نظم الجامع الأزهر ملتقى الطفل بعنوان «الطفل الخلوق النظيف الفصيح» بالرواق العباسي بالجامع الأزهر اليوم السبت، للأطفال المشاركين في أنشطة الجامع الأزهر لغرس روح الأبداع والخلق الحميد في نفوسهم وفق المنهج الأزهري القويم، وتدريبهم عمليا على بعض السلوكيات التي تنمي فيهم قيم الالتزام، وذلك بحضور الجمهور العام لنقل تجارب وخبرات الملتقى إلى أبنائهم في البيوت، بناء على توجيهات فضيلة الإمام الأكبر الدمتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، برعاية الأطفال والاهتمام بهم، بما يعكس الفهم الصحيح للدين الإسلامي في تربية الأبناء .
وأوضح الدكتور هاني عودة مدير الجامع الأزهر، أن الثروة الحقيقية التي يجب الحفاظ عليها هم الأطفال، من خلال انتهاج الطرق والأساليب السليمة في التربية والتي تضمن تخريج عناصر فاعلة في بيئاتهم ومجتمعاتهم، وهو ما يقوم به الأزهر الشريف من خلال الأنشطة والبرامج التي تعمل على بث القيم التي أمر بها الإسلام في التعامل مع الأبناء وتعامل الأبناء مع آبائهم، وتعامل الإنسان مع محيطه ومجتمعه في كل النواحي، من خلال أفكار خلاقة تناسب أعمارهم وتراعي الأبعاد النفسية والاجتماعية التي تحيط بهم.
وبين الدكتور محمود عبد الجواد، رئيس قسم أروقة العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر، أن الدين الإسلامي دين طهارة ونظافة، يهتم بنظافة الإنسان لما لها من فائدة كبيرة في الحفاظ على صحته، وشرح كيفية الوضوء للأطفال، مبينا بالأدلة العلمية كيف يحمي الوضوء الإنسان، من خلال إزالته الجراثيم والفطريات من جسد الإنسان التي تتسبب في الأمراض، وحث الأطفال على ضرورة أن يحافظ الإنسان على نظافته الروحية من خلال علاقته الروحية بربه، وعلى نظافته جسده من خلال بعده عن مواضع النجاسات وأخذه بكل سبل النظافة لجسده وثوبه والمكان الذي يعيش فيه.
وقال الدكتور أحمد همام، مدير إدارة الشئون الدينية بالجامع الأزهر، إن أمتنا الإسلامية بنيت حضارتها على عبقرية أبنائها، وهو ما راعاه الرسول صلى الله عليه وسلم مع شباب الأمة في سن مبكره، فحرص على تحفيزهم ودعم روح الابتكار فيهم كما أسند إليهم العديد من المهام التي تؤكد على ثقته في قدراتهم وهو في سن مبكرة، كما عرض على الأطفال سير العديد من النماذج الإسلامية التي أثبتت براعة في سن مبكر في العديد من المجالات، وحث فيهم روح الإقدام على التعلم والسؤال ليفتح لهم آفاق من المعرفة ويكسر حاجز الرهبة في نفوسهم الذي يعيق عملية التعلم.
واستعرض الدكتور حسن عبد الباسط، منسق رواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر ، القيم التي أمر بها الإسلام في التعامل مع الغير، وشرح السلوكيات التي يجب أن ينتهجها الإنسان في حياته بشكل عام وفي بيته بشكل خاص، لأن أول صلاح الفرد ونفعه يبدأ من علاقته الحسنه بأهله، وذكر المواقف التي علم فيها الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم صحابته هذه القيم، تأكيدًا على أهميتها، ولترتبط في عقول الأطفال بمواقف من السنة المطهرة، وقام بعمل محاكاة لهذا السلوكيات بين الأطفال، ليتم تدريبهم عليها بشكل عملي وإكسابهم مهارة التعامل بهذا السلوكيات للانتقال من الإطار النظري في الحديث عن القيم إلى واقع حقيقي يتسم أفراده بالصلاح في تصرفاتهم.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة