دفئ وسحر ومراسم خاصة، فرحة من القلب تحتمي بها الروح وتأسرها، لوحة فنية مبهرة تعيد للأذهان ذكريات زمان، زيارات وصحبة وحكاوي تضيء النفوس وتزينها، محال مزدحمة وشوارع تزدان بالأضواء والزينة، ملابس جديدة ومرح وفوضى ونقش الكعك في "بيت العيلة"، تكبيرات وتواشيح وصلاة في الساحات توحد الصفوف، وبيوت تضج بالأطفال والمحبين والمهنئين بالعيدية، ومائدة إفطار واحدة تجمعنا وتوحدنا وبالأناشيد والزغاريد.. ابتسامات تستقر على الوجوه وفرحة تراقص القلوب وشموع أمل تدعو لغد أفضل.. إنها بهجة العيد ولذته.. طلة جميلة وفرحة تسكننا وتعمر قلوبنا، بدأت تهل علينا بنسائمها العطرة مع قرب انتهاء الشهر الكريم.
ومع قرب حلول عيد الفطر المبارك، يستعد الأهالى فى مدينة المنصورة لإعداد حلويات العيد من كعك وبسكويت، سواء بشرائها جاهزة من المحال والمخابز، أو بصناعتها فى منازلهم برفقة أقاربهم وأطفالهم؛ والتي تمثل لهم مصدر فخرهم واعتزازهم وبهجتهم.
أميرة السعيد.. سيدة مصرية أصيلة فى الثلاثينات من عمرها، حافظت على طقوس العيد المبهجة، بقيامها بتجميع كل أقاربها وأصدقائها سنويا من منزلها بشارع الأتوبيس الجديد بمدينة المنصورة؛ لتحضير كحك وبسكويت وبيتى فور العيد بأنفسهم بطرق مبدعة وبهجة معتمدين على الفرن البلدي؛ ليضفوا على أنفسهم وصغارهم السعادة والبهجة.
وعلى أنشودة "يا كحك العيد يا احنا.. يا بسكويت يا احنا"، رصدت كاميرا "اليوم السابع"، تجهيزات "أميرة" وصديقتها، وطريقة تحضيرهم للكعك والبسكويت والبيتى فور البيتى وتسويته داخل الفرن البلدى، بداية من مزج كافة المكونات مع بعضها البعض، ثم تشكيل الكعك ونقشه بأشكال مختلفة ومبهرة، والتي تعتبر بالنسبة لهم عادة تراثية أصيلة تكمل فرحتهم بعيد الفطر.
وبتنهيدة وابتسامة ارتسمت على وجهها، قالت أميرة السعيد لـ"اليوم السابع"، إنها اعتادت منذ طفولتها على رؤية أقاربها وأهالي قريتها وهم يجتمعون مع بعضهم البعض لتجهيز صواني الكحك والبسكويت والبيتي فور، ويتسابقون على الذهاب لفرن القرية لتسوية ما صنعوه مع بعضهم البعض من حلويات مختلفة، مشيرة إلى أنها حافظت على تلك العادة الأصيلة مع أسرتها؛ لتسعدهم بطقوس وتقاليد العيد وبهجته.
وتابعت أنها تقوم دوما بشراء كافة مستلزمات صناعة حلويات العيد مع قرب انتهاء شهر رمضان الكريم، وتجتمع سنويا مع أصدقائها وجيرانها في منزلها برفقة أطفالهم، لتجهيز الكحك والبسكويت والبيتي فور؛ موضحة أنهم يساعدون بعضهم البعض ويتقاسمون الأعمال بين تجهيز العجين وإعداد الحشوة، وتشكيل الكعك ونقشه، مشيرة إلى أنهم يسلون أوقاتهم بالأحاديث والضحك حتى ينتهون من تجهيز كافة الصواني في جو يسوده الألفة والبهجة والمحبة.
وأشارت إلى أنها تحاول دوما أن تحيي ذكريات الزمن الجميل بكل ما فيه من وعادات وتقاليد وطقوس أصيلة يفتقدها الجيل الجديد، موضحة أنها لم تنسى يوما ذكريات طفولتها وهي تعد الكعك والبسكويت مع والدتها وأقاربها، حيث كانت فتيات العائلة يجتمعن سويا، يجهزن الصاجات المخصصة لعمل الكعك، ويعدن عجين البسكويت في الماكينة الخاصة به والتي لا تزال تحتفظ بها حتى وقتنا هذا بعد أن ورثتها جدتها لوالدتها ومن ثم حظت هي بامتلاكها، فضلا عن تسابقهن لتسوية ما تفننوا في تجهيزه من حلويات العيد في فرن القرية، مؤكدة على أن للعيد بهجة وفرحة خاصة لا تكتمل إلا بـ"لمة العيلة"، وإعداد الكعك والبسكويت.
وأكدت على أن فرحتها بإعداد كعك العيد بنفسها من المنزل، لتفرح بيه أبنائها وأقاربها وجيرانها، تنسيها كل ما تواجهه من تعب ومشقة وطول انتظار أمام الفرن، مشيرة إلى أن تلك اللحظات بالنسبة لها خير وبركة وفرحة لا تضاهيها أي فرحة أخرى.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة