استمر التنافس بين الثنائي ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو لفترة طويلة على مدى العقدين الماضيين، ونادرًا ما تصدرت معركة فردية بين لاعبين عناوين الأخبار مثل تلك التى شاركها ميسي ورونالدو.
على مدار التاريخ، شهدت كرة القدم العديد من المنافسات بين الفرق، برشلونة - ريال مدريد وليفربول ومانشستر يونايتد وميلان وإنتر ميلان، ولكن لا توجد معركة شاهدناها بين لاعبين مثل التى جمعت الثنائي، فعلى الرغم من مكانة كرة القدم، هناك أوقات يبدو أن الأفراد فيها يؤثرون على المباريات أكثر من زملائهم فى الفريق ونظرائهم.
فى الماضي، وضع أمثال بيليه ودييجو مارادونا ويوهان كرويف أساليب لكرة القدم، وجاء من بعدهم رونالدينيو وزين الدين زيدان ورونالدو نازاريو، ولكن لم يكن لأى من هؤلاء اللاعبين منافس قوي.
ونرصد فيما يلي لماذا حقبة ميسي ورونالدو الأقوى فى تاريخ كرة القدم ..
1- ثورة الكلاسيكو
يعتبر "الكلاسيكو" واحدا من أكثر المواجهات الكروية شهرة فى كل العصور، شهد التنافس بين برشلونة وريال مدريد عدة لحظات لا تنسى خلال القرن الماضي، المباريات بين الفريقين دائما مليئة بالسحر والجدل والشدة.
من يستطيع أن ينسى ثنائية رونالدينيو المذهلة التى جعلت جمهور ريال مدريد يصفق له في البرنابيو؟ أو عندما تغلب ريال مدريد على برشلونة 5-0 في البرنابيو في عام 1995 عندما ألقى مايكل لاودروب ولويس إنريكي ببراعة فريقهما السابق.
جاء دخول ميسي في هذا التنافس مرة أخرى موسم 2006-07، فى أول ظهور له في الكلاسيكو، سجل الأرجنتيني الصغير ثلاثية ليمنح برشلونة نصيبًا من الفوز، إجمالاً لعب ميسي 45 مباراة ضد ريال مدريد، وسجل 26 هدفًا وقدم 14 تمريرة حاسمة.
ودخل رونالدو المشهد في 2009 ، حيث خسر 1-0 للوس بلانكوس، فى حين أن بدايته لم تكن مثيرة للإعجاب مثل ميسي، فقد حصل البرتغالي على نصيبه العادل من اللحظات الرائعة في أكبر منافسة فى كرة القدم، بشكل عام لعب 30 مباراة مع ريال مدريد ضد برشلونة، وسجل 18 هدفًا وسجل تمريرة حاسمة واحدة.
2- لن تستطيع تحديد من الأفضل
كانت إحدى السمات المميزة للتنافس بين ميسي ورونالدو هى عدم قدرة النقاد على تحديد الأفضل بشكل قاطع، هناك مجموعة من أساطير كرة القدم الذين يؤمنون بإبداع ميسي وأسلوبه الفني، ما يجعله لاعب كرة القدم المتفوق، لكن هناك آخرين يجدون صعوبة في النظر إلى ما وراء الهداف الشامل مثل رونالدو وحقيقة أنه سجل العديد من الأهداف.
على سبيل المثال، يبدو أن بيليه الذي غير رأيه عدة مرات، يميل نحو رونالدو، في هذه الأثناء، زميل رونالدو السابق في فريق يونايتد بول سكولز يفضل ميسي، وبالمثل اختار روبرتو كارلوس وزين الدين زيدان وإيكر كاسياس البرتغالي على الأرجنتيني، لكن في الوقت نفسه، يميل أمثال يورجن كلوب وماركو فان باستن وفابيو كابيلو إلى الشعور بعبقرية ميسي أعلى من رونالدو بدرجة كبيرة.
الجانب الشائع في كل آراء هؤلاء الأساطير هو أنهم يعتقدون أن ميسي ورونالدو أعلى من مستوى البقية، وهذا ما يجعل التنافس مميزا للغاية، ويثبت الانقسام في الرأي ببساطة أنه لا توجد طريقة محددة للقول بأن أحدهما أفضل من الآخر، وهذا هو جمال التنافس بين ميسي ورونالدو الذي سيطر على شاشات التلفزيون لدينا لسنوات عديدة.
3- تحقيق العديد من البطولات الكبرى
يمتلك كل من ليونيل ميسي وكريستيانو رونالدو عددًا لا يُصدق من الألقاب الكبرى في رصيدهما، والتي تعزز فقط إرثهما.
حقق الأرجنتيني 10 ألقاب لا تصدق في الدوري الإسباني، وسبعة ألقاب في كأس الملك وأربعة ألقاب في دوري أبطال أوروبا مع برشلونة، وحصل أيضًا على ثمانية كؤوس سوبر إسباني وثلاث كأس العالم للأندية وثلاث كؤوس سوبر أوروبي، وبذلك يرتفع رصيده إلى 35 لقبًا في كرة القدم على مستوى الأندية، مما يجعله أحد أكثر لاعبي كرة القدم تتويجًا في كل العصور، كما فاز ميسي بكأس كوبا أمريكا 2021 وحصل أيضًا على كأس العالم تحت 20 سنة وميدالية ذهبية أولمبية مع الأرجنتين.
أما عدد الكؤوس رونالدو مثير للإعجاب أيضًا، فخلال مسيرته المهنية، فاز البرتغالي بمسابقات محلية في أربع دول مختلفة، فاز رونالدو بكأس السوبر البرتغالي لأول مرة مع سبورتنج لشبونة، ثم فاز بثلاثة ألقاب في الدوري الإنجليزي الممتاز ، وكأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة ثلاث مرات، ولقب دوري أبطال أوروبا واثنين من الدرع الخيرية.
وتبعه رونالدو بلقبين في الدوري الإسباني ولقبين في كأس الملك وكأس السوبر الإسباني مرتين وأربعة ألقاب مذهلة في دوري أبطال أوروبا مع ريال مدريد، أخيرًا فاز أيضًا بلقبين في الدوري الإيطالي وكأس السوبر الإيطالي وكأس إيطاليا مع يوفنتوس.
كما فاز رونالدو بخمسة ألقاب لدوري أبطال أوروبا وثلاثة ألقاب لكأس السوبر الأوروبي وأربعة ألقاب لكأس العالم للأندية مع ريال مدريد، مما رفع رصيده إلى 33 لقب، ومع المنتخب البرتغالي، فاز رونالدو ببطولة أوروبا 2016 ودوري الأمم الأوروبية 2019 هذا يجعله يصل إلى 35 لقبا.
4- السيطرة على الكرة الذهبية
بدأ كريستيانو رونالدو معركة رائعة عندما انتزع جائزة الكرة الذهبية لعام 2008، كان النجم البرتغالي مذهلاً مع مانشستر يونايتد في موسم 2007-08، حيث فاز بالدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا بينما سجل 42 هدفًا في 49 مباراة.
واحتل ميسي المركز الثاني بفارق 165 نقطة خلف رونالدو، لكن الأرجنتيني استعاد عافيته ليفوز بأربع جوائز متتالية للكرة الذهبية حيث أثبت برشلونة نفسه كملوك كرة القدم الأوروبية في ذلك الوقت.
ساهم ميسي في البداية بـ 38 هدفاً و 19 تمريرة حاسمة في موسم 2008-09 حيث فاز برشلونة بالثلاثية التاريخية، ثم ساعد الكاتالونيين على توسيعها إلى سداسية، حيث سجل 47 هدفًا و 12 تمريرة حاسمة في الموسم التالي.
فاز ميسي بدوري أبطال أوروبا مرة أخرى في عام 2011 ، مسجلاً 53 هدفًا مذهلاً و 25 تمريرة حاسمة خلال موسم 2010-11، وأنهى الأرجنتيني كل شيء بموسم 2011-12 الذي حطم الأرقام القياسية ، حيث سجل 73 هدفًا وقدم 34 تمريرة حاسمة في 60 مباراة فقط.
ثم عاد رونالدو مرة أخرى، وفاز بنسختي 2013 و 2014 من الكرة الذهبية ، قبل أن يرد ميسي بواحده في عام 2015. وشرع البرتغالي في الفوز بالجائزة مرة أخرى في عامي 2016 و 2017.
ثم كسر زميل رونالدو في ريال مدريد لوكا مودريتش الاحتكار بالفوز بالجائزة المرموقة في 2018، لكن موسم ميسي المذهلة 2018-19 جعله يفوز بالجائزة للمرة السادسة في ديسمبر 2019 قبل أن يحققها في 2021 أى أكثر من رونالدو بجائزتين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة