طالبت منسقة الأمم المتحدة المقيمة لدى جمهورية مصر العربية إلينا بولوفا بإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية وتحقيق حل الدولتين وإعطاء الشعب الفلسطينى حقوقه.
وأعربت بولوفا - في كلمة الأمم المتحدة بالاحتفال باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي أقيم اليوم الثلاثاء، بالجامعة العربية - عن أسفها لمقتل مدنيين، وخاصة المدنيين الفلسطينيين الذين قتلوا مؤخراً في الضفة الغربية، مطالبة كل الأطراف بتقليل التوتر.
ودعت المسؤولة الأممية إلى إنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، وتحسين حياة كل الفلسطينيين، مؤكدة أهمية دور وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة "الأونروا".
وشددت على أن موقف الأمم المتحدة هو أن السلام يجب أن يتقدم والاحتلال يجب أن ينتهي، فضلا عن ضرورة التوصل لحل الدولتين، وحصول على الشعب الفلسطيني على حقوقه بحرية وكرامة.
من جانبه، طالب شيخ نيانج رئيس لجنة الأمم المتحدة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف - في كلمة عبر الفيديو كونفرانس- بوقف فوري لقتل المدنيين في الأراضي المحتلة، مشددا على رفض الإجراءات والقوانين الإسرائيلية بحق الفلسطينيين.
ونوه بالقرارات الخمسة التي صدرت عن لجنة الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن فلسطين بما فيها قرارات بشأن المستوطنات، وإحالة موضوع الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية للمحكمة الجنائية الدولية.
وألقى عبد الحميد شبيره سفير الجزائر في مصر ومندوبها لدى الجامعة العربية كلمة نيابة عن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئيس القمة العربية أكد فيها موقف الجزائر الداعم للشعب الفلسطيني.
وأشار إلى أن إحياء هذا اليوم تأكيد صريح لحقوق الشعب الفلسطيني وفرصة لتذكير المجتمع الدولي، وقال إن ما يحتاجه الشعب الفلسطيني أن يتم ترجمة ذلك إلى إجراءات عملية لإنهاء الاحتلال وتنفيذ قرارات الشريعية الدلوية، مشيرا إلى أن منظومة الاستيطان تقوض فرص حل الدولتين.
وجدد شبيره الدعوة لضرورة تطبيق أحكام اتفاقية جنيف الرابعة في فلسطين والارتكاز على مبادئ العدالة والمساواة، وتفعيل الإجراءات اللازمة للملاحقة القانونية للجرائم الإسرائيلية.
بدوره، قال الأستاذ الدكتور سلامة داوود رئيس جامعة الأزهر إن الأزهر كان ولا يزال ظهراً وسنداً للقضية الفلسطينية.. معرباً عن استنكار الأزهر لما تقوم به شراذم متطرفة، من جرائم بحق الشعب الفلسطيني، ومشدداً على أن حماية العدوان هي عدوان.
وأضاف أن الاقتحامات المتكررة بحق الأقصى هي استفزاز وعدوان على المسلمين في العالم كله، لأن المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعي له سائر الجسد بالسهر والحمى.
واعتبر داوود أن القضية الفلسطينية هي اختبار حقيقي للعالم المتحضر الذي ينادى بالعدل، فالتضامن مع الشعب الفلسطيني واجب على كل حر، مشيرا إلى أن فلسطين بها مسرى الرسول محمد ومهد النبي عيسي.
وأضاف: "ما أحوجنا أن تقوم المنظمات بما كان يقوم بها حلف الفضول قبل الإسلام، الذي تعهدت فيها قبائل قريش ألا يجدوا مظلوما إلا ردوا له مظلمته، وأشاد به الرسول بعد الإسلام".
وأشار إلى أن مدينة القدس لم تشهد قروناً أكثر عدلاً وأمنا من القرون التي جاءت بعد فتح المسلمين لها، وبعد منح الخليفة الراشد عمر بن الخطاب أهلها وثيقة الأمان، أعطاهم فيها الأمان لأنفسهم، لافتا إلى أن مسجد قبة الصخرة بني في عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان، وأنفق على بنائه من خراج مصر لسبع سنوات، أي من خراج مصر بني هذا المسجد الذي يعد من أروع ما بناه المسلمون.
من جانبه، نقل القمص بيشوي فهمي حنا ممثل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تحيات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وعلى رأسها قداسة البابا تواضروس الثاني، إلى الحضور في الاحتفال، مشدداً على أن القضية الفلسطينية تحتل موقعاً مهما في وجدان مصر وكل العرب.
وقال إن مصر تدعم حق الشعب الفلسطيني في الوصول لحقوقه، وهي تعتبر دولة فلسطين جزءاَ لا يتجزأ من أمنها القومي، ولم تتوقف يوماً عن المطالبة بحل الدولتين، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة لها كل الحقوق على حدود 4 يونيو، وفقاً للقانون الدولي وكأي دولة أخرى، ووقف أي انتهاكات بحق المقدسات الإسلامية أو المسيحية أو تغيير الهوية العربية للقدس.
وحذر القمص فهمي من مغبة ما يحدث في القضية الفلسطينية والتجميد لعملية السلام، مؤكدا أن مصر لم تتوقف عن تقديم أي دعم للشعب الفلسطيني ومنه فتح معبر رفح، ونقل الإصابات الحادة من غزة للقاهرة، ثم جاءت مبادرة الرئيس عبد الفتاح السيسي، بتقديم مبلغ 500 مليون دولار، لقطاع غزة بعد أن أصبحت البنية الأساسية مدمرة فيه بالكامل، كما قامت مصر أكثر من مرة بالوساطة بين السلطة الفلسطينية والعديد من الجهات داخل فلسطين.
وقال إن "كنيستنا التي هي جزء أصيل من الدولة المصرية لم تتوقف يوماً عن دعم القضية الفلسطينية، فالبابا الراحل كيرلس بذل جهداً كبيراً لدعم القضية الفلسطينية، وخاطب الكثير من الكنائس العالمية بشأن دعمها، كما تواصل بالعديد من مسؤولي العالم في هذا الشأن".
وأضاف القمص فهمي أن البابا الراحل يوحنا بولس الثاني، قد عقد مؤتمراً في الكنيسة بالعباسية في عام 2005، لمناصرة الرئيس الفلسطيني حينما كانت إقامته محددة في رام الله، وتم التواصل معه في المؤتمر على مسمع الحضور، كما أن البابا تواضروس أعرب عن دعم القضية الفلسطينية في مواقف عديدة، منها مشاركته في مؤتمر الأزهر بشأن القدس في عام 2018، حيث أكد على رفضه للموقف الأمريكي بنقل السفارة الأمريكية لدى إسرائيل إلى القدس.
وقال إن القضية الفلسطينية هي قضية عربية وقضية كل مسلم ومسيحي عربي، إنها قضية شعب وقضية وطن وقضية حياة ووجود، ولكنها تعتبر بحق من أكثر القضايا المعاصرة إشكالية وتعقيداً.
من ناحيته.. حذر سفير الأردن في مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية أمجد العضايلة من أن غياب حل للقضية الفلسطيني سيدفع المنطقة إلى مشكلة أعمق تهدد السلم والأمن الدوليين، مشددا على أنه يجب الوصول لحل الدولتين وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة