** السفير عبدالله الرحبي : مصر تشهد نموا متسارعا بقيادة الرئيس السيسى والعاصمة الإدارية الجديدة من أهم المشروعات
** تأثير الأزمة الروسية ـ الأوكرانية علي الاقتصاد والأمن الغذائي علي رأس ملفات الزيارة وهناك 41 مذكرة تفاهم بين البلدين في طريقها للتوقيع
زيارة هامة يجريها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى سلطنة عمان، بدعوة من السلطان السلطان هيثم بن طارق، وذلك في إطار دعم العلاقات ، ولتوقيع عدد من اتفاقيات التعاون بين القاهرة ومسقط في كافة المجالات ، في وقت تشهد فيه المنطقة العربية والشرق الأوسط تحديات كبري ، بعد الحرب الأوكرانية التي كان لها تداعيات قاسية علي اقتصاديات الدول الكبرى والنامية علي خد سواء.
وبالتزامن مع الزيارة، كان تليفزيون "اليوم السابع" علي موعد مع السفير عبدالله الرحبي، سفير سلطنة عمان لدي القاهرة ، للحديث عن ملفات القمة المرتقبة بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والسلطان هيثم بن طارق ، وملفات التعاون بين القاهرة ومسقط ، ومستقبل العلاقات المصرية العمانية كشفها لنا السفير العُمانى، وإلى تفاصيل الحوار
بدايةً كيف تصف العلاقات بين مصر وسلطنة عمان.. وما أبرز المحطات فى مسار تلك العلاقات؟
هناك روابط تاريخية بين البلدين تعود جذورها إلى أكثر من 3500عام فى بين الفراعنة وحضارة عُمان فى ذلك الوقت؛ ففى جنوب عُمان جاءت الملكة حتشبسوت وتلك المنطقة كانت تمتاز بزراعة اللُبان وكانت سلعة نادرة فى ذلك العصر تنمو فى منطقة محددة من عُمان وكان يستخدمه الفراعنة فى المعابد، ومن هنا بدأت العلاقات التجارية التجارية الأولى بين البلدين، وهذه العلاقة ثابتة متجذرة وتنمو بشكل مستمر، والسلطنة تكن لمصر التقدير والاحترام على المستويين الشعبى والرسمى.
وهناك محطات مهمة تاريخية فى مسار العلاقة بين الدولتين، وفى العصر الحديث منذ تولى السلطان الراحل قابوس بن سعيد فى سبعينيات القرن الماضى، ومواقف عمان تجاه مصر عالقة بأذهان المصريين، وهذه العلاقات تزداد نموًا يومًا تلو الآخر.
وفى أثناء الحملة الفرنسية على مصر كانت عُمان (سيدة البحار ) وقتذاك تسيطر على الطريق البحرى، حيث إن السواحل العُمانية تمتد لـ3 آلاف كيلو متر وسيطرت على تلك الموانئ بين الشرق والغرب وكان الفرنسيون حينها يرغبون فىتوقيع اتفاقية مع عُمان ولكننا رفضنا احتجاجا على الحملة الفرنسية على مصر الشقيقة وفى عام 1948قام السلطان بن تيمور بزيارة إلى مصر والتقى بالملك فاروق
وسجلت بعض الوثائق الموجودة الآن فى مركز الوثاثق المصرية عن تبادل الرسائل الوديةبين السيد برغش أحد حكام زنجبار وقد جاء فى زيارة لمصر والتقى بالخديوى إسماعيل وقتذاك.
وأثناء العدوان الثلاثى على مصر قام السلطان بمبادرة استقطاع جزء من رواتب الموظفين لمساعدة مصر.
وفى العصر الحديث حينما تولى السلطان الراحل قابوس بن سعيد زار مصر عام 1972 وكانت تلك الزيارة فاتحة مرحلة من العلاقان المتميزة بين البلدين .
حدثنا عن تفاعل الشارع العُمانى مع زيارة الرئيس؟
منذ الوهلة لتداول نبأ الزيارة لاقت زيارة الرئيس السيسى ترحيبا شعبيا ورسميا كبيرين ففتحت له القلوب قبل الأبواب، وقد ازدانت شوارع العاصمة مسقط بصوره وبأعلام البلدين ، إضافة إلى الاهتمام الإعلامى الكبير بهذه الزيارة
وتابعت كثيرا من التغريدات التى تحمل كلمات الحب لمصر، تزاما مع الزيارة، من بين تلك التغريدات التى لفتت نظرة للدكتور سعود عبدالله وهوأحد الدارسين فى مصر ، "المتأمل فى جمالها يحتار من أين يبدأ الوصف ، فى حق أرض الكنانة المحروسة ..مصر موطن الأنبياء ومهد الحضارات وقبلة العلم و منبع العلماء ومصدر الإشعاع الثقافى ملقى السلام والمحبة " .
كيف قرأت أهمية زيارة الرئيس السيسى لسلطنة عمان فى هذا التوقيت؟
موقف عُمان من مصر ثابت وهو ما أكد السطان هيثم بن طارق، مصر دائما فى قلب الاهتمام باعتبارها القاطرة العربية والمرتكز العربى قوة مصر من قوة الأمة العربية وهذا ما نؤمن به، ولمصر أدوار تجاه أمتها العربية.
وما يشهده العالم الآن من حراك ينبعى ألا نتجاهله، وعلينا كعرب أن نعمل على نبذ الخلافات والتقارب فيما بيننا، وهذا نهجنا ونهج مصر أيضا، ونعول على دورها للم شمل البيت العربى ومن ثم يكون لنا دور فى التعاطى مع القضايا الدولية، فإذا بقينا متفرقين سنكون مجرد متلقين لما يحدث غير فاعلين، لذ فالحراك الحادث حاليا على الساحة العربية نتيجة لإيمان الزعماء العرب بأهمية تلك الرؤية ما يستوجب مزيد من التشاور ووضع رؤية مختلفة تجاه النظام العالمى الجديد ، ومصر بموقعها ومكانتها بقيادة الرئيس السيسى ، وأيضا سلطنة عمان بقياد السلطان هيثم يمكنهما فعل الكثير للتعاطى الإيجابى مع الوضع الإقليمى الحالى، بما يحقق استقرار شعوب المنطقة.
جانب من الحوار
وهذه الزيارة هى ترجمة للدور المصرى والعمانى، و للتاريخ الكبير من الترابط والاحترام والتقدير ما يربط بين البلدين فى نظرتهما للقضايا الدولية المهمة فهى رؤية متشابهة، فكلا البلدين يؤمنان بأهمية معالجة القضايا والإشكاليات الدولية بالحوار والنقاش السلمى، و هذه الرؤية المشتركة جعلت العلاقات الثنائية راسخة ومتطورة ولم تشهد أى انكسارات.
وبلاشك أن هذه الزيارة سبقها اتصالات متبادلة بين الرئيس والسطان، ما يؤكد عمق العلاقات، وهذه الزيارات المتبادلة بشكل عام مهمة للتنسيق بين البلدين فيما يتعلق بتطوير العلاقات بما يلبى تطلعات الشعبين. وتفتح الباب الباب لمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين وتمثل انطلاقة إلى مزيد من التنسيق والعمل المشترك.
ما أبز القضايا المطروحة على طاولة النقاش بين الزعيمين ؟
كما ذكرت زيارة الرئيس السيسة مهمة لأنها تأتى فى وقت يعيش العالم اضطرابا ويواجه تحديات كبيرة لذلك المحور لها الأساسى هو كيفية التنيسق فى هذه المرحلة الدقيقة من أجل أن تجتمع الأمة العربية كصف واحد، وتحافظ على أمن استقرار شعوبها.
وتتركز الزيارة أيضا على تأثير الأزمة الروسية الأوكرانية على أمن واقتصاد العالم وانعكاسه على منطقتنا ، والزيارة المرتقبة للرئيس الامريكى للمملكة ، أيضا القضية الفلسطينية محورية. ووقع فى فبراير الماضى أثناء انعقاد اللجنة المصرية العُمانية المشتركة مذكرة فى التنسيق السياسي بين البلدين ولها نصيب من المباحثات بين الرئيس والسلطان.
وماذا عن الجانب الاقتصادى من هذه الزيارة؟
لا شك أن الملف الاقتصادى يفرض نفسه بقوة فى هذه المرحلة؛ ولذا كان ضمن الموضوعات التى لها الأولوية فى النقاش أثناء زيارة الرئيس السيسى، لاسيما أن هناك خطة 2030فى مصر و2040 فى عُمان، لذا من أولوياتنا تعظيم حجم الاستثمارات بين البلدين بما يصب فى صالح الشعبين واحتل الملف الاقتصادى جانبا مهما من برنامج زيارة الرئيس، كما يلتقى بمجموعة من رجال الأعمال العُمانيين.
وتنامت فى الفترة الأخيرة الزيارات المتبادلة فى هذا الجانب، فهناك الكثير من الوفود العُمانية قد زارت مصر للاطلاع على الفرص الاستثمارية، كان آخرها وفد من رجال الأعمال العُمانيين أعضاء غرفتى تجارة سُحار وعُمان حيث عقدوا لقاءات مع رجال أعمال مصريين بالتنسيق مع هيئة الاستثمار واطلعوا على كثير من فرص الاستثمار خاصة فى العاصمة الإدارية الجديدة، وهناك أيضا رجال أعمال مصريين قاموا بزيارات للسلطنة بالتنسيق مع السفارة. إن مثل هذه الزيارات سواء على مستوى رجال الأعمال أو المسئولين بالحكومتين ستفضى بلا شك إلى نتائج تصب فى صالح شعبى الدولتين.
وما حجم التعاون التجارى والاستثمارى بين البلدين حاليا وهل هناك أفق لتطويرها؟
هناك 41 مذكرة تفاهم بين مصر والسلطنة وجارى العمل لتفعليها ، حقيقة أن حجم التبادل التجارى بين البلدين لا يتناسب مع قوة وحجم العلاقات بينهما ، وهو لا يتجاوز 500 مليون دولار ، وهناك توجه من السلطان بتعظيم علاقاتنا الاقتضادية مع الدول وفى مقدمتها مصر فيما يسمى الدبلوماسية الاقتصادية ، خاصة أننا لاحظنا نموا متسارعا فى مصر بقيادة الرئيس السيسى كل يوم شئ جديد والعاصمة الإدارية الجديدة ذلك المشروع الضخم، إضافة إلى الحلو لالذكية لأزمة ازدحاك الطرق ، وطرح شركات حكومة أمام المستثمرين فهذا يحفز رجال الأعمال العُمانيين للاستثمار فى مصر
وقام عدد كبير من رجال الأعمال العُمانيين بعدة زيارات لمصر عبر غرفة تجارة وصناعة عُمان، آخر زيارة كانت بالتنسيق مع هيئة الاستثمار وكانت زيارة مهمة تمثل بادرة انطلاقة لمشروعات متعددة فى مصر . وزيارة الرئيس تُمهد الطري لمزيد من الاتفاقيات فى الجانب الاقتصادى.
وفيما يتعلق بالتعاون الثقافى والإعلامى ؟
مصر بإعلامها القومى المتألق مهمة بالنسبة لنا والإعلام العُمانى اعتمد على كثير من الخبرات المصريةفى هذا القطاع لتطوير تجربته ، وهناك اتفاقيات تعود للسبعينيات بين البلدين فى هذا القطاع ، أيضا عدد من المدرسين عملوا بالمدارس العُمانية .
أيام قليلة تفصلنا على الاحتفال بذكرى ثورة 30 يونيو، ما رؤيتك لما حققته مصر خلال 8 سنوات ؟
حقيقة ما شهدته مصر طيلة الأعوام الماضية على مختلف الأصعدة ، التنمية الزراعية والأامن الغذائى، وتنمية الإنسان ، تطور غير مسبوق ونموا متسارعا فى عهد الرئيس السيسى وهو بنفسه يقوم بالزيارات الميدانيةللمشروعات ويعطى التوجيهات الدقيقة حرصا منه لأن تكون مصر كما ينبغى أن تكون ، وأيضا فيما يخص تطوير التعليم وهو ما تحدث عنه الرئيس السيسى باهتمام فى مؤتمر عام وبشفافية ، وأعرب عن حرصه على تنمية هذا القطاع ، وإشارات الرئيس إلى الرغبة فى تطوير التعليم والتوسع فى استخدام التقنيات الحديثة فى التعليم تؤكد صدق رؤية الرئيس .
سفير سلطنة عمان خلال حواره لـ تلفيزيون اليوم السابع
أيضا الاهتمام بقطاع المتاحف وتطويره بالتقنيات الحديثة ونحن انبهرنا بحفل نقل المومياوات وكان حفلا عظيما ، وأبهرت بجمال القطع الأثرية واللوحات التى تملكها مصر .
ما رؤية عُمان لفرص نجاح القمة العربية المقبلة فى توحيد الصف العربي إزاء القضايا المهمة على الساحة الإقليمية ؟
هناك حرص كبير من البلدان العربية على إنجاح القمة التى ستعقد فى الجزائر نوفمبر المقبل، والتنبيه إلى المخاطر المحدقة بالأمة العربية ، وأثق أن الجزائر لديها الحماس والقدرة على الخروج بموقف عربى موحد من خلال هذه القمة والخروج بنتائج إيجابية ومصر لها دور كبير فى هذا الجانب والمساعدة فى توحيد الصف العربى لتلبية طموح شعوبنا ، ونحن ندعو إلى أن تكون القمم فرص للاستفادة المتبادلة بيننا كعرب فى كافة القطاعات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة