مر ما يقرب من عامين على تنصيب الرئيس الأمريكى جو بايدن لرئاسة الولايات المتحدة بعد انتخابات لم تخل من الصدمات أمام الرئيس السابق دونالد ترامب شهدت فيها أمريكا الكثير من التقلبات والأزمات الداخلية والخارجية ومع بدء انتخابات التجديد النصفى أصبح الوضع أكثر توتر بالنسبة للرئيس جو بايدن وحزبه الديمقراطى.
تمثل انتخابات التجديد النصفى فى الولايات المتحدة أكثر الحسابات السياسية تعقيدا فى التاريخ بعد أن اثار الخلاف بين الديموقراطيين والجمهوريين مخاوف من محاولة كل منهما الإطاحة كليا بالآخر، السؤال الذى يطرح نفسه الان هو ما اذا كانت الأغلبية الجمهورية المحتملة فى مجلسى الشيوخ والنواب بالإضافة لعدد من أعضاء الكونجرس الديمقراطيين قد يقرروا عزل الرئيس بايدن ونائبته كامالا هاريس.
وفقا لصحيفة ذا هيل، يرى البعض أن الخطوة قد تكون هى الحل الوحيد للحد من الاستقطاب فى السياسة الامريكية وإنقاذ المجتمع المدني، فبالنظر إلى دخول الاقتصاد الأمريكى فى "دوامة الموت" والتضخم المستمر فى الارتفاع يدرك معظم الناخبين أن الكارثة كانت بسبب سياسات بايدن وهو ما تعكسه استطلاعات الرأى حيث يرى غالبية الناخبين أن بايدن يسىء إدارة الاقتصاد وإن رسالته الصماء بأن زيادة الإنفاق الحكومى سوف يعالج المشكلة لا تلقى صدى لدى الناخبين.
وقالت الصحيفة انه بالنظر إلى استطلاعات الرأى من المؤكد تقريبا أن دونالد ترامب سيعود كرئيس، الأمريكيون سيختارون الشيطان الذى يعرفونه، وليس الشيطان الذى لم يعد بإمكانهم تحمله، والخطوة الأولى هى أن يقوم مجلسا النواب والشيوخ المقبلان بإقالة وإدانة وعزل بايدن وهاريس.
ومع انطلاق الانتخابات التمهيدية للتجديد النصفى للكونجرس الأمريكى خاض الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب اختبار للشعبية ونجح فيه، حيث استطاع 22 مرشحاً جمهورياً من أصل 25 مرشح الفوز، وهو ما يعكس فى المقابل تراجع لشعبية الرئيس الحالى جو بايدن، والحزب الديمقراطى.
وبحسب شبكة إية بى سى الأمريكية، كشفت نتائج الانتخابات التمهيدية بولايات بنسلفانيا ونورث كارولينا وكنتاكى وأيداهو وأوريجون وفاز ما لا يقل عن 22 مرشحًا مؤيدًا من 25 مرشح من المدعومين من قبل الرئيس السابق دونالد ترامب لمجلس الشيوخ ومجلس النواب والحاكم (معظمهم فى السباقات غير التنافسية) ليلة الثلاثاء فى هذه المرحلة المبكرة من الانتخابات النصفية لعام 2022.
وخلال كلمة له فى تكساس قبل بدء الانتخابات التمهيدية كان ترامب واثقا حيث قال أمام حشد من أنصاره شن خلالها هجوماً حاداً على الحزب الديمقراطى، حيث قال للآلاف الذين احتشدوا فى مركز المؤتمرات بأوستن أنه يطالبهم بالاستعداد للعمل وللقتال وللفوز بشكل لم يحدث من قبل. وأضاف: إننا معا، سنستعيد مجلس النواب، وسنستعيد مجلس الشيوخ، وسنستعيد بلادنا.
وقال ترامب عن الديمقراطيين، أن الولايات المتحدة يتم تدميرها بطرق عديدة، وكوارث إدارة بايدن كثيرة جدا لدرجة لا تحصى إلا أن التضخم هو الأعلى منذ ما يقرب من 50 عاما. كما وصلت أسعار الغاز إلى أعلى مستوى لها فى تاريخ البلاد، ودمرت عائلات.
وتطرق ترامب أيضا إلى العديد من الموضوعات محل جدل والتى تحفز اليمين المتطرف، بما فى ذلك التعليم العام، وأمن الحدود وسلامة التصويت، وجدد مزاعمه أيضا بشأن سرقة الانتخابات الرئاسية لعام 2020.
وأشارت الصحيفة إلى انه إذا سيطر الجمهوريون على مجلس النواب، فيمكنهم التحرك بسرعة بشأن مواد الإقالة، كانت إدارة بايدن تخرق القانون إلى مستوى يتجاوز بشكل كبير عتبة "الجرائم الكبرى" سياسات الهجرة وحدها مؤهلة للحكم المستعجل ويتبع تسليح وزارة العدل عن كثب.
هذه ليست المرة الأولى التى تظهر فيها دعوات العزل ضد بايدن، دعت موجة من الجمهوريين بايدن إلى الاستقالة أو مساءلته بسبب انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان، خلال ذلك الوقت، سيطرت طالبان بسرعة على البلاد، حيث سارع الحلفاء لمحاولة الهروب من البلاد، وقتل 13 من أفراد الخدمة الأمريكية فى هجوم بالقنابل خارج مطار كابول.
كما يستشهد بعض الجمهوريين الذين يدعمون عزل بايدن بسياسات وإجراءات أخرى، مثل تعامله مع سياسات الحدود والهجرة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة