كلمة "الذهب" تطلق على كل شيء قيم سواء في المعادن أو في الزراعات المختلفة، وهناك الذهب الأبيض والأسود والأحمر والذهب التقليدي "الأصفر" وهو الأكثر شهرة وانتشاراً في العالم، وفي سياق السطور التالية نحاول تتبع زراعة الزعفران وهو الذهب الأحمر، حيث ترتفع أسعاره بصورة غير عادية، بسبب المجهود الكبير الي يحتاجه إنتاج جرام واحد فقط.
حاولت تتبع وجود الزعفران الأحمر في مصر، لكن المعلومات نادرة عنه، والمتاح عنه هو وجود بذرة الزعفران وهي بمثابة نكهة تضاف على الأطعمة، حيث يعد الزعفران واحدا من أغلى التوابل في العالم، ويرتفع الطلب عليه بصورة ملحوظة في دول الخليج العربي.
زراعة الزعفران.. تجربة غير مستحيلة
زراعة الزعفران ليست مستحيلة، لكنها بحاجة إلى أن تكون الأراضى المقرر زراعة الزعفران بها خفيفة وجيدة الصرف والتهوية حتى لا تتسبب زيادة الرطوبة فى تعفن الأبصال أو الشتلات المستخدمة فى زراعته، ويتطلب زراعة الزعفران حرث الأرض بشكل عميق لتفتيح المسام، والتخلص من الأعشاب الضارة، ثم يجرى تخطيط الأراضى فى القصبتين لزراعة الأبصال فوقها، ويمكن أيضاً زراعتها على مصاطب عرض 70 إلى 120 سم، وعند الزراعة فى خطوط يفضل ترك مسافة بين كل أربع خطوط لكى يتسنى لنا المشى والمرور أثناء قطف الأزهار، وفق معلومات متاحة فى بعض الدوريات العلمية المهتمة بشئون الزراعة.
يزرع الزعفران فى عروتين، وهو نبات صيفى حيث يمكن زراعته بداية من شهر أبريل ومايو من كل عام، وتوجد عروة أخرى فى بداية أغسطس وسبتمبر، وتكون زراعة الزعفران على مسافات متوسط والتى تليها، على أن يكون عمق غرس البصيلة حوالى 10 سم أيضا، ويتم إنتاج نبات الزعفران من خلال تجفيف مياسم أزهاره، حيث يتم وضعها على شبك رفيع ويجفف على نار هادئة ثم يتم حفظها فى أوانى مغلقة حتى لا يفقد الزعفران قيمته .
أكثر الدول إنتاجًا للزعفران:
يُنتج الزعفران في أكثر من دولة لكن تظل كاشمير وإيران وأفغانستان في مقدمة المنتجين، ثم تأتي تركيا وأسبانيا والمغرب والجزائر والهند ضمن الدول المنتجة، وبعض الدول في شرق آسيا، وبحسب بعض مواقع التسوق يباع الزعفران بالجرام ويختلف سعره حسب النوع والشكل والجودة، ليتراوح بين 2 إلى 6 آلاف دولار، وهذا يجعله التوابل الأغلي في العالم.
من أين يكتسب الزعفران أهميته؟
الزعفران يكتسب أهمية قصوى ليس لكونه توابل تدخل في عملية الطهي، لكن له استخدامات طبية واسعة، حيث يعمل على تنظيم السكر ومعدلاته في الدم ويساعد في تقوية الأعصاب بشكل واضح، وزهوره تعمل على تهدئة المعدة من الحموضة والتخلص من انتفاخات البطن ويسهم في مكافحة العدوى، فهو يلعب كمضاد حيوي بشكل واضح وكبير، ومضاد واضح للاكتئاب والأرق والإرهاق، ويحتوي على مجموعة من مضادات الأكسدة وعلاج الأنيميا وزيادة الحديد في الدم وعلاج الإمساك والتخلص من مشكلات عسر الهضم ولكن لابد من أخذ الحذر من تناوله بشكل مفرط حتى لا تصاب بالإسهال، واستخدامات آخرى.
شعبة العطارة: 32 ألف جنيها سعر كيلو الزعفران في مصر
كشف مجدي توفيق نائب رئيس شعبة العطارة في الغرفة التجارية، أن الزعفران في مصر يسجل مستويات سعرية كبيرة، نظراً لارتفاع أسعاره في الخارج وصعوبة زراعته في مصر، حيث يصل سعر الجرام 32 جنيها للنوع الأصلي سواء إيراني أو افغانستاني وهو أغلى نوع في مصر.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"اليوم السابع"، أن كيلو الزعفران الأصلي يتجاوز 32 ألف جنيه في السوق المصري، وغير متوافر إلا عند كبار العطارين والسلاسل الكبيرة، مشيراً إلى أن الإقبال والطلب عليه غير كبير بسبب ارتفاع أسعاره.
وأشار نائب رئيس شعبة العطارة إلى أن الزعفران على اختلاف أنواعه لا يستخدم فى الأكل فقط، كما يعتقد البعض، لكنه يدخل في صناعة عدد كبير من الأدوية، وإنتاجه وزراعته مكلف للغاية ويحتاج مناخا مختلفا تماماً عن المناخ المصري، لذلك لم تنجح مساعي زراعته في مصر.
وأوضح، أن هناك أنواعا كثيرة منه ويختلف بحسب بلد المنشأ، وكذلك هناك درجات منه، فمثلاً الزعفران الإيراني يوجد منه 7 درجات، والأفغاني أيضا، لافتًا إلى أن أسعاره تختلف من دولة إلى أخرى، لكنه في العموم أسعاره فوق احتمال الطبقات المستهلكة.
وقال مجدي توفيق، إن الزعفران الأفغاني رقم 1 في العالم كله، وهناك أنواع منه سعرها يسجل مستويات كبيرة، مشيراً إلى أن النوع المتداول في مصر هنا يسجل كما ذكرت 32 ألف جنيه للكيلو.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة