أطلقت وزارة الأوقاف، ولأول مرة أول مجلس فقه لشرح كتاب "قواعد الفقه الكلية" اليوم الأحد، بمسجد الإمام الحسين رضى الله عنه عقب صلاة العصر.
يأتي ذلك بحضور 8 من كبار الفقهاء وهم: "الدكتور عبد الله مبروك النجار عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور عطا السنباطى عميد كلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والدكتور محمد إبراهيم الحفناوى أستاذ أصول الفقه بكلية الشريعة والقانون بطنطا، والدكتور سيف الدين رجب قزامل عميد كلية الشريعة والقانون بطنطا الاسبق، والدكتور عبد الستار الجبالى أستاذ الفقه المتفرغ بكلية الشريعة والقانون، والدكتور عطية لاشين أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، والدكتور هانى تمام أستاذ الفقه المساعد بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بجامعة الأزهر، والدكتور محمد صلاح حلمى الأستاذ المساعد بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة، وبحضور الدكتور محمد عزت الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والشيخ عبد الفتاح جمعة مدير عام الإدارة العامة للإعلام والعلاقات الإسلامية بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور عمرو مصطفى مدير عام الإدارة العامة للتحرير والنشر، والدكتور خالد صلاح الدين مدير مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور سعيد حامد مبروك مدير الدعوة مديرية أوقاف القاهرة، والدكتور صبرى غاياتى مدير الدعوة بمديرية أوقاف الجيزة ولفيف من السادة الأئمة والواعظات، وعدد من رواد المسجد.
فى بداية اللقاء رحب الدكتور عبد الله النجار بالسادة الحضور جميعًا مؤكدًا أن هذا اليوم يوم مبارك نجتمع فيه فى ساحة مسجد مولانا الإمام الحسين لعقد هذا المجلس العلمى الراقى، والذى يناقش موضوعًا من أهم الموضوعات الفقهية، والتى تهتم بتدبير شئون الناس ووضع القواعد الضابطة لسلوكهم وأفعالهم، حيث أن القواعد الفقهية تضبط سلوك الإنسان وتضبط له نظام الحياة.
وأشار إلى أن الهدف من عرض هذه القواعد إظهار أثر هذه القواعد فى تقويم السلوك، فهى وسيلة طيبة وجيدة لتصحيح السلوك، موضحا أن العادة المحكمة المشروعة هى التى تكون وفق ضوابط الشريعة، أما من يخرجون فى جماعات هدفها التخريب أو التدمير فليس ذلك من الدين فى شيء، وأن الدين انتشر بالحكمة والموعظة الحسنة، وبأخلاق المسلمين العظمى، فالله ( تبارك وتعالى) حث المسلمين على التواصل مع غيرهم بالحب والمودة والإخلاص.
ووجه الشكر لوزارة الأوقاف على هذه المجالس التى تسهم فى التجديد الصحيح والمستمر فى مجال الدعوة الإسلامية، وتشكيل الوعى المستنير الذى يهدف إلى تحقيق حالة استنارة عامة وواسعة، وأن وزارة الأوقاف لا تلبث بين الحين والحين أن تتحفنا بهذه المجالس العلمية المبتكرة والجديدة على ساحة الدعوة الإسلامية.
وفى كلمته أكد الدكتور محمد إبراهيم الحفناوى، أن فهم القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة فهمًا صحيحًا أمر ضرورى، وأن معانى القواعد الفقهية كانت موجودة وراسخة فى أذهان الفقهاء وأن الكتابة فيها بدأت فى القرن الرابع الهجرى، وأن العصر الذهبى للتوثيق فى القواعد الفقهية هو القرن الثامن الهجرى، ومن هذه القواعد قول النبى (صلى الله عليه وسلم): "لا ضرر ولا ضرار"، وقاعدة "المسلمون عند شروطهم".
وخلال كلمته شدد الدكتور سيف الدين رجب قزامل، على أن العلماء القدامى سهلوا أصول الفقه طريق القواعد الفقهية، ومن تلك القواعد قاعدة: "لا ضرر ولا ضرار" فجميع الأحكام الفقهية تدور حول هذه القاعدة.
فيما أوضح الدكتور عطية لاشين، صلاحية الشريعة لكل زمان ومكان، حيث قررت الشريعة أن المشقة تجلب وتستوجب التيسير وقد زود رسول الله "صلى الله عليه وسلم" رسله إلى اليمن بنصائح عظيمة جاء فيها: "يَسِّرَا ولَا تُعَسِّرَا، وبَشِّرَا ولَا تُنَفِّرَا"، كما دعت الشريعة إلى حسن معاملة الخادم وعدم تكليفه فوق طاقته.
وفى كلمته أكد الدكتور هانى تمام أن الفقهاء وضعوا القواعد الفقهية لضبط الأمور الفقهية، ومن هذه القواعد قاعدة: "العادة محكمة" والعادة هى العرف، فعرف الناس محكم، حيث أن الله تبارك وتعالى لم يفصل جميع الأحكام وإنما ترك الباب مفتوحا للعلماء ليجتهدوا وفق عرف الناس وعادة الناس، وذلك لأن الإسلام دين عالمى صالح لكل زمان ومكان، ويراعى الاختلافات الفردية والاجتماعية، موضحا أن إفتاء الناس بمجرد المنقول فى الكتب دون معرفة عوائدهم ضلال وإضلال.
وفى كلمته أكد الدكتور محمد صلاح حلمى أن قاعدة: "الأمور بمقاصدها" تمثل ثلث الدين، والبعض قال: تمثل ربع الدين، وأن نصوص الشريعة لها حكمة، وبعضها تعبدى، فيما أكد الدكتور عطا السنباطى أن قواعد الفقه مرتبط بعضها ببعض كارتباط الشريعة ببعضها، وأنه لا يكفى لمن يتصدى لقضايا التجديد أن يكون ملما ببعض القضايا دون بعض ولا أن يكون مجرد حافظ للقواعد غير فاهم لمعانيها ولا مدرك لدقائقها، وذلك للوصول إلى الفهم الوسطى المستنير.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة