رغم مرور أكثر من 7 عقود على انتهاء الحرب العالمية الثانية، وجد العالم نفسه أمام حرب جديدة استشعر تأثيرها الغرب والشرق، فمع فرض العقوبات الغربية على مختلف قطاعات الاقتصاد الروسى بسبب العملية العسكرية في أوكرانيا، ارتفعت أسعار النفط والغاز والحبوب وتضررت سلاسل الإمدادات ليعود شبح الحرب من جديد لاسيما مع دعم الغرب لكييف بالأموال والأسلحة في مواجهتها مع موسكو.
وبالفعل طغى شبح الحرب العالمية الثانية على احتفالات موسكو بيوم النصر، واحتفالات أوروبا بيوم أوروبا.
وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سعى لاستغلال خطابه بمناسبة يوم النصر - والذى يعد احتفالا بالانتصار على ألمانيا النازية في الحرب العالمية الثانية وقبول هزيمتها في أوروبا- لربط العمليات الروسية في أوكرانيا بذكرى الحرب العالمية الثانية لتبرير هذه العمليات حيث قال للجنود الروس إنهم "يقاتلون من أجل الشيء ذاته الذي فعله آباؤهم وأجدادهم".
ونسبت الصحيفة إلى مسئولين أجانب قولهم قبل الخطاب، إن بإمكان بوتين استخدامه لشن تعبئة كاملة للقوات الروسية أو إعلان الحرب رسميا في أوكرانيا ، لكن لم تكن هناك إعلانات سياسية كبيرة.
وأضافت الصحيفة أن بوتين أشار بدلا من ذلك، إلى أن الناتو "أجبر" روسيا على خوض الحرب وتعهد بتقديم المساعدة لعائلات الجنود الذين لقوا حتفهم فيما اسماه الكرملين ب"عملية خاصة " .
وفي حديثه في الاحتفال السنوي الـ 77 بهزيمة ألمانيا النازية، انخرط الرئيس الروسي في الدفاع عن عملياته في أوكرانيا ، إذ تراوح ذلك بين الاعتراف ب"أعظم جيل" لروسيا وحتى وصف الكيفية التي كان يُعتقد بها أن أوكرانيا مسلحة من الغرب لشن هجوم وشيك على شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في عام 2014.
وقال بوتين: "لم ترغب دول الناتو في الاستماع إلينا". وكانت لديهم خطط مختلفة، وقد رأينا ذلك. فقد كانوا يخططون لغزو أراضينا التاريخية، بما في ذلك شبه جزيرة القرم ..وقامت روسيا بصد العدوان بشكل استباقي، مضيفا لقد كان ذلك قرارا قسريا وفي الوقت المناسب وصحيحا.
كما وصف الحرب بأنها "مقدسة". وقال بوتين متحدثا عن الحرب العالمية الثانية: "لقد كان دوما الدفاع عن الوطن الأم -عندما كان يتم تقرير مصيره- أمرا مقدسا". "والآن ، أنتم تقاتلون من أجل شعبنا في دونباس. من أجل أمن وطننا - روسيا " .
وتطرق الرئيس الروسي إلى خسائر القوات في هذه العمليات ، قائلا إنه وقع على أمر جديد من شأنه تقديم مساعدات إضافية لأسر القتلى والجرحى.
واستطرد قائلا إن : "موت كل من جنودنا وضباطنا هو حزن لنا جميعا وخسارة لا يمكن تعويضها للأقارب والأصدقاء". "وستبذل الدولة والمناطق والشركات والمؤسسات العامة قصارى جهدها لرعاية هذه العائلات ومساعدتها. وسنقدم دعما خاصا لأطفال القتلى والجرحى. وقد تم اليوم التوقيع على المرسوم الرئاسي بهذا الشأن ".
ومن جانبه، احتفل الاتحاد الأوروبى اليوم الاثنين، بيوم أوروبا، الذى يوافق 9 مايو من كل عام، وهو تاريخ رمزى للحظة التى بدأت فيها عملية وحدة الدول الأعضاء، وبدأ ذلك قبل 72 عاما أى فى 9 مايو عام 1950 بعد 5 سنوات فقط من الحرب العالمية الثانية.
وفى بيان أكد مجددًا رسالته كمشروع سلام بين الأوروبيين وكفاعل قوى لدعم وتعزيز الأمن فى بلدانه والعالم بأسره لاسيما مع استمرار "العدوان الروسى".
وجاء فى بيان صحفي نشرته دائرة العمل الخارجى للاتحاد الأوروبى، عبر موقعها الرسمى: أن احتفال هذا العام يكتسب معنى خاصًا للغاية، حيث شهدت أوروبا ككل عودة الحرب على نطاق واسع بين روسيا وأوكرانيا، بما يؤثر في المقام الأول على أوروبا، لأنها تجري على أراضيها، وحتى إذا لم تكن أوكرانيا دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، فهي شريك وثيق للغاية، ولدينا معها اتفاقية شراكة أشمل ولا يمكن إنكار رسالتها الأوروبية.
وأضاف البيان أنه بينما تعتبر عملية الاندماج في الاتحاد الأوروبي بالنسبة لمعظم مواطنينا قصة نجاح ضخمة، إلا أن بعض الأوروبيين قد تأثروا أيضًا بالشكوك حول فائدة المشروع الأوروبي، وفي السنوات الأخيرة أثار عدد متزايد من الأطراف هياجًا ضد الاتحاد الأوروبي وأثار الشكوك حوله، بما في ذلك دور الاتحاد الأوروبي كجهة فاعلة أمنية عالمية، لذلك يتعين علينا أبراز أربعة اعتبارات رئيسية في هذا الصدد.
وتابع البيان "أول هذه الاعتبارات أن الدول الأعضاء أظهرت أقوى وحدة سياسية في مواجهة العدوان الروسي على أوكرانيا، من منطلق إدراك خطورته والمخاطر التي يحملها، ومن هنا جاءت السرعة التي اعتمد بها الاتحاد عقوبات مالية واقتصادية ضد روسيا بالتنسيق مع شركاء مجموعة السبع. في حين كان العنصر الرئيسي الثاني هو القرار باستخدام - لأول مرة على الإطلاق - الموارد المالية لمرفق السلام الأوروبي لمساعدة دولة تتعرض للهجوم في الدفاع عن نفسها. وقد تم بالفعل صرف ثلاث شرائح بقيمة إجمالية قدرها 1.5 مليار يورو، ويقترن هذا الدعم الأوروبي بالدعم العسكري المباشر من الدول الأعضاء، بما يعد دليلا آخر على اتحاد الكتلة وقوتها، بحسب ما جاء في البيان.
وفي ختام البيان، أكد الاتحاد أنه من خلال العمل الجماعي لإنهاء اعتماد أوروبا في مجال الطاقة على روسيا، أظهر الاتحاد الأوروبي أنه أقوى في مجموع أجزائه مما لو تعمل الدول الأعضاء بمفردها، فهي ليست لاعبًا أقوى في سوق الطاقة الدولية فحسب، بل إنها تحد أيضًا من تعرض دولها الأعضاء لابتزاز الطاقة، وأخيرًا فالأزمة الأوكرانية ليست مسألة "الغرب" ضد روسيا؛ حيث إن التمسك بالمبادئ الدولية الأساسية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة يتعلق بنفس القدر بالشمال والشرق والجنوب والغرب.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة