مباحثات هاتفية مطولة جمعت الرئيسان الأمريكي جو بايدن والصيني شي جين بينج ، صباح الجمعة امتدت لما يقرب من ساعتين ، في محاولة لنزع فتيل الحرب التي تقودها روسيا في الأراضي الأوكرانية منذ ما يقرب من شهر ، وسط تداعيات اقتصادية قاتمة علي الاقتصاد العالمي ، وموجة تضخم طالت غالبية الأسواق ، ونالت من اقتصاديات غالبية دول العالم.
وبحسب تقارير لوسائل إعلام صينية نشرتها هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي مساء الجمعة، أكد الرئيس الصيني خلال المكالمة التي امتدت لساعة و50 دقيقة دعم بكين للمفاوضات بين أوكرانيا وروسيا، لكنه قال إن واشنطن وحلف الناتو مطالبان بإجراء حوار مع روسيا لحل جوهر الأزمة الأوكرانية وحل المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا"، وهو تأكيد على وجهة نظر الصين بأن توسع الناتو هو السبب الجذري للحرب.
واستخدم الرئيس الصيني في المكالمة عبارات من بينها "يد واحدة لا تصفق" ، مما يعني أن الجانبين ـ الأمريكي والروسي ـ بحاجة إلى التعاون لتحقيق أي تقدم في إنهاء الحرب، وكذلك: "من ربط الجرس في عنق النمر وحده يستطيع إعادة فكه"، مما يعني أن الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي سيحتاجان إلى" فك ربط الجرس" بأنفسهما ، وستدعم الصين الجهود.
كما انتقد الرئيس الصيني العقوبات الأمريكية قائلا إن عامة الناس هم الذين يعانون منها وإن العقوبات لديها القدرة على إحداث أزمات في الاقتصاد العالمي.
وفي بيان الذي نشرته وزارة الخارجية الصينية مساء الجمعة، قالت الرئيس الصيني خلال المكالمة: "على جميع الأطراف أن تدعم بشكل مشترك روسيا وأوكرانيا في إجراء حوار ومفاوضات تؤدي إلى نتائج وتؤدي إلى السلام يجب على الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي أيضًا إجراء حوار مع روسيا لمعالجة جوهر الأزمة الأوكرانية وتخفيف المخاوف الأمنية لكل من روسيا وأوكرانيا".
في المقابل ، ذكر بيان للبيت الأبيض عن تفاصيل المكالمة إن بايدن استعرض لنظيره الصيني "التداعيات والعواقب" المنتظرة في حال أقدمت بكين علي تقديم دعم مادي لروسيا وهي تهاجم المدن والمدنيين الأوكرانيين، دون أن يذكر البيان ماهية هذه العواقب والتداعيات.
وأضاف بيان البيت الأبيض: "أوجز الرئيس بايدن وجهات نظر الولايات المتحدة وحلفائنا وشركائنا بشأن هذه الأزمة. كما شرح الرئيس بايدن جهود واشنطن لمنع "الغزو" ثم الرد عليه ، بما في ذلك من خلال فرض عقوبات على روسيا، ووصف تداعيات وعواقب تقديم الصين دعما ماديا لروسيا وهي تشن هجمات ضد مدن ومدنيين أوكرانيين، وأكد الرئيس دعمه لإيجاد حل دبلوماسي للأزمة".
ومساء الخميس، وهو اليوم الذي أعلن فيه البيت الأبيض رسمياَ عن مكالمة الجمعة ، قال وزير الخارجية أنتوني بلينكين للصحفيين :"نحن قلقون من أنهم (الصينيين) يدرسون مساعدة روسيا بشكل مباشر بمعدات عسكرية لاستخدامها فى أوكرانيا".
وبخلاف الحرب الأوكرانية ، تطرقت مكالمة بايدن ـ شين بينج لملف تايوان ، حيث شدد بايدن بحسب البيت الأبيض علي أن الولايات المتحدة لم تغير سياستها بشأن تايوان و "شدد على أن الولايات المتحدة تواصل معارضة أي تغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن" .
كانت تايوان مصدرًا لبعض التوتر بين الولايات المتحدة والصين، وقد أثار العدوان الروسي في أوكرانيا مخاوف بين بعض هيئات المراقبة الدولية من أن الصين قد تحاول غزو الجزيرة أو المطالبة بها.
أخبر بايدن شي سابقًا أن الولايات المتحدة ملتزمة بسياسة "الصين الواحدة"، والتي بموجبها لا تعترف الولايات المتحدة بتايوان كدولة منفصلة عن الصين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة