أصبح رجال الأعمال الروس، ممن لهم علاقة بالكرملين، وتتوزع ثرواتهم وأملاكهم خارج روسيا، ملاحقين بالعقوبات التي فرضتها الدول الغربية ردا على الحرب الروسية على أوكرانيا.
ووجد أباطرة المال الروس، المعرفين باسم الأوليجارش، أنفسهم مطاردين وثرواتهم مهددة، فسعوا إلى محاولة إنقاذ ما يمكن إنقاذه منها.
حيث قالت شبكة "سى إن إن" الأمريكية إن تأثير العقوبات المنسقة من الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبى سببت موجات من الصدمة بين النخبة الروسية، حيث يسعى بعض الأوليجارش الروس الذى تم استهدافهم وآخرين ممن يتوقعون اتخاذ خطوات قادمة، إلى نقل يخوتهم وأصولهم والتكيف مع موجة العقوبات التي جاءت أسرع من المعتاد، وبثمن أعلى من ذي قبل.
وأوضحت الشبكة أن الملياردير الورسى رومان أبراموفيتش، الذى لم تصدر بحقه عقوبات بعد، قد أعلن يوم الأربعاء أنه سيبيع نادى تشيلسى الإنجليزى لكرة القدم، باعتباره يحقق أفضل مصلحة للنادى وللجماهير وللموظفين وأيضا لرعاة النادى وشركائه. وقال إن صافى عائدات بيع النادى سيذهب إلى مؤسسة سيتم تأسيسها لمساعدة ضحايا الحرب فى أوكرانيا.
فيما ابتعدا المليارديران الروسيان ميخائيل فريدمان ووليج ديريباسكا عن الكرملين، ودعا إلى إنهاء الحرب الروسية فى أوكرانيا. وكان الاتحاد الأوروبى أعلن عقوبات ضد فريدمان الأسبوع الماضى، بينما كان ديرباسكا على قائمة العقوبات الأمريكية منذ عام 2018.
ويقول ماكس بريجمان، مسئول وزارة الخارجية الأمريكية السابق، إن تلك لحظة خاطئة للغاية لتكون مليارديرا روسيا، فالمحامون مشغولون الآن، يحاولون استكشاف كيفية شطب الأوليكارشيه الروس من مجالس إدارات شركات متعددة، وكيفية تصفية الأصول فى الولايات المتحدة.
من جانبه، قال إريك فيرارى، المحامى الذى يمثل الشركات الأجنبية والأفراد فى التعامل مع العقوبات، إنه يتلقون تحقيقا جديدا كل ساعة، موضحا أن المؤسسات المالية ذات اختصاصات لا تشمها العقوبات، تتبع واشنطن والاتحاد الأوربى وتقوم بتجميد حسابات الروس.
جاء ذلك بعدما أعلن البيت الأبيض يوم الخميس فرض عقوبات حظر كاملة على ثمانية من النخب الروسية وأفراد عائلاتهم ومساعديهم. وسيتم حظرهم من النظام المالى الأمريكي، مما يعنى تجميد أصولهم فى الولايات المتحدة ومنعهم من استخدام ممتلكاتهم.
من ناحية أخرى، قالت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية أن الأثرياء الروس يبحثون عن موانئ بعيدة ليخوتهم العملاقة لتفادى العقوبات التي أعلنها الغرب عليهم بسبب حرب روسيا على أوكرانيا. وكانت روبرتا ميتسولا رئيسة البرلمان الأوروبي، قد قالت الأسبوع الماضى إن يخوت روسيا الفارهة لن تجد أي ميناء لها في أوروبا.
وتحدثت الوكالة عن بعض هذه اليخوت، وقالت إن يخت ديلبار العملاق يمتد على مسافة يعادل طولها مرة ونصف طول ملعب كرة قدم، ويضم مهبطين للطائرات العمودية ومرسى يتسع لأكثر من 135 شخص، وحمام سباحة طوله 25 متر يكفى وحده لاستيعاب يخت فاخر كامل.
وتم إطلاق ديلبار فى عام 2016، بتكلفة بلغت أكثر من 648 مليون دولار. وبعد مرور خمس سنوات، لم يعد مالك اليخت، رجل الأعمال الروسى المتحالف مع الكرملين أليشر عثمانوف راضيا، فأرسله إلى حوض بناء السفن فى ألمانيا الخريف الماضى من أجل إجراء تعديلات قيل إن تكلفتها تبلغ 200 مليون دولار.
هذا هو المكان الذى تواجد فيه اليخت يوم الخميس عندما أعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى عن عقوبات اقتصادية ضد عثمانوف، امبراطور المعادن والذى كان من المستثمرين فى فيس بوك، وذلك بسبب صلاته بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين ردا على غزو أوكرانيا.
وكان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إن واشنطن ستنضم لحلفائها الأوروبيين فى إيجاد ومصادرة اليخوت، والشقق الفاخرة والطائرات الخاصة، وأنهم سيطاردون مكاسب رجال الأعمال الروس. إلا أن مصادرة اليخوت العملاقة يمكن أن يكون صعبا. فقد قضى المليارديرات الروس عقودا فى حماية أموالهم وأصولهم فى الغرب من الحكومات التي ربما تحاول فرض ضرائب عليها أو تقوم بمصادرتها.
وكانت وسائل إعلام ذكرت يوم الأربعاء أن السلطات فى ألمانيا حاصرت ديلبار. إلا أن متحدثة باسم وزارة اقتصاد ولاية هامبروج، قالت إنه لم يتم اتخاذ مثل هذا الإجراء بعد لأنهم لم يستطيعوا تحديد ملكية اليخث الذى يحمل اسم والدة عثمانوف.
وجمعت أسوشيتدبرس، بالتعاون مع شركة تقييم اليخوت فى بريطانيا Vesselvalues قائمة تضخم 56 من اليخوت العملاقة، التي يعتقد أن ملاكها عشرات قليلة من رجال الأعمال الروس المتحالفين مع الكرملين، وتقدر قيمتها معا أكثر من 5.4 مليار دولار.
ورصدت الوكالة وصول العديد من هذه اليخوت إلى موانئ بعيدة فى دول صغيرة مثل المالديف ومونتجمرو، حتى تكون بعيدة عن مرمى العقوبات الغربية، وهناك ثلاثة فى دبى التي يمتلك فيها الأثرياء الروس منازل للعطلات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة