تستمر الاحتجاجات العنيفة في الإكوادور لليوم الـ11 على التوالى، فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة الإكوادورية إصابة الرئيس جييرمو لاسو بفيروس كورونا، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق المحتجين من ممثلي الشعوب الأصلية، الذين حاولوا اقتحام مبنى الكونجرس.
وكانت الحكومة قد سمحت للمحتجين بالتوجه إلى مركز ثقافي للشعوب الأصلية طوقته الشرطة، وذلك فى تنازل للمحتجين، لكن المسيرة انتهت باشتباكات مع الشرطة.
الإكوادور
وأكد وزير الداخلية في الإكوادور، باتريسيو كاريو، وجود 4 حالات قتل خلال الاشتباكات والكر والفر بين الحكومة والمتظاهرين من السكان الأصليين، كما أكد إصابة حوالى 92 شخصا خلال تلك الاحتجاجات.
وقامت الشرطة بتفريق المتظاهرين بالغاز المسيل للدموع، وانسحبت الغالبية بعد ذلك باتجاه حديقة إل أربوليتو ، وذهب آخرون إلى حديقة لا ألاميدا ، التي تحيط بالكونجرس، حيث عالج الطاقم الطبي عددًا كبيرًا من المتظاهرين.
ودعت منظمة جميع السكان الأصليين "كونى" جنبًا إلى جنب مع المنظمات الاجتماعية الأخرى، إلى إضراب وطني ضد حكومة جييرمو لاسو في 13 يونيو الماضى، احتجاجًا على ارتفاع أسعار الضروريات الأساسية، وعدم استقرار المستشفيات العامة، وأسعار الوقود، وعدم وجود قروض لتعزيز الإنتاج، والاهتمام بالقطاع الزراعي وخصخصة الشركات العامة، من بين مطالبات أخرى.
وكان أعلن الرئيس قبل إصابته بكورونا، فرض حالة الطوارئ في ثلاث مقاطعات، منها المقاطعة التي تضم العاصمة كيتو، على خلفية أعمال العنف التي تشهدها احتجاجات السكان الأصليين في البلاد، وذلك بعد أن تم الابلاغ عن اشتباكات وإغلاق طرق وسط احتجاج كبير على مستوى البلاد.
الإكوادور
وقال الرئيس لاسو "يعرضون الناس والمرضى لخطر الموت"، مصرا على أن حالة الطوارئ للدفاع عن العاصمة والدفاع عن الوطن.
من يقوم بقيادة الاحتجاجات؟
دعت كونى ، وهى مجموعة من السكان الأصليين تأسست فى عام 1986 لاحتجاجات، وفقا لصحيفة "الاونيبرسو" الإكوادورية.
الإكوادور
الإكوادور
واعتُقل ليونيداس إيزا ، أحد قائدى المظاهرات ، ولكن تم الافراج عنه في 15 يونيو بزعم أنه شل وسائل النقل العام من خلال قطع طريق ودعوة إلى جعل الاحتجاجات متطرفة.
وتطالب كونى، التي تقود التعبئة الوطنية منذ تسعة أيام في بعض المقاطعات، الحكومة بخفض أسعار الوقود ومعالجة مشكلة البطالة وتنظيم أسعار المنتجات الزراعية ومكافحة الجريمة، من بين مطالب أخرى.
أسباب احتجاجات السكان الأصليين وحالة الطوارئ التي فرضتها الحكومة
كانت الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية تحتج منذ أكثر من أسبوع بقيادة السكان الأصليين للمطالبة بإصلاحات اجتماعية واقتصادية من حكومة جييرمو لاسو ، في سياق اقتصاد يعاني من التضخم والبطالة.
الإكوادور
وتركزت المظاهرات في البداية بالمنطقة الشمالية من بيتشينشا، والتي تشمل العاصمة كيتو وكوتوباكسي وإمبابورا المجاورتين. لكن في معظم المقاطعات الإكوادورية الـ 24 كان هناك نوع من التعبئة.
خلال أيام الاحتجاج قاموا بقطع الطرق في مناطق مختلفة من البلاد، وقد خلفت الاشتباكات مع القوات الأمنية مصرع شخصين وعشرات الجرحى - من بين متظاهرين ورجال شرطة - واعتقالهم حتى أمس الثلاثاء.
وفي ضوء ذلك ، أصدر الرئيس لاسو مرسوماً ليلة الجمعة بإعلان حالة الطوارئ لمدة 30 يوماً في المناطق الثلاث الأكثر تضرراً لضمان "الدفاع عن عاصمتنا وبلدنا" ، على حد قوله، ثم أصدر بعد ذلك مرسوم طوارئ جديدًا ليشمل مقاطعات تشيمبورازو وتونجوراهوا وباستازا، وقال لاسو في رسالة جديدة نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي "مدنا أيدينا ودعونا للحوار لكنهم لا يريدون السلام. إنهم يسعون للفوضى ويريدون الإطاحة بالرئيس".
الإكوادور
وأوضحت صحيفة "الكوميرثيو" الأرجنتينية، أنه بموجب مرسوم حالة الطوارئ، تقيد الدولة حرية العبور وتسمح للسلطات بتنفيذ "الاستخدام التدريجي للقوة" من أجل "تحييد أعمال العنف".
وقبلت الحكومة الإكوادورية الاثنين الماضى مبادرة أكثر من 300 منظمة مجتمع مدني لتعزيز الحوار ، بدعم من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ، لكن زعماء السكان الأصليين قوبلوا بشروط.
2- ما هي مطالب المحتجون؟
أحد المطالب الرئيسية للمحتجين هو ضبط أسعار المحروقات، حيث زادت تكلفة هذه المنتجات بشكل كبير منذ عام 2020، وتضاعف سعر الديزل تقريبًا ، من 1 دولار إلى 1.90 دولارًا أمريكيًا للجالون (3.8 لترًا) ، وارتفع سعر البنزين من 1.75 دولارًا إلى 2.55 دولارًا .
كما تدعو الاحتجاجات إلى حماية أراضي السكان الأصليين ، فضلاً عن زيادة الإنفاق العام في المجالات الحكومية الأساسية.
الاكوادور
وحدد المحتجون مطالبهم ، وهى ، خفض أسعار الوقود ، وضع تعليق لمدة عام واحد في النظام المالي للأسر لسداد ديونها ؛ضمان حقوق العمل والعمال ؛ أن تكون هناك أسعار عادلة للمنتجات، عدم استغلال التعدين في أراضي السكان الأصليين ؛احترام الحقوق الجماعية، عدم خصخصة الخدمات الاستراتيجية ؛وضع سياسات للتحكم في المضاربة على الأسعار ؛منح ميزانية أكبر للصحة والتعليم ؛اتخاذ خطوات لتحسين الأمان.
3- كيف ردت الحكومة؟
في محاولة لتهدئة المظاهرات ، أعلن لاسو الجمعة عن زيادة الدعم الشهري للأسر الأشد فقراً في الإكوادور، كما تعهد برتفع قيمة سندات التنمية البشرية من 50 دولارًا إلى 55 دولارًا أمريكيًا، بالإضافة إلى ذلك ، أفادت وكالة "إيفى" الإسبانية أن الحكومة ستتنازل عن القروض المتأخرة التي تصل إلى 3000 دولار في بنك التنمية الحكومي وأنها ستدعم المزارعين الصغار بنصف تكلفة الأسمدة.
الإكوادور
وبالمثل، أعلن الرئيس حالة الطوارئ لنظام الصحة العامة في البلاد ووعد بمضاعفة ميزانية التعليم متعدد الثقافات لمجتمعات السكان الأصليين.
كما فتحت الحكومة قروضًا تصل إلى 5000 دولار للمزارعين بفائدة 1٪ ولمدة 30 عامًا.
وبشأن سعر المحروقات قالت الحكومة إنه لن تكون هناك زيادة في الديزل والغاز والبنزين الإضافي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة