كانت الجهات الرياضية فى جميع أنحاء العالم ترفع شعار "لا خلط بين الرياضة والسياسة"، ولكن فى الواقع هذا لن يحدث بل على النقيض دائما ما تؤثر الحياة السياسية على الرياضة، وكان آخر تلك الأحداث، الحرب فى أوكرانيا، التى اثرت على مشاركات منتخب روسيا والأندية الروسية وتم تعليقها من مسابقة الفيفا وأيضا للاتحاد الأوروبى للعبة يويفا واستبعاد روسيا من كأس العالم.
وكان الاتحاد الدولى لكرة القدم أعلن فرض العزلة على روسيا وممثليها فى المسابقات الدولية، وحرمان منتخباتها من اللعب على ملعبها فى جميع المسابقات وأكد الاتحاد الأوروبى لكرة القدم "يويفا" فى بيان رسمى أن كرة القدم مُتحدة ومتضامنة بشكل كامل، مع جميع المتضررين فى أوكرانيا.
كما أن الحرب فى أوكرانيا جعلت الملياردير الروسى رومان أبراموفيتس بيع نادى تشيلسى بعد 19 عاما من امتلاكه، كما أنه خسر نحو 880 مليون دولار من ثروته فى يوم واحد بسبب تصاعد التوتر بيم روسيا وأوكرانيا.
انفصال كتالونيا ونادى برشلونة
تتنامى المخاوف لدى الإسبان فى كل مرة يطالب فيها إقليم كتالونيا بالانفصال عن مدريد، وذلك بسبب نادى برشلونة.
فعلى المستوى الرياضى، فإن احتمال انفصال الإقليم الواقع فى شمال شرق شبه الجزيرة الأيبرية عن إسبانيا، من الممكن أن يؤدى إلى عدم مشاركة الأندية المتواجدة فى الأقليم، مثل برشلونة وإسبانيول وجيرونا، فى المسابقات التى ينظمها الاتحاد الملكى الإسبانى لكرة القدم.
وكان رئيس رئيس رابطة الدورى الإسبانى لكرة القدم، خافيير تيباس، قد عبر عن رأيه فى هذه القضية فى وقت سابق، عندما قال "لا يمكنهم اللعب فى الدورى الإسباني. قانون الرياضة ينص على أن الدولة الوحيدة القادرة على اللعب فى المسابقات التى ينظمها الاتحاد الإسبانى هى أندورا".
اشتهر نادى برشلونة ببعده العالمى وكان أحد الأعضاء المؤسسين للدورى الإسبانى فى 1928-1929، كما كان ريال مدريد.
ينص قانون الرياضة الإسبانى على أنه لا يجوز لأى نادٍ من دول أجنبية اللعب فى الدوريات الإسبانية، باستثناء الدوريات فى أندورا.
وتنص المادة 32 من هذا القانون على أنه لكى تشارك الأندية فى "الأنشطة أو المسابقات الرياضية الرسمية على المستوى الوطنى أو الدولي" يجب "دمجها فى الاتحادات الرياضية الإسبانية المقابلة".
وترى صحيفة "ثينكو نوتثياس" الإسبانية أنه إذا تخلى الاتحاد الكتالونى لكرة القدم (FCF) عن مظلة الأندية الإسبانية، فسيتعين على الأندية الكتالونية مغادرة الدوري، ما لم يكن هناك إصلاح للقانون الإسبانى.
سيترتب على انفصال إقليم كتالونيا عن إسبانيا غياب فريق برشلونة عن منافسات الدورى الإسباني، والذى يعد ثانى أكثر الفرق تتويجًا بلقب البطولة عبر تاريخها، خلف العملاق الآخر ريال مدريد، بجانب الابتعاد عن المشاركة فى دورى أبطال أوروبا فى ظل عدم اعتراف الاتحادين الدولى والأوروبى لكرة القدم بالإقليم لحين إشعار آخر.
ولن يتم طرد برشلونة أو أندية كرة القدم الكتالونية على الفور من المسابقات الإسبانية. وفقًا لألبرتو بالومار، دكتور فى القانون وخبير فى التشريع الرياضى، فإن القانون الكتالونى "المؤقت"، الذى يجب أن يحكم الطريق إلى الاستقلال الافتراضى، ينص على الحفاظ على التشريع الإسبانى متوافقًا مع النظام الجديد حتى إعلان الدستور الجديد المفترض فى كتالونيا.
وسيؤثر هذا على قانون الرياضة الإسبانى، والذى، من ناحية أخرى، يمكن أن يستمر تطبيقه أيضًا، لأن المحكمة الدستورية علقت القانون المؤقت، وبالتالى، لم يتم الاعتراف به على أنه فعال.
وأوضح بالومار أنه "طالما أن الاتحادات (الرياضية الكتالونية) مندمجة (فى الإسبانية)، يمكن للفرق اللعب ويمكن للاعبين تمثيل إسبانيا".
برلسكونى ونادى إيه سى ميلان
بعد أكثر من 30 عاما، غادر رئيس الوزراء الإيطالى سيلفيو برلسكونى كرسى رئاسة نادى إيه سى ميلان، وذلك بسبب ترشحه للانتخابات فى الوقت الذى أطلقت إيطاليا قانون "تضارب المصالح" الذى ينظم عدم التوافق بين المناصب الحكومية وبعض الأنشطة والمهن، مثل شغل منصب فى الوظائف العامة، أو أداء وظائف فى كيانات القانون العام أو الاقتصادى، أو إدارة الشركات الهادفة للربح، أو القيام بأنشطة تجارية مهمة، من بين أمور أخرى، لكنه لا يفعل ذلك.
وعلى الرغم من أن برلسكونى فى بداية رئاسته للنادى فى عام 1986 فى تحقيق العديد من المميزات والمكاسب إلا أنه مع مرور الوقت مع ملاحقة القضايا له والخسائر التى تعرضت لها عائلته تسبب فى المزيد من الخسائر للنادى.
كل شيء كان يعمل ضد النادى الإيطالى حيث تعمقت المشكلة حينما قرر الرئيس خوض الانتخابات الرئاسية عن حزب فورزا إيطاليا فى عام 2013، قرار أثر بشكل كبير على النادى، لأنه فى ظل الأزمة الاقتصادية التى استمرت سنوات طويلة فى إيطاليا وأثرت على كل القطاعات، كان برلسكونى الرجل الذى يتحمل هذه التبعات باعتباره الرئيس، لذلك لم يكن مقبولا أن يستمر بالإنفاق على نادى إيه سى ميلان خلال تلك الفترة مقابل أن الشعب يعانى من البطالة، وهو ما جعل مستشارية ينصحونه بترشيد الإنفاق.
وكان النادى تحت رئاسة برلسكونى يتعرض لخسائر واضحة وخاصة فى جذب الاستثمارات حيث كشركة راعية لا يتم وضع علامة التجارية فى الملعب، ولو ارادات وضعها فسوف تدخل فى دوامة من المعاملات الحكومية المرهقة، بينما يسهل عليها وضع العلامة التجارية فى ملاعب آخرى مثل أولد ترافورد معقل مانشستر يونايتد، ولذلك فقد ترك برلسكونى بديون متراكمة بنحو 250 مليون يورو.
وقال برلسكونى فى الوقت الذى أعلن فيه تخليه عن رئاسة النادى، وتلاشت ثرواته السياسية فى السنوات الأخيرة، فى وقت سابق أن أسرة واحدة لا يمكنها مواجهة التحدى المتمثل فى الاستثمارات المتزايدة المطلوبة لإدارة نادٍ لكرة القدم.
كما أن صراع برلسكونى الرئاسى جعله مكشوفًا فى ظل تنامى الانتقادات الداخلية بعد انهيار الوضع الاقتصادى فى إيطاليا، مما دفع منافسيه للحفر فى سجلاته، وبالفعل وجدوا مخالفات جسيمة استوجبت أن يتم ملاحقة شركاته بالتهرب الضريبى بقيمة 540 مليون يورو.
لسوء حظ عشاق ميلان لم يكن من السهل إيجاد مستثمر مهتم بشراء أسهم النادي، فعائلة برلسكونى تطلب مليار يورو للتخلى عنه، وهو مبلغ يستحيل أن يقوم أى مالك بدفعه لأن النادى غارق فى الديون، ولا يملك ملعبًا، وهو ما يجعل العوائد منخفضة مقارنة بالأندية المنافسة خارج إيطاليا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة