زادت المساحات المنزرعة بمحصول القطن في مصر زيادة كبيرة لأول مرة منذ سنوات تقارب على الـ 15 سنة، وشهدت حقول محافظة الشرقية، هذا العام إقبالًا غير مسبوق على زراعة الذهب الأبيض؛ وذلك بعد نجاح منظومة تسويق القطن الجديدة، التى حققت طفرة هائلة وغير مسبوقة فى أسعار القطن العام الماضى، حيث زادت المساحات المنزرعة 20 ألف فدان عن العام الماضى.
وأكد المهندس على لاشين، وكيل عام مديرية الزراعة بالشرقية، إن المساحات المنزرعة بالقطن هذا العام تخطت ال 56 ألف فدان الزراعة، بزيادة قدرها 20 ألف فدان عن العام الماضى ببذور منتقاة من صنف جيزة ٩٤ الذى يتميز بالنمو الثمرى عن الخضرى وغزارة ثماره وملائمته للظروف الجوية ومقاومته للأمراض بالإضافة إلى نضجه مبكرا عن الأصناف الأخري، علاوة على تحقيقه إنتاجية مرتفعة تتراوح ما بين 8 الى 13 قنطار/فدان كما أن هذا الصنف مطلوب فى الأسواق العالمية.
وقال المهندس أشرف الدمرداش مدير الإرشاد بمديرية الزراعة بالشرقية، إن زراعة محصول القطن تبدأ فى منتصف شهر أبريل لتستمر حتى منتصف يونيه، ولم يسمح بالزراعة بعد هذا الموعد لتجنب الآثار السلبية للزراعات المتأخرة متمثلة فى ضعف الإنتاجية وزيادة احتمالات الإصابة بالآفات نتيجة تعرضها لموجات الحر المتتالية، وقد تمت زراعة مساحات كبيرة فى المراكز الشمالية بالمحافظة، وهى الحسينية ومنشأة ابو عمر وصان الحجر و أولاد صقر وكفر صقر وأبو كبير وديرب نجم وبلبيس، وذلك لخصوبة التربة وتوافر الظروف المناخية الملائمة لزراعة القطن هذا علاوة على وقوعها فى نهايات الترع واكتساب المزارعين فى تلك المناطق خبرات موروثة عن آبائهم بقدرتهم على تحقيق اعلى إنتاجية.
فيما نظمت مديرية الزراعة بالشرقية، العديد من الندوات والمتابعات بأحد الحقول الإرشادية المزروعة بمحصول القطن في حضور الدكتور مصطفي عرابي، والدكتور حسن أمين، والدكتور محمد عبد السلام ،من معهد بحوث القطن، والمهندس محمود الشناف، اخصائي القطن بالمحافظة، بحضور عدد من المزارعين لاستعراض أهم التوصيات والمعاملات الزراعية عند زراعة القطن واستعراض أصناف القطن الجديدة عالية الإنتاجية ومبكرة النضج وموفرة للمياه، وتم فتح باب المناقشة والرد على أسئلة واستفسارات الحاضرين من مزارعين القطن، وأشاد المزارعون ومهندسو الإرشاد بدور مديرية الزراعة في تنظيم الندوات الإرشادية وورش التدريب لتوعيتهم بكيفية استخدام أحدث الأساليب العلمية في الزراعة وتحقيق أعلي انتاجية للمحاصيل الزراعية، كما تناول الحديث اهم المعاملات الزراعية المثلى للصنف جيزة 94 حيث انه من طبقة الاقطان الطويلة فى الوجه البحرى والذى يتميز بالمحصول العالى وتصافى الحليج المرتفعة وهو صنف مبكر النضج، كما تم الحديث عن اهمية الخدمة الجيدة للتربة واضافة السوبر فوسفات اثناء الخدمة واهمية الزراعة فى الميعاد المناسب والاهتمام بالكثافة النباتية وتحديد مسافات التخطيط والمسافة بين الجور وعدد النباتات بالجورة ،وضرورة اجراء عملية الخف فى الميعاد المناسب او عند ظهور الورقة الحقيقية الثانية فى الزراعات المبكرة، وعدم تأخير عملية الخف لانه يؤثر على المحصول والاهتمام بعمليات التسميد على ان يكون التسميد متوازن بين العناصر السمادية الثلاثة" النيتروجين – الفوسفور – البوتاسيوم" وضرورة اجراء عملية الرى فى الصباح الباكر وعدم التعطيش وعدم الرى وقت الظهيرة.
بدوره، أشار الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، إلى أن المحافظة بكامل أجهزتها التنفيذية تسعى لتذليل كافة العقبات التي تواجه المزارعين من خلال توفير التقاوي والبذور الجيدة ذات الإنتاجية العالية وتوفير الأسمدة بالإضافة إلى تنظيم الندوات الإرشادية واستخدام طرق الزراعة الحديثة لترشيد استخدام المياه بما يسهم في زيادة إنتاجية الفدان وتحقيق الاكتفاء الذاتي وتقليل الاستيراد وزيادة الدخل القومي.
فيما قال محمد السيد 65 عاما مزارع مقيم بمركز بلبيس، أنه حرص على زراعة محصول القطن هذا العام، بعد عزوفه عن زراعته لسنوات عديدة، لكن بعد نجاح منظومة التسويق العام الماضى، ووصول سعر القنطار إلى ما يقرب من 6000 جنيه فى بداية موسم الجني شجع العديد من الفلاحين على زراعته هذا العام، بعد العزوف لعدم تحقيقه العائد المادي المتفق عليه فضلا عن أجر الأيدي العاملة، لكن ارتفاع سعر القنطار العام الماضى جعلنى أزرع هذا العام مساحات فدان ونصف بالذهب الأبيض الذى كانت تربطنا به ذكريات طفولية.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة