«يا ليلة القدر يا فضل بارينا.. خير من الدهر بالعفو تأتينا».. تعد ليلة القدر ليلة خيرٌ من ألْفِ شَهرٍ، ومن أشرفِ اللَّيالى، تكونُ فيها الحسناتُ مُضاعَفةً، وتُكفَّرُ فيها السيِّئاتُ، ورد فى كتب التراث الإسلامى أن ليلة القدر يعنى المغفرة وقبول الأعمال والعتق من النار، والعبادة فيها خيرٌ من عبادة ألف شهرٍ، وفيها تنزل الملائكة إلى الأرض يسلمون على المؤمنين الصائمين، ويستغفرون لهم، ولفضلها وعظمتها أخفاها الله عز وجل فى العشر الأواخر من رمضان؛ لِيَجِدَّ المسلم فى طلبها، ويعمل من أجل الحصول على خيرها، ولذا قال الله تعالى: «وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ ۞ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْر».
وعن علامات ليلة القدر ، أكدت دار الإفتاء المصرية أن من علامات ليلة القدر أن تكون الليلة السابقة لها صافية ليس بها أى شهب أو نيازك من السماء، وتمتاز بالسكون والطمأنينة والسلام النفسى، وذكر الإمام القرطبى فى «تفسيره» عن علامات ليلة القدر الصحيحة «منها أن الشمس تطلع فى صبيحتها بيضاء لا شعاع لها»، وقال النبى صلى الله عليه وسلم عن ليلة القدر: «إِنَّ مِنْ أَمَارَاتِهَا: أَنَّهَا لَيْلَةٌ سَمْحَةٌ بَلْجَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تَطْلُعُ الشَّمْسُ صَبِيحَتَهَا لَيْسَ لَهَا شُعَاعٌ»، ومن علامتها أيضا قوة الإضاءة والنور فى تلك الليلة وطمأنينة القلب وانشراح الصدر، والرياح تكون فيها ساكنة، والشمس تشرق بلا شعاع.
وبالنسبة للدعاء المفضل فى هذه الليلة المباركه، عن عائشة رضى الله عنها قالت: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْت لَيْلَةَ الْقَدْرِ، بِمَ أَدْعُو؟ قَالَ: «قُولِى: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّى».
كما نشرت دار الإفتاء المصرية عددا من الوصايا لإحياء ليلة القدر، من بينها عدم الأكل كثيرا حتى يستطيع القيام والطاعة وأنه لا بد من العزم على التوبة عند إحياء هذه الليلة المباركة، وكثرة الدعاء والاستغفار للمؤمنين والمؤمنات، والإقبال على الله عز وجل بكل جوارحك، حتى يصفو عقلك وقلبك من كل شىء سوى الله عز وجل، والبعد المشاحنة واعفُ عن كل مَن أخطأ فى حقك، والإخلاص فى الدعاء والقيام أهم من عدد الركعات التى يكون قلبك فيها مشغولا بغير الله، والحرص على الطهارة طوال هذه الليلة ما تيسر ذلك، واليقين أن الله سيستجيب دعاءك ويتقبل منك، والإلحاح والإصرار على الدعاء فإن الله عز وجل يحب العبد الُملِح بالدعاء، والإكثار من الاستغفار والصلاة على النبى وآله والترضى عن أصحابه، والإكثار من دعاء النبى صلى الله عليه وسلم، وردد: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عنا، والإكثار من طلب العتق من النار، والدعاء بتيسير الرزق الحلال وإصلاح الحال، والدعاء بقول: ربنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعين ، والدعاء للزوج أو الزوجة بصلاح الحال وراحة النفس والبال، وقراءة ما تيسر من القرآن.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة