تحل اليوم ذكرى ميلاد الفنان الكبير يوسف شعبان الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 16 يوليو من عام 1931، بينما تشير بعض المصادر إلى أنه ولد عام 1936، ليكون أحد عمالقة الفن ونجومه، ووتد شامخ فى عالم الدراما المصرية والعربية.
فالفنان الكبير يوسف شعبان ابن حى شبرا كان يمتلك موهبة ورؤية ومنهجًا فى الفن جعله أحد عمالقته الذين تركوا بصمة فى وجدان الملايين، فحين تنظر إلى تعبيرات وجهه وقوة شخصيته ترى ذكاء وحكمة الحاج درويش فى مسلسل "الوتد"، ورزانة وقوة اللواء محسن ممتاز فى "رأفت الهجان"، تستعيد مع حديثه أمجاد روائع الدراما فى عصرها الذهبى، وتتذكر حافظ رضوان فى "الشهد والدموع"، والحاج سلامة فراويلة فى "المال والبنون"، وأمجد هاشم فى "ضمير أبلة حكمت"، والمعلم سيد أبو ليلة فى ليالى الحلمية، ورزق الهلالى فى السيرة الهلالية، والأستاذ إلهامى فى "امرأة من زمن الحب"، ووهبى السوالمة فى الضوء الشارد، والأستاذ يوسف فى الحقيقة والسراب، والأسطى سيد فى عيلة الدوغرى، وليلة القبض على فاطمة وغيرها عشرات الأدوار والشخصيات الراسخة فى ذاكرة الفن والجمهور.
وفى حواار أجريناه مع الفنان الكبير يوسف شعبان قبل رحيله، تحدث عن واقعة كانت سبباً فى حبه للفن منذ طفولته.
وقال الفنان الكبير لليوم السابع أنه قبل أن يكمل سن العاشرة واقف أمام ميكروفون الإذاعة لأول مرة فى مدرسة الإسماعيلية الابتدائية، بعد أن اختاره مدرس اللغة العربية الذى لاحظ قوة شخصيته وصوته وسلامة لغته ليلقى كلمة فى الإذاعة بمناسبة المولد النبوى، وكان قبلها التحق بإحدى مدارس الجمعية العامة للمحافظة على القرآن الكريم وحفظ أجزاء من القرآن ساعدته طوال حياته على إتقان اللغة العربية وسلامة مخارج الألفاظ ومنحته مع صوته الأجش قوة فى التعبير والإلقاء، ظهرت حين وقف على كرسى أمام ميكروفون الإذاعة المدرسية وألقى الكلمة التى كتبها مدرس اللغة العربية، وبعد أن انتهى اهتزت المدرسة بتصفيق الطلبة والمدرسين إعجابا، وشعر الصغير بالنشوة والفخر.
ووصف يوسف شعبان كيف كان لهذا الموقف تأثير كبير عليه، فقرر بعده أن يثقف نفسه ويتجه للدراسة الأدبية، وينمى قدراته الفنية ومهاراته فى التمثيل والإلقاء وعرف حلاوة تصفيق الجمهور.
وقال الفنان الكبير يوسف شعبان لليوم السابع: بعد التحاقى بمدرسة التوفيقية الثانوية قرأت لافتة فى المدرسة تقول: على من يرغب الانضمام لفريق التمثيل التواجد فى مدرج الطبيعة بعد انتهاء الحصص، فتوجهت إلى مدرج الطبيعة ووجدت عددا من الزملاء الذين أصبحوا نجوما بعد ذلك، ومنهم بليغ حمدى وحمدى أحمد وغيرهم، وكان الفنان صلاح سرحان الشقيق الأكبر للفنان شكرى سرحان يشرف على المسرح المدرسى ويعد رواية لتقديمها على مسرح الأزبكية واستصغرنى وقال لى تعالى العام القادم، وبالفعل فى العام التالى أعطانى دورا فى مسرحية «سالومى» وحصلت على جائزة عن أول دور فى حياتى.
وأوضح الفنان الكبير: "لم أفكر فى احتراف التمثيل وكنت رياضيا وحصلت على بطولة المدارس فى المبارزة والسلاح وبعد حصولى على التوجيهية فكرت فى الالتحاق بكلية عسكرية ، وحلمت بدخول كلية الطيران، لكن والدتى خافت ورفضت، فقدمت فى كلية الشرطة، ولكن لم يتم قبولى فى كشف الهيئة، فالتحقت بكلية الحقوق جامعة عين شمس".
وأضاف: "منذ أيامى الأولى فى الكلية رأيت لافتة أيضا على لوحة الكلية بأن من يرغب فى الانضمام لفريق التمثيل يأتى بعد انتهاء المحاضرات إلى بوفيه الكلية، فذهبت ووجدت سعد أردش وكرم مطاوع ونجيب سرور وإسلام فارس وصلاح السقا وسعيد عبدالغنى وابراهيم نافع الذى أصبح فيما بعد كاتبا صحفيا ورئيسا لتحرير الأهرام، وكان الفنان حمدى غيث يقوم بإخراج مسرحية هاملت والبطل كرم مطاوع، وشارك فيها نجيب سرور، وشاركت فيها وأتقنت دورى، ونصحونى بالالتحاق بمعهد التمثيل لأنهم جميعا التحقوا بالمعهد إلى جانب الدراسة بالكلية، وبالفعل التحقت بالمعهد وتقدم معى آلاف، ولكنهم اختاروا 10 فقط وكنت أنا منهم بعدما اختبرنى الفنان الكبير حسين رياض، وبعدها تركت كلية الحقوق فى الصف الثالث وتفرغت للدراسة بالمعهد".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة