تلقت البورصات العالمية صدمة في بدء تعاملاتها اليوم، بعد الهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا وإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اعترافه بجمهوريتي دونستيك ولوجانستيك المعروفان بإقليم دونباس في أوكرانيا، حيث وصل سعر النفط الى مستوي قياسي وفي المقابل انخفض الروبل وتراجعت الأسهم حول العالم.
وفقا لشبكة سي ان ان، ارتفعت أسعار النفط إلى أكثر من 100 دولار للبرميل للمرة الأولى منذ عام 2014 بعد أن شنت روسيا غزوًا لأوكرانيا، مما زاد الضغط على الاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من التضخم المتفشي.
كما تراجعت الأسهم الأوروبية في الدقائق الأولى من التداول يوم الخميس، انخفض مؤشر FTSE 100 بنسبة 2.5% في لندن، بينما انخفض مؤشر CAC 40 الفرنسي بنسبة 4% وهبط مؤشر DAX 30 الألماني بنسبة 4% بينما انهارت الأسهم الروسية، حيث انخفض المؤشر الرئيسي للبلاد بنسبة 45%
في آسيا، انخفض مؤشر هانج سنج في هونج كونج بنسبة 3.2% ، وهو أكبر خسارة يومية له في خمسة أشهر/ وانخفض مؤشر كوسبي الكوري بنسبة 2.6% فقد مؤشر نيكي 225 الياباني 1.8% و انخفض مؤشر شنجهاي المركب الصيني بنسبة 1.7%
وتراجعت العقود الآجلة للأسهم الأمريكية، وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر داو جونز 660 نقطة وانخفضت العقود الآجلة لمؤشر ناسداك 2.5%.
كان سبب انهيار السوق في موسكو هو أنباء عن شن القوات الروسية هجومًا على أوكرانيا ، وهي خطوة من المرجح أن تؤدي إلى موجة جديدة من العقوبات "الشاملة" تستهدف الدائرة المقربة من الرئيس فلاديمير بوتين والاقتصاد الروسي المعتمد على النفط.
وأوقفت بورصة موسكو التداول في وقت سابق يوم الخميس، لكن عندما استؤنفت التعاملات ، تراجعت الأسهم، وانخفض مؤشر MOEX الرئيسي بنسبة 45% ، بينما انخفض مؤشر RTS - المقوم بالدولار - بأكثر من 40% عند 4.15 صباحًا بالتوقيت الشرقي
ووفقا للتقرير، قضى الانهيار على 75 مليار دولار من قيمة أكبر الشركات الروسية، وتعرضت البنوك وشركات النفط الروسية لاكبر التضررات في التعاملات المتقلبة ، حيث خسرت أسهم سبيربنك - أكبر بنك في روسيا – 57% من قيمتها في مرحلة ما، وتراجعت شركة روسنفت بقدر 58% وانخفضت أسهم شركة بريتيش بتروليوم بنسبة 5% في لندن.
كما تم تداول الروبل عند 85 مقابل الدولار، بانخفاض 4 %، بعد أن سجل في وقت سابق أدنى مستوى قياسي جديد عند 89.60. وقال البنك المركزي الروسي إنه سيتدخل في سوق العملات ويوفر سيولة إضافية للقطاع المصرفي.
في نفس السياق، انخفض سعر البيتكوين إلى أقل من 35 ألف دولار في وقت مبكر بعد بدء العملية العسكرية في أوكرانيا، حيث تم تداول العملة المشفرة بسعر 34 ألف و969 دولارا حتى الخميس، ما يمثل انخفاض 8% مقارنة باليوم السابق.
وفقدت العملة ما يقرب من نصف قيمتها منذ أعلى مستوى لها في نوفمبر عند 68،990 دولارًا بسبب التوترات الجيوسياسية ، واحتمال قيام مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي برفع أسعار الفائدة والقيود التي تفرضها بعض الاقتصادات الكبرى على الأصول الرقمية، كما انخفضت العملات المشفرة الأخرى بقيمة تتراوح من 12% الة 15%،
وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة وحلفاء آخرون عقوبات جديدة محدودة على روسيا في وقت سابق من هذا الأسبوع بعد أن قالت موسكو إنها سترسل قوات إلى منطقتين انفصاليتين في شرق أوكرانيا، قالت ألمانيا إنها ستعلق التصديق على خط أنابيب الغاز نورد ستريم 2 المثير للجدل.
وأوضح مسؤولو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة أن إجراءات أكثر صرامة ستتبعها في حالة غزو روسيا.
وقالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بربوك إن الاتحاد الأوروبي عازم على إطلاق "حزمة كاملة من العقوبات" ضد روسيا ، مضيفة أنه يجب على العالم أن يرد بحزم أو المخاطرة بدفع ثمن أعلى، وقال: "استيقظنا في عالم مختلف اليوم" مضيفا "سنطلق الحزمة الكاملة من العقوبات الجماعية ضد روسيا."
من جانبها دعت دول البلطيق ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا إلى إخراج روسيا من نظام SWIFT ، وهي خدمات المراسلة الآمنة التي تسهل المدفوعات بين 11 الف مؤسسة مالية في 200 دولة.
وقال وزراء خارجية الدول الثلاث في بيان "يجب على المجتمع الدولي بأسره أن يدين بشدة العدوان الروسي ويفرض أشد العقوبات الممكنة رداً على مثل هذه الأعمال المشينة ، بما في ذلك فصل البنوك الروسية عن جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "
وقالت سويفت في بيان لها إنها "تعاونية عالمية محايدة" و "أي قرار بفرض عقوبات على الدول أو الكيانات الفردية يقع فقط على عاتق الهيئات الحكومية المختصة والمشرعين المناسبين".
وكتب محللون في مذكرة بحثية: "العالم مصدوم لأن روسيا تشن هجوما عسكريا كبيرا ضد أوكرانيا"، وأضافوا أن "الأسواق المالية تشهد هروبًا متوقعًا إلى الأمان وقد تضطر إلى تحمل نمو أبطأ بسبب الارتفاع الإضافي في أسعار الطاقة".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة