قال أمين عام حلف شمال الأطلسى "ناتو" ينس ستولتنبرج اليوم الثلاثاء، إن العملية العسكرية التى يشنها الرئيس الروسى فلاديمير بوتين على أوكرانيا قد حطمت السلام فى أوروبا، مشيرا إلى أنها قد أحدثت تغييرا ليس فقط للأمن الأوروبي ولكن للنظام العالمي.
وأكد ستولتنبرج - في كلمة له أمام منتدى دافوس - أن الناتو لديه مهمتان أساسيتان في الرد على العدوان الروسي: الأولى تقديم الدعم إلى أوكرانيا والثانية منع تصعيد هذه الحرب.
وأوضح أن الناتو وحلفائه عملوا خلال سنوات عديدة على دعم أوكرانيا خاصة الولايات المتحدة وكندا والمملكة المتحدة عن طريق إمدادها بمعدات وتدريب الآلاف من الجنود الأوكرانيين، مشيرا إلى أنه منذ بدء "الغزو الروسي" تم تكثيف هذا الدعم عن طريق تقديم مليارات الدولارات والأسلحة وغيرها من المساعدات لدعم أوكرانيا في ممارسة حقها في الدفاع عن نفسها المنصوص عليه في ميثاق الأمم المتحدة.
ولفت إلى أن مسئوليات الناتو الأساسية هي حماية كل الحلفاء ومنع الحرب من التصعيد مما يتسبب في إحداث المزيد من الدمار وسقوط ضحايا أكثر.
وأشار إلى أن الجميع قد تفاجأ من "الهجوم الوحشي لروسيا"،على حد وصفه، مضيفا: "لكن يجب ألا يتفاجأ أحد لأن هذا الغزو كان أحد الأعمال التي تم التنبؤ بها من قبل"، في إشارة إلى المعلومات الاستخباراتية التي تبادلها أعضاء الحلف، والتي تم الإعلان عنها منذ شهور عديدة للتحذير من خطط بوتين.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرج إن روسيا تستخدم القوة العسكرية من أجل تحقيق أهدافها السياسية، مضيفا أنه منذ "الغزو الأول لأوكرانيا في عام 2014، قام حلف الناتو بالتكيف مع إنفاق دفاعي متزايد".
وأشار ستولتنبرج - في كلمة له أمام منتدى دافوس - إلى أن الحلف رفع جاهزية قواته بالإضافة إلى إنشاء مجالات دفاع جديدة من بينها الفضاء والفضاء السيبراني، مؤكدا أن الحلف كان مستعدا عندما أقدمت روسيا على "غزو جديد"، موضحا بالقول "قمنا بنشر المزيد من القوات للجزء الشرقي من تحالفنا.. اليوم لدينا أكثر من 40 ألف جندي تحت القيادة المباشرة لحلف الناتو مدعومة بأصول جوية وبحرية".
وقال إنه تم مضاعفة عدد الجماعات المقاتلة متعددة الجنسيات من دول البلطيق إلى البحر الأسود، مشيرا إلى أن هناك مئات الآلاف من القوات على أهبة الاستعداد للرد على أي عدوان والدفاع عن كل شبر من الأرض.
وحول انضمام فنلندا والسويد لعضوية حلف الناتو، قال ستولتنبرج إن قرار الدولتين الانضمام لعضوية حلف الناتو يعد تاريخيا، وهذا يوضح أن الأمن الأوروبي لن يتأثر بالعنف والترهيب، مشيرا إلى أن جميع الحلفاء متفقون على أن توسيع حلف الناتو يعد نجاحا كبيرا.
وأوضح الأمين العام للحلف إن أمن أوروبا وأمن منطلقة الأطلسي مترابطان بعمق، وأن التنسيق القريب بين الاتحاد الأوروبي والناتو بات هاما جدا للتعامل مع الأزمة الحالية.
وأشار إلى أن العقوبات المفروضة على روسيا من قبل دول عديدة ومئات الشركات تذكر بضرورة ترجيح الاحتياجات الأمنية طويلة المدى على المصالح الاقتصادية قصيرة المدى، مؤكدا على أن الاختيارات الاقتصادية لها عواقب على الأمن وأن الحرية أهم من التجارة الحرة وأن حماية القيم أهم من الربح.
كما أكد أن القادة سيتخذون قرارات بارزة في قمة الناتو الشهر المقبل في مدريد من شأنها الاستمرار في تقوية الحلف وتكييفه على عالم أكثر خطورة وتنافسية، مشيرا إلى أن الصراع في أوكرانيا أكد أهمية وقوف أوروبا وأمريكا الشمالية سويا في الناتو وأن العمل سيستمر مع الحلفاء حول العالم للدفاع عن القيم ودعم السلام والرخاء.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة