استرجعت المحامية نهاد أبو القمصان زوجة الراحل حافظ أبو سعدة، عضو المجلس القومى لحقوق الانسان، ذكرياتهما معاً، وبداية قصة حبهما من خلال حسابها الرسمى على موقع "فيس بوك"، حيث أنها دائمة التطرق إلى قصص عديدة جمعتهما معًا، لافتة إلى كيفية تعلمها الكثير منه بسبب نظرته المختلفة للحياة من زوايا أكثر اختلافاً عنها.
وكتبت المحامية نهاد أبو القمصان، فى بوست مطول، "حكايات الحب، كان صحبي، عندما قابلت حافظ في الجامعة كنا مختلفين تماما فكريا هو ناصري وأنا أميل للوفد، في الهوايات هو يعشق أعمال الخشب وتشكيلات النحت علي الخشب، أنا أعزف كمانجة وألعب كارتيه، فى الأكل هو ذواق للطعام جدا، وأنا أتعامل مع الطعام باعتباره بنزين، يستوى الـ80 مع 90".
ناهد على فيس بوك
وأضافت: "لم يكن يجمعنا شىء سوى حب القراءة، فوجدتنى أجلس معه والكلام يمتد إلى خمس ساعات أو أكثر.. لا نشعر بالوقت.. نتكلم.. نتنقاش.. نختلف.. نتناقش.. نظل مختلفين، لكننا نحب الكلام مع بعض، يجمع بيننا حب السينما، ورغم أن حافظ لم يكن يعزف موسيقي لكنه عاشق للموسيقي، ألف موضوع نستطيع فتحه والكلام فيه، خرجنا معا ذهبنا للسينما.. عزمنى على الأكل قبل السينما فكان ينتقي بعناية كل مكان ويشرح لي لماذا هذا الأفضل .. سواء في أكل فول وطعمية في وسط البلد، أو كشرى في شارع شمبليون، أو كبدة فى ميدان باب اللوق، أو حواواشي في سوق التوفيقية أو سمك أو حمام أو كباب أو كوارع، حسب الميزانية وحسب المكان".
نهاد وزوجها
وتابعت: "كنت أنا وحافظ في عالم الكتب معا، لكنه أدخلني عالم آخر هو عالم تذوق الحياة من خلال تذوق الأكل، كنت أجرى فى الحياة فعلمني متعة التمهل والتأمل والفهم والاكتشاف، الأكل والطعام عموما ليس بنزين نملئ به طاقتنا لنجرى، هو متعة وثقافة وتاريخ وقراءة للحياة، فكان الأكل أساسي في خروجاتنا ومحل حواراتنا، من الأفضل في هذا الصنف؟ ولماذا؟.. وأصله وتميزه عن الآخرين، فتحول إلى غذاء للعقل والروح والحكايات والنكت والقفشات فتعلمت الفرق أن نظل في مطعم 3 ساعات أو نبتلع الطعام في نصف ساعة أو أقل ونجرى ضمن لهث الحياة، الفرق بين أن تخرج خروجة عائلية تأدية واجب أو تخرج للمتعة والاستمتاع".
واستكملت: "أتذكر مرة أنا وحافظ والأولاد خرجنا لمحل فى المدبح، وقائمة الطعام لديه كانت محدودة الأصناف، وأياد ابننا كان منبهر بالجو.. ابن المعادى راح ياكل فى المدبح، إياد طلب تذوق كل الأصناف، وقال للجرسون: أنا عايزالمنيو كله.. الشاب بص لحافظ متسألا وغير مصدق أن الطفل طلب ينزل كل الأصناف، ضحك حافظ وقال له: اسمع الكلام نزل المنيو كله.. وتحول الخروج إلى مسابقة تذوق بين حافظ وإياد وضحك لا ينتهى، وذكرى محفورة فى القلب نتذكرها فى كل مطعم لهذا اليوم، ونقول لإياد: ايه يا إياد – نطلب حاجة واللا ننزل المنيو كله.. أشد ما افتقده في غياب حافظ هو صديقي الذي مات الكلام بغيابه".
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة