لم يشبع وائل رياض من كرة القدم لاعبًا، الإصابات وقعت معه عقدًا طويل الأجل، استنزفت قدراته وإمكانياته وفنياته، وحرمته مع الوصول لسقف طموحاته، وحرمت الجماهير من موهبة لم تنل نصيبها من رحلة المتعة على البساط الأخضر.
وائل رياض ارتضى بمهنة تأتيها الشيخوخة قبل أوانها، وسلك طريقًا تنتهى فيها نجومية اللاعب قبل أن يبلغ الأربعين، لكن الكرة كانت أشد قسوة على وائل رياض شيتوش، وعطلت مسيرته حتى قبل أن يتم الثلاثين.
شيتوس لم يستسلم للأمر الواقع، صنع من الحاجة والحرمان نقطتى انطلاق، اقتدى بالأيقونة بيكاسو الذى رسم معظم لوحاته الأولى باللون الأزرق فقط، لأن الظروف وقتها حرمته من اقتناء ألوان أخرى، لكنه فرض نفسه على الرسم والرسامين وأصبح سيدهم.
اشتهر وائل رياضى بلقب سيمونى العرب، لم تعطه الكرة حقه لاعبًا، ولم يحظى بلقب يستحقه خلال رحلته الكروية، فاستحق أن يلقب بواحد من أيقونة المدربين وعظمائهم، الأرجنتيني دييجو سيموني.
رحلة وائل رياض مع الجلد المنفوخ، بدأت من صفوف ناشئى الأحمر فى موسم 98 /1999، وتم قيده بالفريق الأول فى موسم 2003 / 2004، وكانت مشاركته الأولى مع الفريق الأول أمام فريق سكة حديد سوهاج في مسابقة الدوري الممتاز موسم 2000 / 2001، والتي انتهت بفوز الشياطين الحمر برباعية.
عرفت الجماهير شيتوس بشكل أكبر فى بطولة كأس العالم للشباب، والتى استضافتها الأرجنتين فى 2001، وحقق خلالها الميدالية البرونزية، هذه البطولة الذي شهدت مولد جيل عملاق، خرج من رحم المعاناة والبداية الكارثية، هو الجيل الذي حقق أعظم انجاز للمنتخبات الوطنية، ويكفى أنه الجيل الذى حول انتكاسة البدايات بالهزيمة بسباعية أمام الأرجنتين لرحلة سيظل الجميع يتذكرها.
فنيًا امتلك شيتوش كل الحلول للوصول لمرمى المنافسين، كان قاسيا عليهم، شديد البأس على المدافعين، تمتع بالتسديدات والتمريرات القاتلة والتحركات والمهارات الفردية، وكان من الصعب السيطرة عليه.
تسببت الإصابات المتتالية لشيتوس في إبعاده عن الأهلي ليلعب بعدها لأندية حرس الحدود والاتصالات والجونة بعد الرحيل عن الأهلي، ثم اتجه للعمل الإعلامي ثم التدريب، حيث تواجد في وقت سابق مدربا لمنتخب مصر الأولمبي وحصل معهم على كأس الأمم الأفريقية تحت 23 سنة التى أقيمت فى مصر خلال نوفمبر 2019، والتأهل لأولمبياد طوكيو التي ودعها بالخسارة من البرازيل بهدف دون رد في دور الثمانية للبطولة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة