تباينت ردود الفعل الدولية إزاء إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أمس الاثنين، اعتراف موسكو بكل من إقليم "دونيتسك" و"لوجانسك" شرقى أوكرانيا "جمهوريتين مستقلتين.
وفى لندن: قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن المملكة المتحدة ستفرض عقوبات فورية على روسيا؛ عقب اعترافها بإقليم "دونيتسك" و"لوجانسك" شرقي أوكرانيا "جمهوريتين مستقلتين".
وأوضح جونسون- في تصريح صحفي عقب خروجه من اجتماع لجنة الطوارئ الحكومية البريطانية (كوبرا) ونقلته شبكة "سكاي نيوز" البريطانية اليوم الثلاثاء، إن "المملكة المتحدة ستفرض حزمة فورية من العقوبات الدولية، وستشمل هذه العقوبات بعضا داخل روسيا نفسها، وأنه سيتم تقديم مزيد من التفاصيل بشأن هذه العقوبات في مجلس العموم في وقت لاحق اليوم، وألمح إلى إمكانية فرض مزيد من الإجراءات في حالة حدوث غزو واسع النطاق.
وفى واشنطن.. أدان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن اليوم اعتراف بوتين بإقليمي "دونيتسك" و"لوجانسك" شرقي أوكرانيا .. وقال - في بيان صحفي- إن " قرار الكرملين الاعتراف بالإقليمين يمثل نموذجا على عدم الاحترام الصارخ للقانون والأعراف الدولية من جانب الرئيس الروسي".
وأضاف: أن الأمر التنفيذي الذي يحظر الاستثمار والتجارة وتمويل الأفراد الأمريكيين في دونيتسك ولوجانسك يهدف لمنع روسيا من استغلال هذا الانتهاك الصارخ للقانون الدولي.
وفي براغ.. ذكرت وزارة الخارجية التشيكية أن "تصرفات بوتين تعد انتهاكا صارخا لسيادة وسلامة أوكرانيا وخرقا لاتفاقيات مينسك والقانون الدولي".
من جانبه، قال رئيس الوزراء التشيكي بيتر فيالا إن بلاده "تقف بثبات وراء أوكرانيا الحرة والمستقلة".. فيما وصفت وزيرة الدفاع التشيكية يانا تشيرنوهوفا - في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة (تويتر) - اعتراف روسيا بأنه "محاولة لاستعادة الاتحاد السوفيتي على حساب الدول الحرة وذات السيادة، وأنه يجب على العالم المتحضر ألا يتسامح مع ذلك".
وفي زغرب.. أدان رئيس الوزراء الكرواتي أندريه بلينكوفيتش قرار روسيا وكتب على تويتر: "ندين الاعتراف بإقليمى دونيتسك ولوجانسك المعلنين من جانب واحد، وهو ما يشكل انتهاكا للقانون الدولي وسلامة أراضي أوكرانيا".. معربا عن تضامنه مع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي والشعب الأوكراني.
وأدانت وزارة الخارجية والشئون الأوروبية الكرواتية قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.. وقالت: إن القرار ينتهك وحدة أراضي أوكرانيا والقانون الدولي واتفاقيات مينسك، ويقوض الجهود الدبلوماسية لحل الأزمة.
وفي فيينا.. ناشد الرئيس النمساوي ألكسندر فان دير بيلين نظيره الروسي فلاديمير بوتين العدول عن مواقفه والسير في طريق الحوار بدلا من المواجهة العسكرية وتصعيد الأزمة الأوكرانية.
وقال فان دير بيلين - في تصريح صحفي - إن "الرئيس بوتين تجاوز الخط الأحمر بإنكاره استقلال أوكرانيا، ويبدو أنه يعد شعبه للحرب، إنه بقيامه بذلك فإنه يخاطر أيضًا بتدمير الجهود الدبلوماسية والحوار".
وانتقد الرئيس النمساوي قرار بوتين بإعطاء الأوامر للقوات الروسية بدخول أوكرانيا والاعتراف باستقلال الإقليمين شرقي أوكرانيا .. واعتبر أن نشر القوات الروسية في الإقليمين انتهاكًا لسيادة أوكرانيا وسلامتها الإقليمية، مشددا على ضرورة منع زيادة المعاناة الإنسانية في شرق أوكرانيا.
وفي براتسلافا.. أدانت وزارة الخارجية السلوفاكية قرار الكرملين الروسي، واصفة هذه الخطوة بـ "غير المقبولة".. وقالت الوزارة : إن "سلوفاكيا تؤيد السيادة السياسية والاستقلال والسلامة الإقليمية لأوكرانيا، جارتها المباشرة".
وأشارت إلى أن قرار الكرملين يتعارض بشكل مباشر مع الاهتمام المعلن بالبحث عن حلول بناءة من خلال الحوار الدبلوماسي،لافتة إلى أن قرار موسكو يتعارض مع مبدأ "عدم قابلية الأمن للتجزئة" الذي دعت إليه الحكومة الروسية.
وفي سول.. شدد رئيس كوريا الجنوبية مون جيه- في اجتماع لمجلس الأمن الوطني الكوري- على ضرورة احترام سيادة أوكرانيا.وقال مون إنه "يجب احترام سيادة ووحدة أراضي أوكرانيا والسعي إلى حل سلمي من خلال الحوار.. ليس من المرغوب فيه أبدا أن يتدهور الوضع في أوكرانيا ويصل إلى نزاع مسلح حيث أنه سيكون له تأثير كبير على الصعيدين السياسي والاقتصادي ليس فقط في أوروبا ولكن أيضا في جميع أنحاء العالم".
وحث مون دول العالم على العمل معا لحل الأزمة الأوكرانية بسرعة وبشكل سلمي، وتعهد بأن كوريا الجنوبية ستشارك بنشاط وبشكل فعال في هذه الجهود.. داعيا إلى إجلاء المواطنين الكوريين في أوكرانيا وإلى اتخاذ تدابير مضادة ضد التأثيرات الاقتصادية المتوقعة لما حدث.
من جانبه، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الوطني إن حكومة كوريا الجنوبية لم تتلق بعد أي طلبات للدعم العسكري من الولايات المتحدة،وأن الوزارة تحافظ على تنسيق وثيق بين الوكالات ذات الصلة أثناء مراقبة التطورات في أوكرانيا وتواصل الحفاظ على التعاون من خلال تبادل المعلومات مع البلدان ذات الصلة.
وفي دمشق.. أعلن وزير الخارجية السوري فيصل المقداد تأييد بلاده لقرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بإقليمي "لوجانسك" و"دونتسيك" مستقلين.
وقال المقداد - في كلمة خلال منتدى فالداي للحوار في موسكو- إن اعتراف روسيا خطوة نحو الدفاع عن السلم العالمي والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة والعلاقات الدولية السليمة .
وأضاف: إننا كنا نتعاون منذ فترة طويلة مع الإقليمين ونعتقد أن هذه الظروف الحالية ستساعد على زيادة هذا التعاون.
وفي وارسو.. أعرب الرئيس البولندي أندجي دودا عن دعم بلاده الكامل لأوكرانيا، عقب اعتراف روسيا من طرف واحد بكل من "لوجانسك" و"دونتسيك" جمهورية مستقلة.
وقال دودا - في تغريدة على موقع التدوينات القصيرة (تويتر)- إنه أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، أكد خلاله أن أوكرانيا تتمتع بدعم كامل فى مواجهة روسيا.. مشيرا إلى أنه أبلغ زيلينسكي أن حرمة الحدود هي أحد المبادئ الأساسية للقانون الدولي بالنسبة لبولندا.. مؤكدا ضرورة فرض الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (ناتو) فرض عقوبات صارمة على روسيا.
وفي نيودلهي.. اعتبر المندوب الدائم للهند لدى الأمم المتحدة تي إس تيرومورتي أن تصعيد التوترات بين روسيا وأوكرانيا يشكل مصدر قلق كبير، مشيرا إلى أن الأولوية العاجلة يجب أن تكون لخفض تصعيد الأزمة.
ونقلت قناة "إن دي تي في" الهندية الناطقة بالإنجليزية عن المندوب الدائم للهند لدى الأمم المتحدة، القول: "نحن بحاجة إلى إفساح المجال للمبادرات الأخيرة التي اتخذتها الأطراف التي تسعى إلى نزع فتيل التوترات.
ورحب تيرومورتي بالجهود المكثفة الجارية بما في ذلك ما يتم من خلال فريق الاتصال الثلاثي وفي إطار صيغة "نورماندي".. وقال:إننا نحتاج إلى أن تبذل الأطراف مزيدا من الجهود ولا يمكننا تحمل تصعيد عسكري.
وأضاف: أن تصعيد التوتر على طول حدود أوكرانيا مع روسيا الاتحادية هو مصدر قلق عميق، ومن المحتمل أن تؤدي هذه التطورات إلى تقويض السلام والأمن في المنطقة، مشيرا إلى أن سلامة وأمن المدنيين ضروريان، حيث يعيش ويدرس أكثر من 20 ألف طالب ومواطن هندي في أجزاء مختلفة من أوكرانيا بما في ذلك المناطق الحدودية.
ولفت إلى الحاجة الملحة لجميع الأطراف للحفاظ على السلام والأمن الدوليين من خلال ممارسة أقصى درجات ضبط النفس وتكثيف الجهود الدبلوماسية لضمان التوصل إلى حل سلمي للطرفين في أقرب وقت ممكن.
وفي سنغافورة .. أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية ضرورة احترام سيادة أوكرانيا واستقلالها ووحدة أراضيها.. معربا عن قلق بلاده إزاء تصعيد التوترات على الحدود الأوكرانية - الروسية والقرار الروسي بالاعتراف بانفصال إقليمين أوكرانيين.
وقال المتحدث: إنه يجب على جميع الأطراف المعنية مواصلة الحوار والوسائل الدبلوماسية من أجل تسوية النزاع بشكل سلمي وفقا للقانون الدولي ، وتجنب اتخاذ إجراءات من شأنها زيادة التوترات في المنطقة.
وفي نيويورك .. حذرت وكيلة الأمين العام للشؤون السياسية وبناء السلام، "روزماري دي كارلو" من خطر نشوب صراع كبير بشأن الأزمة الأوكرانية الروسية ويجب منعه بأي ثمن، باعتبار أن الساعات القادمة حاسمة، بعد إعلان روسيا الاعتراف باستقلال إقليمي لوجانسك ودونيتسك.
وقالت "روزماري" - في إحاطتها أمام مجلس الأمن - إنها ببالغ القلق والحزن تطلع مجلس الأمن على الحالة الخطيرة التي تتكشف في أوكرانيا وما حولها .. وأضافت: إننا نأسف بشدة لهذا القرار الذي قد يكون له تداعيات إقليمية ودولية، كما نأسف لأمر اليوم بنشر القوات الروسية في شرق أوكرانيا، حسبما ورد في ’مهمة حفظ سلام‘.
ونبهت إلى أن التفاوض هو السبيل الوحيد لمعالجة الخلافات القائمة بين الجهات الفاعلة الرئيسية فيما يتعلق بقضايا الأمن الإقليمي، وتسوية النزاع في شرق أوكرانيا وفقا لقرار مجلس الأمن 2202 (2015).. ودعت إلى حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية، وتجنّب الأعمال والتصريحات التي قد تؤدي إلى تفاقم الوضع.
وفي إسلام آباد .. أعرب رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان عن أمله في إيجاد "حل سلمي" للصراع المستمر بين روسيا وأوكرانيا، حيث أكد أن النزاعات العسكرية لا يمكن أن تحل المشاكل أبدًا.
جاء ذلك خلال مقابلة صحفية أجراها خان مع شبكة /آي تي/ التلفزيونية الروسية..وقال خان: "أنا لست مؤمنًا بالصراعات العسكرية، أعتقد أن المجتمعات المتحضرة تحل الخلاف من خلال الحوارات، والدول التي تعتمد على الصراعات العسكرية لم تدرس التاريخ بشكل صحيح".
وأضاف: أنه متأكد من أن الناس في أوكرانيا وروسيا على دراية بعواقب صراع وشيك، وأن باكستان تريد تقوية العلاقات مع روسيا، وأنه يتطلع إلى زيارة موسكو.
وأشار إلى أن باكستان عانت في الماضي بسبب "سياسة الكتل"، مضيفا: إن باكستان لا تريد أن تكون جزءا من أي تكتل.. بل نريد علاقات تجارية مع كل الدول لانتشال الناس من براثن الفقر".. وعندما سئل عما إذا كان الوقت محفوفًا بالمخاطر بالنسبة لباكستان لتوسيع أفقها الجيوسياسي، أجاب خان: "لا يهمنا، لدينا علاقات ثنائية مع روسيا ونريد حقًا تعزيزها".
و في أثينا ... أعلن مجلس الشئون الخارجية والدفاع التابع للحكومة اليونانية اليوم أن اليونان "تتفق تماما" مع شركائها في الاتحاد الأوروبي والحلفاء في الناتو بشأن التطورات الجارية في أوكرانيا.
وفي بيان صدر بعد اجتماع طارئ عقده رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، أكد المجلس مجددا موقف أثينا الخاص بأن اعتراف موسكو أمس بإقليمين انفصاليين وحشد قواتها، هو "انتهاك لأراضي أوكرانيا وللمبادئ الأساسية للقانون الدولي".
وفيما يتعلق بالآلاف من المواطنين اليونانيين الذين يعيشون في أوكرانيا، قالت الحكومة اليونانية إن السلطات المختصة في كييف وماريوبول "في حالة استعداد دائم لتقديم أي مساعدة قد تكون ضرورية"، بحسب صحيفة /كاثمريني/ اليونانية.
حضر الاجتماع الحكومي الطارئ وزير الطاقة اليوناني كوستاس سكريكاس، وسط مخاوف من أن يكون للحرب في أوكرانيا والعقوبات الأوروبية ضد روسيا أي تأثير على إمدادات الغاز الطبيعي.
وأضاف البيان: أن الحكومة اليونانية درست جميع السيناريوهات المحتملة جراء هذا التطور واتخذت الخطوات اللازمة لضمان استمرار الإمدادات.
وفي روما.. أدان وزير الخارجية والتعاون الدولي الإيطالي لويجي دي مايو، قرار السلطات الروسية بالاعتراف بإقليمي لوجانسك ودونيتسك الانفصاليين، باعتباره مخالفًا لاتفاقيات "مينسك" ويشكل عقبة خطيرة أمام البحث عن حل دبلوماسي.
وقال دي مايو- في تصريح على هامش مشاركته بمجلس الشؤون الخارجية - إن إيطاليا تواصل دعم وحدة أوكرانيا وسيادتها الكاملة داخل حدودها المعترف بها دوليًا، حسبما أفادت وكالة الأنباء الإيطالية.
وأشار إلى أن بلاده تناشد جميع الأطراف العودة إلى طاولة المفاوضات بالصيغ المناسبة، إيمانا منها بأن المبادرات الأحادية الجانب تمنع تحقيق ظروف الاستقرار والأمن في المنطقة، موضحا أن إيطاليا على اتصال دائم مع الشركاء الأوروبيين والأطلسيين؛ لتنسيق الرد على القرار الروسي.
من جانبها أكدت الرئاسة السورية، استعداد دمشق للعمل على بناء علاقات مع "لوجانسك" و"دونتيسك" وتعزيزها في سياق المصالح المشتركة والاحترام المتبادل.
وقالت الرئاسة السورية - في بيان أوردته وكالة أنباء (سانا)- إن "الرئيس بشار الأسد سبق وأن أعلن موقف بلاده بخصوص الاعتراف بجمهوريتي لوجانسك ودونتيسك، قبل نحو شهرين، خلال زيارة وفد برلماني روسي إلى دمشق، حيث طرح حينها استعداد سوريا للاعتراف بجمهورية دونستيك وتم الاتفاق على البدء ببناء علاقاتٍ معها".
وأشار البيان إلى أن موقف سوريا ينطلق من يقينها أنّ الأزمة الأوكرانية هي مشكلة أوجدتها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، لتقسيم الشعوب وتقويض الأمن القومي الروسي.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة