قرار ليس الأول من نوعه، إذ سبقته قرارات شبيهة تصب كلها فى اتجاه تسجيل الشكر والعرفان لحراس منصة العدالة من رجال القضاء، الذين لعبوا أدوارا وطنية وقانونية مهمة فى مراحل حاسمة، وكانوا عونا وسندا لمصر فى محطات مفصلية.
أحدث الحلقات قرار الرئيس السيسى، اليوم بإطلاق اسم المستشار عبد المجيد محمود على أحد محاور المقطم الجديدة، وسبقه فى هذا الشأن قرارات احتفاء وتقدير للمستشار الشهيد هشام بركات، والمستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت عقب ثورة 30 يونيو، وقائمة طويلة من رموز القضاء المصرى الشامخ الذين لم تنس مصر جهودهم ولا تضحياتهم وما قدموه للوطن والمواطنين، سواء على منصة العدالة، أو فى مجالات العمل العام.
المستشار عبد المجيد محمود
حافظ المستشار عبد المجيد محمود، بشرف على هيبة منصب النائب العام، وتصدى لمحاولة جماعة الإخوان الإرهابية فترة حكمهم إقصاءه بتعيينه سفيرًا لمصر فى دولة الفاتيكان، والدفع بنائب عام ينتمى للجماعة، ووقف وقتها فى وجه قرارهم ومن خلفة شباب القضاة للحفاظ على هيبة المنصب.
أدرك نائب عام مصر الأسبق أن مخطط جماعة الإخوان الإرهابية للانتقام من القضاء جاء بدافع محو تاريخهم الإجرامى الأسود بإقصاء القضاء المحايد، واستبداله بقضاة نجحوا فى اختراق عقولهم بأفكارهم المسمومة.
وبرغم الصعوبات والأيام السوداء التى مرت على القضاء المصرى منذ 2012 وحتى 2013 وما بعدها من أحداث مؤسفة، إلا أنه وقف ومن خفه أبناء النيابة العامة ضربوا أروع الأمثلة فى النزاهة والشرف واستقلالية القضاء، ووقفوا فى وجه عصابة الإخوان فى فترة حرجة وصعبة، وهى الفترة التى تولوا فيها حكم البلاد وكانت أصعب الفترات بعد سقوطهم.
بداية تخلص الإخوان الإرهابية من النائب العام عبد المجيد محمود كانت بعد انتخابات مجلس النواب الإخوانى بعدما تلفظوا بأفظع الألفاظ داخل قاعة المجلس ضد النائب العام والقضاء، ورددوا شعارات سخيفة ومتدنية وهى "الشعب يريد تطهير القضاء".
وقتها ادعى المستشار احمد مكى الذى كان يشغل منصب وزير العدل أن هذا الشعار ما هو إلا توجه للقوة الثورية، فرد عليه المستشار عبد المجيد قائلا:" أوعى تقول القوة الثورية" لأنهم براء من هذا.
وكان ذلك تحديدًا بعدما رفض النائب العام طلب الإخوان القبض على بعض الإعلاميين، وأبلغ مكى بهذا الرفض ليعاود الاتصال به بعد صدور حكم ببراءة المتهمين فى أحداث موقعة الجمل الشهيرة وقالى لى "القوة الثورية"، فقاطعه واعترض على اللفظ وقال له" قول القوة الإخوانية"، فرد عليه "قدم طلب لعودتك لمنصة القضاء رئيسًا لمحكمة الاستئناف لأن الشعب بيقول عاوز تطهير القضاء وبيطالب بتنحيك"، فرفض عبد المجيد طلبه وأكد له أنه لن يترك منصب النائب العام.
وقوف المستشار عبد المجيد محمود فى وجه قرار الجماعة والعودة للمنصب مجددًا بعد إقصاءه كانت رسالة لكل من يحاول الاعتداء على استقلال القضاء أو الاعتداء على القضاة، ورسالة لكل من تسول له نفسه أن ينال من هذا الحصن، لأنه حصن للشعب، ولكل من يحاول النيل من النيابة العامة لأنه فى النهاية هذا القضاء الشامخ الحر النزيهة هو ملاذ للناس، حتى هو ملاذ لتلك العناصر الإرهابية التى تسعى لتشويهه.
الشهيد هشام بركات
قائمة تكريم شيوخ قضاة مصر، ضمت من قبل أسم الشهيد هشام بركات النائب العام، الذى قدم روحه ثمنًا لإنقاذ الوطن من يد عصابة أبت أن تحكم مصر سلمًا، ودفع ممثل الشعب القضائى الشهيد هشام بركات ثمنًا راه بسيطًا حماية للدولة المصرية من انهيارا رتب له إرهابى جماعة الإخوان وحلفائهم، فرحل الشهيد وبقيت ذكراه الطيبة التى لا ترتبط بالمناصب ولكن بالسيرة الطيبة الحسنة التى تركها من خلفه يتوارثها أجيال.
وامتدادًا لهذا الاهتمام، واتساقًا مع رؤية القيادة السياسية لتكريم الشهداء كان قرار الرئيس عبد السيسى بتخليد أسم الشهيد وإطلاقة على واحد من أكبر ميادين العاصمة "رابعة العدوية سابقا"، الشهيد هشام بركات حاليًا "، ليبقى اسم الشهيد فى سجلات الشرف وشاهدًا على خسة ودناءة جماعة الإخوان الإرهابية، وتضاف لسلسة جرائمهم الدموية فى استهداف قضاة مصر التى كانت بدايتها اغتيال المستشار أحمد الخازندار عقب خروجه من منزلة بحلوان فى 1948.
المستشار عدلى منصور
سطر المستشار عدلى منصور اسمه بحروف من نور فى تاريخ الوطنية حينما قبل مهمة إنقاذ الوطن وتحدى الإرهاب، رجل أحب وطنه فأحبه الشعب، ولم يتخل عن دوره وإدار شؤون البلاد فى الأوقات العصيبة، ولم يسمع للمغرضين، ومضى فى طريق تحقيق الاستقرار الآمن للمصريين، وإكمال خارطة الطريق، لتثبت تجربة الرئيس منصور أن هناك رجالا يحبون وطنهم ويؤمنون به وبأبنائه على هذا النحو المتميز.
أمر الرئيس السيسى، بإطلاق اسمة على مشروع استثنائى لشخصية استثنائية، مشروع محطة عدلى منصور المركزية، التى تُعد بمثابة أضخم محطة تبادلية فى الشرق الأوسط، والقطار الكهربائى (السلام ـ العاشر من رمضان ـ العاصمة الإدارية)، وفى كل مناسبة منذ تولى الرئيس السيسى مهام البلاد لم يفوته أن يُكرم هذا القاضى الجليل إما تكريمًا معنويًا بتقديم التحية والشكر، أو تقديرًا ماديًا كإطلاق اسمه على أحد أهم المشروعات القومية بالصعيد، وهو محور عدلى منصور، ومحطة مترو عدلى منصور، ومحطة عدلى منصور المركزية.
عدلى منصور قاضى قادته الأحداث إلى سدة الحكم، تقلد المنصب بحكم موقعه الوظيفى كرئيس للمحكمة الدستورية العليا عقب عزل محمد مرسى العياط، لم يكن قد حلف اليمين كرئيس للمحكمة، وعندما جاء بيان 3 يوليو معلنا عزل مرسى وبدء مرحلة انتقالية جديدة وافق الرجل تحمل المسئولية فى وقت كانت تمر فيه البلاد باضطرابات شديدة، كان العنف يضرب البلاد من الداخل والإرهاب يدق أبوابها من الخارج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة