أظهر استطلاع جديد للرأي أن معظم سكان القارة الأوروبية يعتقدون أن روسيا ستغزو أوكرانيا العام الجاري، ويرون أن كلا من حلف الناتو والاتحاد الأوروبي يجب أن يقفا إلى جانب كييف.
وقال مارك ليونارد، مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، الذي أجرى الاستطلاع في سبع دول، يمثلون ثلثي سكان الاتحاد الأوروبي، إن نتائج الاستطلاع تظهر أن الأزمة قد تؤدي في نهاية المطاف إلى تغيير الطريقة التي ينظر بها الأوروبيون إلى أمنهم بشكل كبير. وأضاف: "تشير البيانات إلى شيء من الصحوة الجيوسياسية في أوروبا".
وقال ليونارد أيضا :"تم تصوير دول الاتحاد الأوروبي على أنها منقسمة وضعيفة وغائبة عن أوكرانيا، لكن المواطنين الأوروبيين متحدون، فهم يتفقون على أن فلاديمير بوتين قد يمضي قدما في عمل عسكري، وأن أوروبا، جنبا إلى جنب مع شركائها في الناتو، يجب أن تساعد أوكرانيا"، بحسب صحيفة /الجارديان/ البريطانية.
ووفقا للصحيفة، يقول القائمون على الاستطلاع إن النتائج أظهرت أنه "لم يعد هناك الكثير من الحقيقة في العبارات المتداولة بأن الأوروبيين يعتقدون أن الحرب لا يمكن تصورها ويعتبرون السلام أمرا مفروغا منه. إنهم يرون أن عالمهم الآن في حالة ما قبل الحرب".
وأظهر الاستطلاع ، الذي تم إجراؤه أواخر الشهر الماضي، أن الأغلبية في ست من الدول السبع التي شملها الاستطلاع يعتقدون أن روسيا ستغزو أوكرانيا خلال العام الجاري، وكان الأشد اقتناعا بهذا الأمر أولئك الأقرب إلى الحدود الشرقية لأوروبا بشكل عام.
وقال 51٪ من المشاركين في الاستطلاع في فرنسا وإيطاليا، و 52٪ في ألمانيا، و 55٪ في السويد، و 64٪ في رومانيا، و 73٪ في بولندا إنهم يعتقدون أن الغزو الروسي سيكون هذا العام على الأرجح، بينما بلغت النسبة 44٪ فقط في فنلندا.
ورأى غالبية المستطلعين في جميع الدول السبعة أن حلف الناتو ودوله الأعضاء الثلاثين هم المدافعون الرئيسيون عن السيادة الأوكرانية، لكنهم شعروا أيضا بشكل واضح أن الاتحاد الأوروبي يتحمل مسؤولية كبيرة للدفاع عن أوكرانيا في حالة حدوث عدوان روسي.
كما أظهر الاستطلاع أن الأوروبيين على استعداد لقبول تهديدات كبيرة قد تكون طويلة الأمد نتيجة للدفاع عن أوكرانيا، بما في ذلك احتمال وصول أعداد كبيرة من اللاجئين، وارتفاع تكاليف الطاقة، وفرض إجراءات اقتصادية قسرية، والهجمات الإلكترونية، والتهديد بعمل عسكري روسي.
وكان المستطلعون في بولندا ورومانيا والسويد أكثر من رأوا أن تقديم المساعدة لأوكرانيا "يستحق المخاطرة" بكل هذه العواقب المحتملة، وقال 53٪ ممن شملهم الاستطلاع في بولندا على وجه الخصوص إن دعم أوكرانيا يستحق المخاطرة حتى مع احتمالات شن عمل عسكري يستهدف بلدهم.
ومع ذلك أشار القائمون على الاستطلاع إلى أن المواطنين في فرنسا وألمانيا ربما كانوا الأقل استعدادا لتحمل أي من هذه الأعباء المحتملة- مما يشير إلى أنهم يعتقدون أن التكاليف المحتملة للقيام بذلك قد تفوق المكافآت.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة