نظمت مكتبة الإسكندرية اليوم الاثنين، فعاليات الأسبوع الأول من انشطة برنامج "تعزيز قيم المواطنة والمشاركة المجتمعية ومكافحة الهجرة غير الشرعية"، بالتشارك مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعى المصرية والمؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع.
إدار اللقاء الدكتور سامح فوزي؛ كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية، بمشاركة، علاء شلبي؛ رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، البرلمانى طارق رضوان؛ رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، الدكتور أيمن عبد الموجود؛ مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى للجمعيات الأهلية، الدكتورة نسرين بغدادي؛ عضو المجلس القومى للمرأة، يوسف ورداني؛ مساعد وزير الشباب والرياضة، حسام الأمير، المستشار الإعلامى للمجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة.
رحب الدكتور سامح فوزي؛ كبير باحثين بمكتبة الإسكندرية، بالمشاركين والحضور نيابة عن الاستاذ الدكتور مصطفى الفقى مدير المكتبة، وقدم فى بداية اللقاء نبذة عن المكتبة وأنشطتها بعد أن أتمت 20 عاما على إعادة إحيائها، وما تمثله كنموذج للمكتبة العصرية متعددة الأبعاد والاتجاهات، ومساهماتها فى الأنشطة البحثية والفنية والثقافية، وصولا لحصولها على عدد من الجوائز مثل جائزة أفضل مكتبة عربية فى تقديم خدماتها أثناء جائحة كورونا، وغيرها من الجوائز على المستوى العربى والدولي.
وأضاف أن مكتبة الإسكندرية تهتم منذ أن بدأت العمل بقضايا المواطنة والمشاركة المجتمعية وكذلك قضايا مواجهة الهجرة غير الشرعية، مشيرا إلى أن عام 2021 شهد انعقاد ثلاثة مؤتمرات كبرى ناقشت تلك القضايا، ومن خلال العمل داخل مكتبة الإسكندرية، جرى عقد فاعليات حملت شعار "مصر تتغير، الصعيد يتغير، مواجهة الهجرة غير الشرعية" وكان هذا المؤتمر يعبر عن تجارب ميدانية وإطلالة نظرية وثقافة بحثية، كما جرى تسليط الضوء على برنامج حياة كريمة والتدخلات التنموية الكبرى التى تقوم بها الدولة فى الوقت الراهن.
وأوضح "فوزي" أن الورشة التدريبية تعقد فى إطار الشراكة بين الدولة والمجتمع المدنى، لافتا إلى أن تلك الشراكة تعد بالغة الأهمية فى المجتمعات الحديثة، إذ تقوم الحكومة بوضع السياسات العامة، والمجتمع المدنى يعمل على تعظيم مشاركة الأفراد ونشر روح الإبداع داخل المجتمعات، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
بدوره قال علاء شلبي؛ رئيس المنظمة العربية لحقوق الإنسان، إن مفهوم الكرامة موجود عند الدولة التى تؤمن بالارتقاء بكافة الخدمات المعيشية للمواطن فى مختلف الملفات، مبينا أن مبادرة حياة كريمة ترتكز على إعلاء معنى الكرامة، وذلك المعنى تحقق على أرض الواقع من خلال تنفيذ برامج كثيرة مثل تكافل وكرامة وغيرها؛ متابعا أن رؤية مصر 2030 منذ أن صدرت كوثيقة متكاملة فى 2017 تستند على الخطة العالمية للتنمية المستدامة 2030، كما قدمت مصر تقريرا للفريق رفيع المستوى لمتابعة تنفيذ الخطة العالمية للتنمية المستدامة فى الأمم المتحدة، كما جرى تطوير تلك الرؤية فى السنوات الماضية ما حقق مزيدا من التقدم فى التأسيس على المعايير الدولية.
وأكد أن الدستور المصرى يعد من أفضل الدساتير على مستوى العالم بجانب الدستور التونسى والمغربى، خاصة فى حماية حقوق الإنسان، متابعا أن الدستور المصرى لديه ميزة غير موجودة فى الدساتير الأخرى تتمثل فى المادة 93 من الدستور التى تنص على أن تلتزم الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التى تصدق عليها مصر، وتصبح لها قوة القانون بعد نشرها وفقاً للأوضاع المقررة، إذ تضمن هذه المادة المستحدثة لأول مرة التزام الدولة بالاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان التى تصدق عليها مصر، وتكفل للمواطنين والمقيمين جميع الحقوق المنصوص عليها فى تلك الاتفاقيات إلى جانب الحقوق والضمانات المنصوص عليها فى الدستور والقوانين المصرية، كما تمنع هذه المادة إقرار أى قانون يتعارض مع العهود والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.
وتحدث النائب طارق رضوان؛ رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عن دور الدولة فى تطوير المناطق الفقيرة والقرى الأكثر فقرا، قائلا إن مصر كانت تعانى من وجود عدد كبير من القرى التى تفتقر لوجود خدمات مثل الصحة والتعليم والمياه والصرف الصحى، وهو ما دفع العديد من الشباب فى سنوات سابقة للهجرة غير الشرعية، إلا أن الدولة بدأت اتخاذ خطوات كبيرة لتحسين الخدمات المعيشية للمواطنين خاصة فى قرى الريف، وأكد أن حجم الإنجاز الذى حققته الدولة فى رفع مستوى معيشة المواطنين خاصة فى القرى الفقيرة والأكثر احتياجا كبير جدا.
وقال إن مصر تتعرض لهجمات كبيرة جدا من الخارج بشكل أكبر مما يتخيله أحد، مثل استخدام ملف حقوق الإنسان للضغط على مصر، ومحاولة التفرقة بين المسلمين والمسيحيين بإساءة استخدام الشعارات الحقوقية، إلا أن تلك المحاولات فشلت رغم بلوغ ذروتها بتنفيذ بعض الأعمال الإرهابية التى راح ضحيتها شهداء من المدنيين والعسكريين.
وتحدث عن حجم التحديات التى تواجهها مصر على حدودها الجنوبية والغربية بما يعد مساسا بالأمن القومى المصرى، قائلا هناك حدود ملتهبة مع ليبيا التى نتمنى لها الاستقرار، وكذلك فى الحدود مع السودان والتى تشهد حالة من عدم الارتياح السياسى، فى ظل ما يشهده المشهد السياسى بالسودان من حالة الرخوية، بالإضافة إلى التحديات فى سيناء التى يتم مواجهتها باستمرار، ومع ذلك يبقى المواطن المصرى يشعر بالأمان داخل وطنه فى ظل تلك التحديات.
وأكد أهمية بناء جسور للتواصل بين الأجيال المختلفة وخلق لغة حوار متكامل بينهم، حتى لا تحدث فجوة زمنية بين الجيل الحالى وما يليه، ولرفع وعى تلك الأجيال ليكونوا مستعدين لتولى مناصب فى المستقبل، واختتم حديثه قائلا " النجم المصرى محمد صلاح هو أفضل مثال ناجح للكفاح والمثابرة وتحقيق الأهداف، وإذا أردنا إنتاج مليون نموذج محمد صلاح كل فى مجاله، فيجب أن نهيئ للأجيال مناخ يساعد لتنمية المهارات المختلفة واكتشاف المواهب فى شتى المجالات واستمرار العمل على نشر الوعى وتوفير الخدمات العامة والأساسية بجودة عالية فى مختلف المناطق.
من جانبها قدمت الدكتورة نسرين بغدادي؛ عضو المجلس القومى للمرأة، عن دور المجلس وآليات عمله، بالإضافة إلى استراتيجية تمكين المرأة 2030، ومفهوم التمكين فى أن يكون لدى المرأة القدرة على الحصول على فرصتها ولا يتم استبعادها من أى فرصة مهنية أو علمية لكونها امرأة، موضحة أن أحد المرتكزات الرئيسية فى استراتيجية 2030، فى التمكين الاقتصادى للمرأة فى أن يكون لها مصدر دخل ينعكس على أسرتها بصورة ترفع من مستوى معيشتها، مؤكدة أن تلك الركيزة تعد مدخلا لحماية الأبناء من الهجرة غير الشرعية.
وأكدت أن أى تمكين للمرأة لن يحدث إلا بمساندة الرجل، كما تحدثت عن العديد من التشريعات التى صدرت فى إطار حماية المرأة مثل تشديد العقوبة فى قضايا التحرش والزواج المبكر وختان الإناث.
وقال الدكتور أيمن عبد الموجود؛ مساعد وزيرة التضامن الاجتماعى للجمعيات الأهلية، إن وزارة التضامن تعمل على الشراكة مع المجتمع المدنى، إذ جرى توقيع بروتوكول مؤخرا مع المنظمة العربية لحقوق الإنسان لتنظيم عدد من اللقاءات المتعلقة بتنمية الوعى لدى المواطنين، والعمل على ملفات تعزيز المواطنة ومكافحة الهجرة غير الشرعية، لافتا إلى أن تلك الملفات تعد من المحاور الخاصة بالمبادرة القومية لتنمية الريف المصرى وبرنامج حياة كريمة.
وأوضح أن التدخلات التى تجرى للنهوض بقرى الريف المصرى ستكون أحد المحاور الهامة لمنع الهجرة غير الشرعية، إذ يتم رفع كفاءة الخدمات المقدمة فى قرى الريف المصرى، والتى تضم المرحلة الأولى منها 20 محافظة وأكثر من 52 مركز على مستوى الجمهورية وأكثر من 1430 قرية، كمرحلة أولى من المبادرة التى تتجاوز مصادر تمويلها 700 مليار جنيه على مدار 3 سنوات، وبالتالى ستكون حدثا فريدا سينقل مصر إلى الجمهورية الجديدة، وذلك بتضافر كافة الجهود التى تشارك فيها مختلف الوزارات، بمشاركة مؤسسات المجتمع المدني.
وتحدث حسام الأمير، المستشار الإعلامى للمجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة، إن الوعى بقضايا الأشخاص ذوى الإعاقة ارتفع بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة بعد تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى حكم مصر، إذ ارتفعت نسبة التسليط الإعلامى والوعى المجتمعى فى ظل توجيهات الرئيس بزيادة الاهتمام بذلك الملف.
وأشار إلى أهمية العمل على الدمج والتمكين للأشخاص ذوى الإعاقة ليكونوا فاعلين ومنتجين فى المجتمع، موضحا أن مصر أصبح لديها أول تشريع حقوقى للأشخاص ذوى الإعاقة من خلال القانون رقم 10 لسنة 2018، بالإضافة إلى صدور القانون الخاص بالمجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة الصادر فى 2019، فضلا عن القانون رقم 200 لسنة 2020 الخاص بإنشاء صندوق للأشخاص ذوى الإعاقة لدعمهم فى ابتكاراتهم والقضايا المتعلقة بهم، وبرنامج تكافل وكرامة الذى يشملهم من خلال وزارة التضامن الاجتماعي.
وقدم يوسف ورداني؛ مساعد وزير الشباب والرياضة، عرضا توضيحيا عن جهود الوزارة فى تنمية الوعى لدى الشباب وآليات تحديد الأهداف لدى الأجيال الجديدة، وكيفية تنمية المهارات ووسائل الحصول على المعلومات من مصادرها الرسمية، بالإضافة إلى تأثير برامج التنمية فى منع الهجرة غير الشرعية ورفع الوعى بمخاطرها على المجتمع.
فاعليات الأسبوع الأول من انشطة برنامج تعزيز قيم المواطنة بمكتبة الاسكندرية (2)
فاعليات الأسبوع الأول من انشطة برنامج تعزيز قيم المواطنة بمكتبة الاسكندرية (3)
فاعليات الأسبوع الأول من انشطة برنامج تعزيز قيم المواطنة بمكتبة الاسكندرية (4)
فاعليات الأسبوع الأول من انشطة برنامج تعزيز قيم المواطنة بمكتبة الاسكندرية (5)
فاعليات الأسبوع الأول من انشطة برنامج تعزيز قيم المواطنة بمكتبة الاسكندرية (1)
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة