قالت صحيفة واشنطن بوست إن الأمريكيين يعيدون التفكير فى إنفاقهم على الخدمات، فى ظل ارتفاع الأسعار وموجة التضخم، فيما يمثل إشارة مقلقة للاقتصاد الأمريكي.
وذكرت الصحيفة أن عددا متزايدا من الأمريكيين بدأوا يتراجعون عن حجز رحلات سفر، أو تصفيف الشعر أو صناعة حمامات سباحة فى ساحات منازلهم الخلفية أو تغيير أسطح منزلهم القديمة، فى إشارة جديدة على أن محرك المستهلك للنمو الاقتصاد الأمريكى قد يفقد الزخم.
وعلى مدار الأسابيع العديدة الماضية، قامت الأسر بالتراجع عن المشتريات الكبيرة بسبب ارتفاع الأسعار، إلا أن ما يبعث على القلق أن البيانات تشير إلى أن المستهلكين بدأوا أيضا فى تقييد الخروج لتناول الطعام فى الخارج أو التخطيط لقضاء العطلات أو القيام بالخدمات التقليدية مثل التردد على صالونات التجميل أو استئجار أشخاص لتنظيف منازلهم.
ويقول أصحاب الشركات فى الولايات المتحدة إن ارتفاع الأسعار وتراجع المدخرات والمخاوف المتعلقة بالاقتصاد تلقى بظلالها على قرارات الأسر بالإنفاق.
فى ولاية أوهايو، ألغى بعض العملاء أو أجلوا مواعيد سبق تحددها لتنظيف منازلهم. ويحاول بعض المنظمين التفاوض على أسعار أقل، فى حين أن أخرين توقفوا عن دفع بقشيش تماما.
ويقول أحد المنظمين إنه لم يكن هناك تراجعا هائلا لكنه كان ملحوظا بما يكفى.
وأوضحت واشنطن بوست أن إنفاق المستهلكين الذى يمثل أكثر من ثلثى الاقتصاد الأمريكي، قد ظل قويا خلال شهر إبريل حتى مع وصول التضخم إلى مستويات مرتفعة تاريخيا. لكن هناك مؤشرات على أن ثبات الإنفاق ربما ينتهى.
وتباطأت مبيعات التجزئة الشهر الماضى لأول مرة هذ العام، مدفوعة بتراجع قدره 14% فى مبيعات السيارات. كما تراجع حجز الطيران الأمريكى بنسبة 2.3% فى مايو مقارنة بالشهر السابق. كما بدا الأمريكين، سواء أصحاب الدخل المرتفع او المحدود، فى التراجع خاصة فى قطاع الخدمات، فى الفترة ما بين أربعة إلى ستة أسابيع ماضية، وفقا لتحليل بيانات الكروت الائتمانية من قبل بنك باركليز.. ويتركز التباطؤ فى الإنفاق على الخدمات وليس السلع، وفقا للنتائج التى وجدها البنك فى تحليله. وكتب محللو باركليز يقولن إنه كان من المتوقع خلال عام 2022، مع تراجع كورونا، أن تكثف الأسر من إنفاقها على الخدمات، وحدث هذا بالفعل طوال أغلب العام، لكن الإنفاق على الخدمات يتباطأ بشكل كبير.
ووفقا للمحللين، فإن الإنفاق على الخدمات مثل السفر والمطاعم والذى كان ينمو بمعدل أكثر من 30% عن عام 2021، قد تباطأ الآن إلى نصف تلك الوتيرة.
تقول واشنطن بوست إن المؤشرات البكرة على التباطؤ فى مجموعة واسعة من المنتجات والصناعات، بما فى ذلك السفر والمطاعم، تتحدى فكرة أن الأمريكيين قد حولوا ببساطة إنفاقهم من البضائع على الخدمات.
وحتى الآن، كان الأمل أنه بعد عامين من تخزين سلع مثل السيارات والأثاث والأجهزة، فإن الأمريكيين سينفقون أكثر على العطلات وتناول الطعام والتجميل وغيرها من الخدمات التى كانوا يؤجلونها بشكل كبير خلال فترة وباء كورونا.
كان مجلس الاحتياطى الفيدرالى الأمريكى قد اتخذ قرارا الأسبوع الماضى برفع أسعار الفائدة بمقدار ثلاثة أرباع نقطة مئوية فى محاولة لمعالجة التضخم الحاد الذى يعانى منه الاقتصاد الأمريكى ويحبط المستهلكين ويتسبب فى انتقادات وهجوم متكرر على الرئيس جو بايدن وإدارته وهو ما استغله الجمهوريين بالتزامن مع انتخابات التجديد النصفى لاستعادة السيطرة على الكونجرس مرة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة