سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 ديسمبر 1947.. ليلى مراد تشهر إسلامها وتنطق الشهادتين فى المحكمة الشرعية.. وزوجها أنور وجدى يغيب عن الحضور

الثلاثاء، 27 ديسمبر 2022 10:00 ص
سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 27 ديسمبر 1947.. ليلى مراد تشهر إسلامها وتنطق الشهادتين فى المحكمة الشرعية.. وزوجها أنور وجدى يغيب عن الحضور الفنانة ليلى مراد
سعيد الشحات

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أيقظت الفنانة ليلى مراد زوجها الفنان أنور وجدى لتسأله: «سامع يا أنور الأذان؟»، فرد أنور دون اكتراث:  «معقولة يا ليلى بتصحينى عشان تسألينى سامع صوت الآذان؟.. أيوه يا ستى سامع».
 
كانت ليلى وقتئذ يهودية الديانة منذ مولدها فى 17 فبراير عام 1918، وتزوجت أنور فى 15 يوليو 1945 وهى يهودية، وحسب روايتها أكثر من مرة لقصة إسلامها، فإنها بعد أن أيقظت أنور باردته بسؤال: «انت ليه يا أنور ما طلبتش منى إنى أكون مسلمة ساعة ما طلبتنى للجواز؟»، فأجاب: «يا ليلى يا حبيبتى أنا اتجوزتك لشخصك، وما كانش فارق معايا انتى مسلمة أو يهودية، خصوصا إن الإسلام إدانا الحق فى كده، وأنا ما حبيتش أتكلم فى الموضوع ده أبدا عشان مؤمن بأن دى حرية شخصية وكل واحد حر فى دينه».
 
ردت ليلى فى حسم: «أنور، أنا عاوزة أبقى مسلمة من زمان، وأنا بفكر فى الموضوع ده، وكل يوم فى الفجر أسمع صوت الأذان، واحس إنى قربت خطوة من القرار ده، والليلة دى قررت أنى أكون مسلمة»، فأمسك أنور بكتفيها قائلا: «صحيح يا ليلى عاوزة تبقى مسلمة؟» فأجابت: «أيوه يا أنور صحيح وعن ارتياح واقتناع، وربنا يقدرنى إنى أرضيه وابقى قريبة منه»، وختمت ليلى بنطقها الشهادتين، وقامت وتطهرت وتوضأت وصلت مع أنور- على غير عادته- ركعتين لله، وأتبعتها بصلاة الفجر، وعندما أشرقت الشمس استدعت فضيلة الشيخ محمود أبوالعيون أحد علماء الأزهر الشريف، وأسرت إليه بما حدث، وأعادت أمامه نطق الشهادتين، وطلبت منه أن يعلمها أصول الدين الصحيح وكيفية أداء العبادات.
 
مر ما يقرب من سنة على هذه الحادثة، وفقا لتقدير الكاتب الصحفى أشرف غريب فى كتابه «الوثائق الخاصة لليلى مراد»، مضيفا، أنه فى 27 ديسمبر، مثل هذا اليوم،  1947، توجهت ليلى إلى محكمة مصر الابتدائية الشرعية، برئاسة الشيخ حسن مأمون، الذى أصبح شيخا للأزهر من 1964 حتى وفاته عام 1973، وذلك لإشهار إسلامها رسميا، وكان الصحفى أحمد حسن، المحرر بجريدة البلاغ، هو الوحيد الذى اصطحبته معها ليحضر لحظة نطقها بالشهادتين، وكان الشاهد الآخر هو سكرتير دار الإفتاء الأستاذ محمود أفندى أحمد، أما زوجها أنور وجدى فغاب عن هذا المشهد، ويكشف أشرف غريب السبب اعتمادا على حوار له مع المخرج حسن الصيفى، الذى كان صديقا لليلى وأنور، قائلا: إن هذه كانت رغبة ليلى، ووافق عليها أنور لأنها أرادت أن يكون إسلامها خاليا من أى شائبة تأثر بزوجها أو خضوعها لأوامره أورغبة فى إرضائه. 
 
نصت وثيقة الإشهار: «حضرت السيدة ليلى مراد بنت زكى مراد، المقيمة بالمنزل 26 شارع شريف باشا عمارة الإيموبيليا، وبعد تعريفها شرعا بشهادة كل من حضرة الأستاذ محمود أفندى أحمد سكرتير دار الإفتاء، والأستاذ أحمد حسن المحرر بجريدة البلاغ، وأخبرت بأنها كانت يهودية إسرائيلية، واعتنقت الدين الإسلامى من مدة طويلة، ونطقت بالشهادتين قائلة: أشهد أن لا إله إلا الله وأن سيدنا محمد رسول الله، وأن موسى عبدالله ورسوله، وبرئت من كل دين يخالف دين الإسلام، وقد أشهدت على نفسها اليوم بأنها أسلمت لله سبحانه وتعالى، ونطقت بالشهادتين بالصيغة المشروعة، واختارت لنفسها من الأسماء اسم «ليلى مراد».
 
كانت عبارة «يهودية إسرائيلية» التى جاءت فى الوثيقة تطلق على الشخص اليهودى فى المؤسسات الرسمية والدينية وقتئذ، وكان السؤال كيف استقبل يهود مصر خبر إسلامها؟ يجيب الدكتور محمد أبوالغار على ذلك فى كتابه «يهود مصر من الازدهار إلى الشتات»، ويذكر شهادة يهودى مصرى اسمه موريس شماس، عاصر الحدث وكان يعيش فى حارة اليهود وهاجر إلى إسرائيل.
 
 يقول موريس: اجتمع عدد من يهود الحارة ليناقشوا مشكلة كبيرة تخص مطربتهم ومعبودتهم الجميلة ليلى مراد، التى علموا أنها غيرت ديانتها إلى الإسلام، وكان الغضب يحلق فوق رؤوس الكثيرين، وأكثرهم غضبا اليهودى المصرى إيطالى الأصل «لا نسيانو» صاحب المقهى، الذى أعلن أن الراديو سوف يغلق فى المقهى عند إذاعة أغنيات ليلى مراد، وأنزل صورتها المعلقة على الحائط، إلا أن سعدية اليهودية الفقيرة ثارت على هذا التصرف وصاحت: لماذا هذا الغضب؟ هل هى قريبتكم؟ هل هى أختكم؟ ما علاقتكم بها؟
 
فى اليوم التالى عم الارتياح بعد أن انتشر خبر فى الحارة بأنها فى الليلة السابقة زارت سرا معبد ابن ميمون اليهودى فى الحارة، فى منتصف الليل، وطلبت عزف الموسيقى على روح أبيها الفنان زكى مراد، ثم غادرت المعبد فى هدوء، يعلق «أبوالغار»: «تبدو هذه الحكاية مصرية تماما، انفعل الناس بسرعة وكان غضبهم شديدا، وسرعان ما عاد الهدوء والصفاء لهم، وبدأوا يستمعون إلى محبوبتهم قيثارة الموسيقى العربية».









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة