تحدثت شبكة "سى إن إن" الأمريكية عن اقتراب البشر من حلم الاندماج النووي بشكل أقوى من أي وقت مضى، وقالت إن تلك العملية التي تحاكى بشكل طبيعى ما يحدث فى الشمس وكل النجوم، والتي يصعب تقليديها للغاية على الأرض، قد باتت أقرب من ذي قبل.
وقالت فى تقرير لها من إنه من على تلة صغيرة فى منطقة جنوب فرنسا، يمكن رؤية شمسين، الأولى التي تضوى منذ أربع ونصف مليار عام، والأخرى تلك التى يتم تصنيعها بآلاف من العقول والأيدى البشرية، وتشرق ببطء شديد للغاية، حيث يتم إنشاء موقع ضخم يمكن أن يحل ما وصفته الشبكة بكبر أزمة وجودية فى التاريخ البشرى.
وفى مجتمع سان بول لى دورناس بفرنسا، اجتمعت 35 دولة معا لتجربة الاندماج النووي، الذى يعد بشكل من أشكال الطاقة التي لا تنتهى، ولا ينبعث منها أى غازات دفيئة على العكس من الوقود الحفرى، كما أنها لا تسفر عن أى إشعاعات مهددة للحياة مثل طاقة الانشطار النووى المستخدمة اليوم.
وأكدت سى إن إن، أن إتقان تلك العملية يمكن أن ينقذ البشرية حرفيا من تغير المناخ، الأزمة التي صنعها البشر.
ولو تم إتقانها، فإن طاقة الاندماج بلا شك ستكون أساس الطاقة التي يعمل بها كثير من العالم. فجرام واحد فقط من الوقود المدخل يمكن أن ينشئ ما يعادل ثمانية أطنان من النفط فى قوة الانصهار، وهو ما يعادل 8 ملايين إلى واحد، ونادرا ما يرغب خبراء الطاقة الذرية فى تقدير الوقت الذى ستكون علي طاقة الاندماج النووي متاحة على نطاق واسع. وغالبا ما يمزحون بشأن هذا لأمر بأنها سيستغرق 30 عاما.
لكن للمرة الأولى فى التاريخ، قد يكون هذا صحيحا بالفعل.
ففي فبراير الماضى، أعلن علماء فى قرية كولهام الإنجليزية بالقرب من أكسفورد عن إنجاز كبير، وهو توليد واستمرار رقم قياسى قدره 59 ميجاجول من الطاقة لاندماجية لمدة خمس ثوان فى آلة علاقة على شكل دونتس تسمى تكاماك. وقد يكفى هذا لتزويد منزل واحد بالطاقة لمدة يوم. وكان هناك طاقة مهدرة فى تلك العملية أكثر من الناجمة عنها.. ورغم ذلك، فقد كانت لحظة تاريخية، حيث أثبتت أن الاندماج النووى من الممكن أن يستمر بالفعل على الأرض.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة