أكد تقرير صحفي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن الهجمات الصاروخية التي شنتها القوات الروسية أمس الجمعة على العديد من مواقع البنية التحتية للطاقة فى أوكرانيا تسببت فى قطع التيار الكهربائى عن 15 منطقة في جميع أرجاء البلاد بما فيها العاصمة كييف.
ونسب التقرير إلى فيتالي كليتشكو عمدة العاصمة كييف قوله إن ما يقرب من ثلث سكان العاصمة فقط لديهم إمدادات طاقة ووسائل تدفئة، وأن السلطات عطلت العمل في مترو الأنفاق حتي يتمكن السكان من استخدام محطات المترو كمراكز إيواء، في الوقت الذي تحذر فيه الحكومة من انقطاع التيار الكهربي لفترات طويلة بسبب الأعطاب التي أصابت شبكة الكهرباء.
ويضيف التقرير أن الموجة الأخيرة من الهجمات الصاروخية الروسية ألقت بالعديد من المدن في أوكرانيا في ظلام دامس وأدت إلى انقطاع إمدادات المياه ووسائل التدفئة في ظل أجواء شديدة البرودة تصل فيها درجات الحرارة إلى ما دون الصفر خلال فصل الشتاء.
وتوضح الشركة القومية للطاقة في أوكرانيا أن البلاد فقدت في الوقت الراهن ما يقرب من 50 في المائة من البنية التحتية للطاقة بسبب القصف الروسي والذي استهدف شبكات الكهرباء الرئيسية والحيوية إلى جانب منشآت توليد الطاقة.
ويوضح التقرير أن السطات الأوكرانية تبذل جهودا مضنية من أجل إصلاح ما دمرته الضربات الصاروخية الروسيةK حيث تمكن الفنيون من استعادة التيار الكهربي في نحو 50 في المئة من المناطق في مدينة خاركيف وهي ثاني أهم مدينة أوكرانية بعد العاصمة كييف.
ويلفت التقرير إلى أن روسيا بدأت هجماتها الصاروخية المكثفة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا منذ أكتوبر الماضي بحجة أن تلك المواقع أصبحت منشآت ذات طبيعة عسكرية، في الوقت الذي تؤكد فيه فرنسا والاتحاد الأوروبي أن استهداف منشآت البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا يعد جريمة حرب.
ويشير التقرير إلى تصريحات صادرة عن الجيش الأوكراني تؤكد أن القوات الروسية أطلقت أمس الجمعة 74 صاروخا معظمها من طراز كروز، تمكنت قوات الدفاع الجوي من إسقاط 60 صاروخا منها، بينما أعلن الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي أن القصف تسبب في إغراق 14 منطقة في العاصمة كييف في الظلام، وناشد الدول الغربية تقديم المزيد من الدعم العسكري لبلاده ولاسيما منظومات الدفاع الجوي المتطورة من أجل تعزيز قدرتها على مواجهة الآلة العسكرية الروسية.
ويتناول التقرير الموقف الروسي في هذا الصدد حيث ينسب إلى مسؤولي الكرملين قولهم إن أوكرانيا هي المسؤولة عن المعاناة الإنسانية التي يتعرض لها الشعب الأوكراني بسبب رفضها الاستجابة للمطالب الروسية لمفاوضات السلام بين الجانبين من أجل التوصل لتسوية سلمية للصراع.
وفي الوقت نفسه تشير قيادات في الجيش الأوكراني إلى أهمية المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لكييف والتي بفضلها تمكنت قوات الدفاع الجوي الأوكرانية من إسقاط العديد من الصواريخ الروسية التي استهدفت العاصمة كييف.
ويشير التقرير في الختام إلى تصريحات قيادات في الجيش الأوكراني يؤكدون فيها استعداد روسيا في الوقت الحالي لشن عملية عسكرية ضخمة خلال الأيام القليلة المقبلة من أجل بسط سيطرتها على العاصمة كييف، بينما عبر أمين عام حلف شمال الأطلنطي يسن ستولتنبرج في تصريحات صحفية عن اعتقاده أن روسيا تتأهب لحرب طويلة المدى في أوكرانيا.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة