحة زي ما بيقولوا عندنا في بلادنا، تعالى شوف الحقوق الدينية وحرية المرأة في مصر عاملة إزاى، شوف حياة الإنسان وحياة كريمة في مصر عاملة إزاى.. اتكلم عن حرية التعبير وأحضر جلسات الحوار الوطني الموجودة في مصر وشوف هي أخبارها إيه، واللي تشوفه بطلب منك تنقله نقل حقيقي فقط إلى الرأي العام في ألمانيا، هل فعلا في مصر فيه حرص شديد على الحريات ولا لأ؟، يمكن تكون الصورة مش واضحة لكم هنا، ولازم تزوروا مصر .. لما بيجي مصر مسئولون ألمان بقول لهم من فضلكم التقوا بالناس، وكلموهم واسمعوا منهم، وهتشوفوا هذا الأمر، وهذا الأمر إحنا مش مهتمين بيه علشان إنتوا بتسألوا عنه، مهم جدا تعرفوا كده، إحنا بنهتم بالأمر ده علشان إحنا بنحترم شعوبنا وبنحبها، ومش كلام، إحنا بنحترم شعوبنا زي ما انتوا بتحترموا شعوبكم، دي مسئوليتنا الأخلاقية والتاريخية والإنسانية تجاه شعوبنا".
وأكد حزب المؤتمر برئاسة الربان عمر المختار صميدة عضو مجلس الشيوخ، أن دعوة المستشار الألماني أولاف شولتز مصر للمشاركة بحوار "بطرسبرغ للمناخ"، تأتي تقديرا للدور الحيوي الذي تقوم به مصر بقيادة الرئيس السيسي في إطار مفاوضات تغير المناخ على مدار السنوات الماضية وإهتمام القيادة السياسية بملف التغييرات المناخية.
ولفت إلى أن هذه الزيارة الهامة للرئيس عبد الفتاح السيسي لألمانيا وهي الزيارة الأولي في ظل الحكومة الجديدة المكونه من 3 أحزاب، تؤكد من جديد عمق العلاقات الألمانية - المصرية والاهتمام المشترك لكلا البلدين بتعميق التعاون في المجالات ومنها حماية المناخ وتحقيق الاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط نتيجة التداعيات الأخيرة والتي كان لها أثر على أزمتي الطاقة والغذاء.
وأشار حزب المؤتمر، إلى أن حوار بطرسبرغ يأتي في توقيت بالغ الأهمية وسط التداعيات العالمية الراهنة والمرتبطة بجائحة كورونا والحرب الروسية والأوكرانية، كما أنها تسبق انعقاد قمة المناخ COP27 في شرم الشيخ، وهو ما سيجعلها فرصة لتقارب وجهات النظر حول ما سيتم طرحه بالقمة المرتقبة والبحث في مدى التزام الدول الكبرى بالمعايير الدولية لخفض الانبعاثات خاصة الغازات الدفيئة.
ولفت الحزب، إلى أن قمة المناخ المرتقبة ستكون فرصة لإيصال جميع الأصوات وتضمين كل الرؤى والتوجهات، وبحث السبل لإقامة شراكات حقيقية بين الحكومات وغيرها من الأطراف الفاعلة لمواجهة التغيرات المناخية.
ويؤكد النائب أحمد فؤاد أباظة، وكيل أول لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، أن زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا ستكون لها آثارها الإيجابية والكبيرة على العلاقات بين القاهرة وبرلين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية، وغيرها فى ضوء العلاقات الاستراتيجية بين البلدين، مشيداً بجميع القضايا والملفات التى تناولها الرئيس السيسى فى كلمته أمام هذا التجمع المهم.
وقال أباظة ، أن هذه الزيارة تكتسب أهمية كبيرة خاصة وأنها تتعلق بقضية المناخ وهى من القضايا التى تحظى باهتمام كبير من مصر والرئيس السيسى خاصة وأن مصر تستضيف قمة المناخ العالمية بمدينة السلام العالمية شرم الشيخ المصرية فى شهر نوفمبر المقبل، مؤكداً أن الرئيس السيسى فى مثل هذه الزيارات يحرص على عقد العديد من اللقاءات الثنائية سواء مع الرئيس الاتحادي شتاينماير والمستشار الاتحادي أولاف شولتس وأعضاء بارزين بالحكومة الألمانية لدعم التعاون والتنسيق والعمل المشترك بين البلدين فى مختلف المجالات، خاصة وأن مثل هذه العلاقات تعزز الشراكة الاقتصادية والتجارية وزيادة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر.
وأعرب عن ثقته التامة فى أن هذه الزيارة ستكون ناجحة وستحقق جميع أهدافها سياسياً واقتصادياً وستؤدى الى زيادة الاستثمارات الألمانية في مصر خلال المرحلة القادمة خاصة في مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات وصناعة السيارات وإدارة وتدوير المخلفات والتحول الرقمي ونقل التكنولوجيا والتقنيات الألمانية لمصر وتبادل الخبرات المشتركة، مشيراً الى أنه من المعروف أن ألمانيا تولي أهمية لدور مصر في منطقة الشرق الأوسط فمصر هي ثالث أكبر شريك تجاري لألمانيا وهي ثاني أكبر تجمع علمي لألمانيا خارج حدودها حيث يوجد بمصر 3 جامعات ألمانية و7 مدارس ألمانية وحجم التبادل التجاري بين مصر وألمانيا بلغ نحو 5.1 مليار يورو خلال العام الماضى.
وأشاد بالعلاقات التاريخية والاستراتيجية بين القاهرة وبرلين، وتطابق وجهتى نظر البلدين تجاه جميع القضايا الإقليمية والدولية بصفة عامة وتجاه مكافحة ظاهرة الإرهاب وملف السلام فى الشرق الاوسط، مؤكداً أهمية الدور التاريخى والمحورى الذى تلعبه مصر على مستوى منطقة الشرق الاوسط بأسرها وأفريقيا وأيضاً الدور المهم الذى تلعبه برلين على مستوى الدول الأوروبية.
ومن جانبها أكدت النائبة ميرال الهريدى، عضو مجلس النواب عن حزب حماة الوطن بلجنة الدفاع والأمن القومي، أن زيارة الرئيس السيسي إلى ألمانيا تأتى في توقيت هام وظروف دقيقة يمر بها العالم أجمع، مشددة أن الزيارات واللقاءات التى يعقدها الرئيس مع قادة دول العالم تؤكد بأن القاهرة حريصه على تعميق الشراكة مع كافة الدول في إطار التعاون المشترك والذي يعود في النهاية على الجميع بالخير والرخاء .
وأشارت الهريدي، إلى أن حديث الرئيس السيسي خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس الأثنين مع المستشار الألماني في برلين، اتسم بالمصارحة والمكاشفة فيما تشهده الساحة الدولية اليوم من تحديات وقضايا متعددة فرضتها أزمة الحرب الأوكرانية الروسية، ومن قبلها أزمة كورونا، موضحة أن تحديات الساحة الدولية تتطلب من الجميع توحيد الجهود والتنسيق بشأن العمل على إنهاء عدد من القضايا الهامة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والأوضاع الغير مستقرة في كل من " ليبيا، وسوريا، واليمن" فضلاً عن سبل مواجهة التطرف والإرهاب وظاهرة الهجرة غير الشرعية التى أحرزت فيها مصر تقدما كبيرا، ونجحت في التصدي لتلك الظاهرة والقضاء عليها .
وشددت عضو مجلس النواب، على أن مصر من أهم الدول في المنطقة التى ترتبط بشراكة جيدة مع ألمانيا في ظل ما تتمتع به الدولتين من علاقات قوية وإمكانيات وموارد كبير، قائلة"مصر كما أكد الرئيس السيسي لن تدخر جهداً في سبيل إنجاح القمة العالمية للمناخ COP27 والتى ستقام في مدينة شرم الشيخ نوفمبر القادم، نظرا لأهميتها والتى ستحظى بإهتمام دولى كبير."
وأشارت عضو مجلس النواب، إلى أن مصر منفتحة على الجميع وحريصة كل الحرص على إقامة علاقات وتعاون مشترك في مختلف المجالات سواء الاقتصادية أو التنموية، وأنها سوق واعد لاستقبال رؤس الأموال الأجنبية للاستثمار في كافة المشروعات .
وتقول فاطمة سليم، عضو مجلس النواب، أن كلمة الرئيس السيسي، وضعت دول العالم الكبرى أمام مسؤولياتها في قضية التغيرات المناخية باعتبارها قضية تمثل تهديدا وجوديًا لكثير من الدول والمجتمعات وأنه لم يعد هناك مجالًا لتأجيل تنفيذ هذه الالتزامات والتعهدات.
وأشارت إلى أن القضية لابد أن تأخذ منحنى أكثر جدية خلال الفترة القادمة، موضحة أن تأجيل الدول الكبرى تقديم مساهماتها التي التزمت بها يؤثر بشكل مباشر على المجتمعات الأكثر فقرًا وفي القلب منها دول قارة أفريقيا التي تعد الأكثر ضررًا في العالم من التغييرات المناخية، كما أعتبرت أن حديث الرئيس السيسي عن هذا الضرر الذي يقع على دول القارة السمراء يؤكد السياسة المصرية الداعمة لمواقف دول القارة في مواجهة القضايا الهامة مثل التغييرات المناخية.
وأكدت أن استضافة مصر لقمة المناخ سيكون حدثًا فارقًا في العمل العالمي لمواجهة التغييرات المناخية نظرًا للاهتمام الذي تبديه القيادة المصرية بهذه القضايا وآليات إنجاحها.
وبدوره يقول الدكتور شريف الجبلى، رئيس لجنة الشئون الإفريقية بمجلس النواب ورئيس لجنة العلاقات الدولية والتعاون وفض المنازعات بالبرلمان الافريقي، أن زيارة الرئيس السيسي لألمانيا تكتسب أهمية كبيرة على المستوى الدولي، مؤكدا أنه عبر عن مشكلات وهموم القارة الافريقية فى مثل هذه التجمعات الدولية رفيعة المستوى وطرح رؤية مصر لقضايا تغير المناخ وطرح الشواغل والهموم الإفريقية في هذا المحفل الدولي واحتياجات القارة الإفريقية من التمويل والتكنولوجيا وكافة المتطلبات اللازمة للوصول إلى تحقيق أهداف اتفاقية باريس لتغير المناخ لمواجهة التداعيات السلبية والخطيرة لظاهرة تغير المناخ داخل دول القارة السمراء وهو ما سيكون بمثابة تحقيق مكاسب دولية كبيرة للقارة السمراء.
وشدد أن هذه الزيارة ستكون لها اثارها الايجابية على تحقيق المزيد من التعاون بين القاهرة وبرلين فى مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاستثمارية والصناعية والزراعية والسياحية وغيرها خاصة أن العلاقات الاقتصادية والتجارية بين مصر وألمانيا متفردة ومتميزة بأنها علاقات شراكة عميقة تتوافق وتتطابق مع رؤية مصر وفلسفتها الرامية إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بمفهومها الشامل.
ولفت إلى أهمية المشاورات مع الجانب الألماني للاستفادة من المنطقة الاقتصادية حول قناة السويس نظرا لقربها من أوروبا وأفريقيا بصفة عامة وألمانيا بصفة خاصة، لكي تصبح هذه المنطقة هي البديل الحقيقي لتصنيع مستلزمات الإنتاج سواء لألمانيا أو غيرها في تلك المنطقة بحيث يتم نقل المصانع الألمانية من شرق آسيا والمناطق البعيدة إليها لتكون أكثر قربا لألمانيا عبر قناة السويس مشيراً إلى الأهمية الكبيرة لهذا الملف من أجل العمل على التعاون بين مصر والمانيا لصالح اوروبا وافريقيا لزيادة التعاون الاقتصادى والاستثمارى بين القاهرة وبرلين ومختلف الدول الاوروبية والافريقية
وأشاد بالبرنامج رفيع المستوى للتعاون الفني بين البلدين والمعتمد له 160 مليون يورو سنويا توجه لتنفيذ مشروعات تنموية في مصر في مجالات المياه والصرف الصحي والتعليم مع تركيز شديد من الجانب الألماني على النهوض بالتعليم الفني بمصر خاصة فيما يتعلق حالياً بتنفيذ مشروع لإعادة تأهيل المعاهد الزراعية في مصر للتدريب على السبل الحديثة للزراعة والإرشاد الزراعي إلى جانب وجود ذات الأهمية في الحرص على تطوير التعليم الصناعي سواء في المدارس أو المعاهد الصناعية، مؤكداً أهمية هذا البرنامج لدعم الحكومة المصرية فى تنفيذ تكليفات الرئيس السيسى فى كل ما يتعلق بملف توطين الصناعة
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة