مع قرار الموافقة على اقامة موائد الرحمن فى شهر رمضان، ونية الخير التى يسطرها خيرون الوطن العربى فى الاطعام بشهر رمضان، يتحتم الأمر الحديث حول مخلفات هذه الموائد ومصيرها، و نفايات الطعام او بواقى الاكل، ومصيره داخل المقالب الخاصة بالقمامة على، وهل هناك علاقة بالاشتعال الذاتى لهذه المقالب بسبب تولد غاز الميثان منها، وهو المصنف ضمن الغازات الدفينة التى تسبب زيادة ظاهرة الاحتباس الحرارى.
خلال هذا التقرير نرصد بالأرقام والاحصائيات كيف تتحول موجة الكرم بالمطابخ العربية وموائد الرحمن لسلاح يهدد العالم بسبب مخلفاته، وطبيعة استهلاك الشعوب العربية للطعام وإهدار الغذاء.
هناك بعض الموائد تقدم طعامها فى اطباق عادية والغالبية العظمى منها تقدمها فى اطباق جاهزة وخاصة مع الاجراءات الاحترازية لكورونا، والبعض الآخر من موائد الرحمن يكتفى بتسليم الوجبات تيك أواى ليأكلوا فى منازلهم، عبوات التغليف غالبا ما تكون من البلاستيك والفايبر والمعلبات، وهو ما يزيد حجم المخلفات المنزلية سواء الصلبة او العضوية.
تشترك العديد من الدول العربية فى كثير من السمات المرتبطة بثقافة الغذاء، فلا يخلو منزلا من الولائم والعزومات خلال شهر رمضان فهذا جزء من شيم الكرم العربى، فى المقابل ينجم عنها كميات كبيرة جدا من نفايات الغذائية.
اكدت بعض الدراسات الصادرة عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، انه خلال شهر رمضان الكريم فقط، هناك ما بين 25% حتى 50% من الطعام مصيره القمامة ومقالب المخلفات، فمتوسط نصيب الفرد عالميا من بقايا الغذاء حوالى 74 كيلوجراماً سنوياً، وان مقدار الهدر من الطعام فى العالم العربى تجاوز الـ40 مليون طن، بينهم 9 ملايين طن فقط فى مصر، ثم العراق حيث تهدر أكثر من 4.7 ملايين طن، ثم السودان فتهدر طعام يصل إلى 4.16 ملايين طن.
ثقافة المأكل فى الوطن العربى تكاد تكون واحدة، ففى مصر ينفق المصريون ما يقرب من 200 مليار جنيه سنويا على الطعام، و يستأثر شهر رمضان وحده بالنصيب الاكبر من هذا الرقم، حيث تنفق الأسرة المصرية حوالى 45% من دخلها على الطعام فقط.
الغذاء المهدر فى كافة دول العالم، سواء العربى أو الأوربى، يكون مصيره مستقرا فى مدافن المخلفات والقمامة كالخبز ومنتجات المخابز والخضر والفواكه، وهى تتسبب فى انبعاثات للغازات المسببة للاحتباس الحراري، والتى تتجاوز حوالى 3 مليارات طن سنويًا.
ومن بين الحلول التى طرحها خبراء البيئة فى هذا المجال لتعويض الخسائر الاقتصادية، التى تنجم عن اهدار الطعام، هى امكانية تحويله إلى كمبوست و أعلاف ماشية، أو إعادة تدويره بدلاً من طمره فى الأرض، والعمل من خلال المجتمع المدنى لتغير ثقافة الغذاء والعادات المرتبطة بها وتعديل السلوكيات للمواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة