ترك الرومانيين آثارا عديدة في مصر، كان لمحافظة البحر الأحمر نصيب كبير منها، وتبدأ أثارهم من ناحية الجنوب حيث تنتشر في محمية علبة ووادي الجنوب بالمناطق الحبلية مخربشات أثارية منها الرومانية تدل علي وجودهم في تلك الأماكن وانتشارهم في الصحراء الشرقية، ثم معبد سرابيس الأشهر في مدينة مرسي علم والذي، استخدمه الفراعنة قبل الرومانيين وكان يحكي عن قصة ايزيس وأوزوريس، ثم استخدمه الفراعنه بعد ذلك .
وتأتي بعد ذلك المدينة الرومانية المحجرية في مدينة سفاجا والتي تعد الأشهر بعد سرابيس بالنسبة لأثار الرومانيين في البحر الأحمر تقع تلك المدينة علي بعد قرابة 45 كيلومترا جنوب غرب مدينة سفاجا، وتسمي "مونس كلوديانوس"، والتى تعد أهم محجر رومانى لإنتاج الأحجار والأعمدة الضخمة الذى يسمى بالحجر الملكى، والذى شيد منه جميع معابد الرومان العظيمة لمدة تتراوح ما بين 100 إلى 200 عام تقريبا.
تعد مدينة "مونس كلوديانوس" هي الأصل في انتاج الأعمدة الملكية المتواجدة في المعابد والمتاحف العالمية التابعة للرومانيين، حيث أن مدينة "مونس كلوديانوس" الرومانية، كان يديرها الجيش الرومانى، وكان يقيم بها الآلاف من العمال الرومانيين لإنتاج الأعمدة البريطانية الضخمة، التى تم اكتشافها بعد أكثر من 190 عاما.
من جانبه قال الأثري محمد ابو الوفا، أحد العاملين بمنطقة اثار البحر الأحمر، أن مدينة مؤنس كلوديانوس تعرضت للسرقة والنهب من قبل تجار الآثار، حيث كانت تحتوى على كمية كبيرة من الأعمدة الملكية وبقايا آثار العمال الذين كانوا يقيمون فيها، وذلك بسبب إهمالها وعدم وجود حراسة لحمايتها.
وأضاف أن تلك المدينة فى بداية الأمر استخدمها الرومان لاستخراج الاحجار منها، وكانت بمثاية اكبر محجر لهم فى الصحراء الشرقية، وكان عمالها من المهرة ويتقاضون أعلى مرتبات فى الدولة الرومانية بكونهم مسئولين عن تشيد المعابد الملكية، مضيفا أن الأعمدة الموجودة بالمدينة الرومانية يبلغ طول الواحد منها 20 مترا وقطره 2.5 متر ويزن نحو 200 طن، ومازالت بها المبانى باقية على حالها حتى الآن، وأن تلك المدينة كانت تحتوى على أبراج مراقبة لحراستها مازالت حتى الآن باقية وكانت المدينة تضم حوالى 1000 شخص من الحرس.
وأوضح أنه مازالت المنازل الرومانية التي كانت تسكنها العمال، وأنقاض الكنائس التى بنيت من الجرانيت والآبار الدائرية التى كانت تملؤها المياه المعدنية، موجودة حتي الأن ، وكذلك مازالت هناك بقايا من قطع أثرية وأعمدة يصعب سرقتها لثقلها وضخامتها وبعض الأحواض المكتوبة عليها نصوص رومانية".
ومن جانبه قال يوسف حسن، منظم رحلات سفاري، إن الكثير من السياح يعشقون رحلات السفاري لتلك المنطقة عندما تحدثهم عنها عند بيع رحلات السفاري في الفنادق، موضحا ان هناك الكثير ممكن يهتم بالاثار القديمة وخاصة من الاوربين وعندما تمتزج رحلة السفاري مع رحلة اثرية يفضلها الكثير من السياح.
وأضاف منظم رحلات السفارى ، أن المدينة الرومانية فى الأصل هى عبارة عن منازل بدائية، وحمامات عامة وصوامع غلال لعمال أكبر محجر رومانى لاستخراج الحجر الملكى الذى بنيت منه أغلب معابد الرومانية، وأن منازل العمال كانت عبارة عن أزقة ضيقة يبلغ كل منزل قرابة الـ70 مترا مربعا، وكانت خارج تلك المنازل منزل خاص يقيم به مدير المحجر، كما كانت تضم المدينة معبد لم يكتمل بناؤه وإسطبلات لاستيعاب ما يصل إلى 400 رأس من الثيران، كانت تستخدم فى سحب الحجارة".
وتابع: أن المدينة الرومانية تقع طريق سوهاج البحر الأحمر، جذبت الكثير من رحلات السفارى، التى يتم تنظيمها للسائحين الزائرين للتعرف على أهمية هذه المدينة خلال الحكم الرومانى لمصر.
وأشار إلى أن اغلب السياح الذين يقومون برحلات سفاري في تلك المنطقة من نزلاء فنادق سفاجا والقريبة منها مثل منطقة مكادي، مطالبا وزارة الآثار بعمل سور حول تلك المدينة والتنسيق مع الجهات الأخرى لتأمينها، حيث إن لصوص الآثار قد نهبوها بأكملها وما تبقى منها أحجار يصعب استخراجها وأعمدة يبلغ وزنها 200 طن، مؤكدا على أن تلك المدينة ستكون على قائمة البرامج السياحية فى حالة تأمينها وعمل تذاكر لدخولها.
أحجار ملكية فى مديمة مونس كلوديانوس
المدينة الرومانية القديمة
بقايا اثار المدينة الرومانية
تعتبر محجر الرومانيين قديما
منها كانت تستخرج الأعمدة الملكية
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة