تمر اليوم الخميس ذكرى ميلاد الموسيقار الكبير فريد الأطرش ملك العود، المطرب والملحن والممثل وأحد عمالقة الطرب الذى ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 21 أبريل.
كان فريد الأطرش ومايزال أحد عمالقة الفن الذين سكنوا وجدان الملايين وأثروا فى صناعة الفن والطرب وخلدوا أسماءهم إلى الأبد فى سجلات المبدعين، حيث تركرصيدًا وكنوزًا فنية من الأفلام والأغانى والألحان التى تشهد على عبقريته الفنية المتفردة.
وفضلا عن عبقريته الفنية والموسيقية كان فريد الأطرش يتمتع بأخلاق عالية ومحبة جارفة بين زملائه وكل من يتعامل معه بسبب كرمه ونقاء قلبه ،فالفنان الذى ينتمي إلى آل الأطرش وهى إحدى عائلات الأمراء العريقة في جبل الدروز بجنوب سوريا ، كانت بالفعل أخلاقه وصفاته طوال حياته كأمير راق كريم وفى محبوب حتى فى أصعب الفترات التى مرت بحياته.
وهناك بعض المعلومات والمواقف التى لا يعرفها الكثيرون عن الموسيقار الكبير فريد الأطرش، الذى كان طالباً متفوقاً فى مدرسة "الخرنفش"، وكان أثناء دراسته يبيع القماش ويوزع الإعلانات للمساعدة فى إعالة الأسرة، حتى اكتشفه الموسيقار مدحت عاصم وضمه كعازف عود في فرقة الإذاعة المصرية.
ورغم أن سجلات المدرسة كانت تشهد بأنه كان تلميذا مجتهدا مؤدبا لطيف الحديث ولم يرسب أبدا، إلا أن فريد الأطرش كان قلوقاً خلال فترة الامتحانات حتى أنهكان يطوف بعض الدجالين ومن يقرأون الطالع قبل الامتحانات ليقرأوا له الكف ويتنبأوا له بالنتيجة، وكانت هذه النبوءات تشد من أزره، وتقوى ثقته بنفسه وأمله فى النجاح.
وكما وقعت لفريد الأطرش بعض المواقف الغريبة فى حياته والتى حكاها فى حوار نادر ومنها عندما كان يسجل بعض الأغانى لإذاعة الشرق الأدنى فى الاستديو الذى يملكه الفنان السيد بدير، وفجأة وأثناء التسجيل انكسرت الاسطوانة التى يتم التسجيل عليها دون أسباب أو مقدمات، فأعاد المهندس وضع اسطوانة أخرى.
وأشار الموسيقار الكبير إلى أنه أثناء إعادة التسجيل وفى نفس المقطع كسرت الاسطوانة الثانية، فتم تغيير الاسطوانة ، ولكن تكرر الموقف فى كل مرة عند نفس المقطع ، وكسرت الاسطوانة أكثر من ثلاث مرات حتى أصابه التعب كما أصاب المهندس وسيد بدير صاحب الاستديو، وتعجبوا جميعاً لهذا الأمر حتى أنهم ظنوا أن هناك عفريت فى الاستديو لم تعجبه النغمة التى يغنيها فريد الأطرش فى هذا المقطع فقام بكسر الاسطوانة فى كل مرة يصل فيها إلى المقطع المشئوم معبرا عن غضبه.
وأكد فريد الأطرش أنه بعد البحث والتحرى والمناقشة مع المهندس تبين أن الاسطوانة تنكسر عندما يغنى نغمة من مقام "السيكا" بالذات ، مشيراً إلى أنه بعد عناء استطاع تسجيل الأغنية دون أن تنكسر الاسطوانة وذلك بعد أن غنى المقطع من طبقة صوت أقل.
أما عادات الموسيقار فريد الأطرش عند وضع ألحانه، فكان لا يلحن أبداً بالنهار، وكان يقضى النهار كله يغط فى نوم عميق، وعند غروب الشمس، يغادر منزله بصحبة العود إلى مكان بعيد فى ضواحى القاهرة، ويقضى الليل كله وهو يدندن على العود، وعند طلوع الفجر يعود إلى منزله ليسجل الخطوط الأولى للحن، ثم يأخذ حماماً ساخناً ويأكل بعض الفواكه، ثم يشرب فنجاناً من القهوة، وبعدها يستأنف العزف على العود ويكمل اللحن قبل شروق الشمس.
وابتكر فريد الأطرش موضة غريبة حيث أنه اعتاد أن يلبس الحذاء الأبيض على البدلة الكحلى فى عز الشتاء، وحاول فريد أن ينشر هذه الموضة بين الشباب فظهر فى معظم أفلامه بالحذاء الأبيض تحت الملابس الشتوية ولكن الناس لم يقتنعوا بهذه الموضة ولم يقلدوها أو يسيروا وراءها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة