كثيرا ما يلعب الحظ دوراً كبيراً فى حياة الفنان، فينقله إلى مصاف كبار النجوم ويحظى بالشهرة والأضواء والأدوار الكبيرة، أو يجعله حبيس الأدوار الثانوية منتظراً فرصة للتألق ولكنها لا تأتى، أو يبدأ الفنان مشواره قوياً ثم سرعان ما يخفت نجمه ويتراجع، وفى معظم هذه الأحوال يكون الفنان موهوباً ولكن ينقصه شىء ما يحول بينه وبين النجومية أو استمرارها.
ومن بين الفنانين الذين ينطبق عليهم وصف فنان قليل البخت رغم موهبته الفنان محمود إسماعيل الذى أتقن أدوار الشر فجسد شخصية رئيس العصابة والبلطجى، وكان من أشهر أدواره دور المعلم سلطان فى فيلم سمارة الذى قامت ببطولته الفنانة الكبيرة تحية كاريوكا.
وكانت موهبة محمود إسماعيل المولود عام 1914 تؤهله لمنافسة نجوم الشر أمثال فريد شوقى ومحمود المليجى لكن لم يحالفه الحظ ليحقق نفس الشهرة والنجومية.
وبالرغم من أن بداية محمود اسماعيل كانت بدور صغير فى فيلم العزيمة ، إلا أنه لفت الأنظار بموهبته، ووصل إلى قمة مجده السينمائى فى فيلم نور من السماء الذى قام ببطولته عام 1947 ، وفيلم سمارة عام 1956 ، ولكنه كان يختفى كثيراً عن الساحة الفنية مما أثر على نجوميته.
وكان إسماعيل يعمل إضافة إلى التمثيل ككاتب إذاعي ومخرج سينمائي مصري، وبدأ حياته ممثلًا مسرحيًا في الفرقة القومية المصرية، وكتب عدداً من الأفلام منها: (طاهرة) و(المهرج الكبير) و(بنت الحتة)، ومن المسلسلات التي كتبها: (بياعة الورد) و(توحة).
واختفى محمود اسماعيل من الساحة الفنية بضع سنوات، ثم عاد مرة أخرى ليظهر بشكل متقطع في أفلام في أواخر السبعينيات وأوائل الثمانينات منها: (الدرب الأحمر، الولد الغبي، الغضب)، وكان لهذا الغياب دور كبير فى عدم وصول محمود إسماعيل إلى النجومية والشهرة التى حققها غيره من نجوم الشر.
ورحل الفنان محمود اسماعيل عن عالمنا عام 1983.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة