"حديقة مجهز بألعاب للأطفال وفصول تعليمية ووجبات مزينة والأطفال على وجوهم البسمة والفرحة يلعبون على نغمات الأغانى"، هى ليست حديقة خاصة أو حفلة فى أحد النوادى، بل هى القسم المخصص لمرضى متلازمة التمثيل الغذائى بمستشفى الأطفال بجامعة الزقازيق، وهى تجربة جديدة تقدمها الجامعة الأولى من نوعها بين الجامعات، نحو تقديم أفضل رعاية صحية وبصورة إنسانية للأطفال المرضى، ذلك والقضاء على معاناة الأطفال من الحرمان من أنواع الغذاء كمثل أقرانهم والقضاء على كافة المشكلات التى كانت تواجههم فى الماضى بسبب الروتين وعدم توفر الأغذية إلا فى أماكن معنية.
"غذائى دوائى"، هو شعار رفعته كلية الطب بإشراف العميد أحمد عنانى والدكتور وليد ندا الرئيس التنفيذى لمستشفيات الجامعة، لتوفير الرعاية الإنسانية والصحية لمرضى التمثيل الغذائي.
انتقل "اليوم السابع" إلى مستشفى الأطفال، ليشارك المرضى اليوم الترفيهى المخصص لهم، وأوضحت الدكتورة وسام عبدالمنعم مختار استاذ طب الأطفال، أن الجامعة هى سبق وأن بادرت بإقامة مخبز لتوفير أنواع الألبان والمخبوزات والأطعمة المصنعة من مواد معنية تناسب الأطفال مرضى متلازمة التمثيل الغذائى، والمعروف أنهم محرومين مع تلك الأطعمة لخطورتها على صحتهم، وذلك للقضاء على معاناة الأسر التى كانت تضطر فى السابق السفر إلى المحافظات لشراء الطعام لأطفالهم والتى كانت تسبب لهم معاناة شديدة وتكلفة مادية عالية عليهم.
وأضافت أنه كان النمط التقليدى فى السابق لمتابعة الطفل، يمثل يوم معاناة على الطفل وأسرته بسبب المتابعة فى المستشفى والتحاليل الدورية وتستلم التغذية الخاصة كل خدمة بأماكن متفرقة، بالإضافة إلى الخدمات الإدارية الخاصة بالتأمين الصحى والتى تتضطر الأسرة للذهاب لمقر التأمين.
وتابعت أنه فى إطار السعى لتقديم خدمات الصحية بصورة إنسانية للأطفال، قررت إدارة مستشفيات الجامعية، أن يوم المتابعة هو يوم ترفيهى ثقافى للطفل والأم، حيث تم تخصيص المكان بالتجهيزات اللازمة، لتوفير كافة الخدمات الأساسية والإدارية فى مكان واحد حتى لا تتنقل الأسرة لأكثر من مكان بين مبانى المستشفيات الجامعية، أو السفر لمحافظة أخرى لشراء التغذية.
وأشارت إلى أن هذا المرض لا يحتاج لدواء ولكنه يعتمد على تغذية معينه، لذلك نعتمد على تأهيل الطفل وأسرته كيفية التعامل معه، ففى يوم المتابعة المخصص لهم، يتم إجراء الفحص الطبى والتحاليل الدورية، وتخصص حصة للأطفال والأمهات داخل فصل لتعريفهم بطبيعة المرض وكيفية التعامل معه والتأهيل النفسى عن طبيعته الخاص، ثم يليها حصة عملية داخل مطبخ صغير لتعليم الطفل الاعتماد على نفسة فى إعداد طعامه الخاص، وثم تقدم وجبة فى الحديقة بحيث يتشارك الأطفال معا الطعام وهو ما يدعهم نفسيا ويمارسون الألعاب والترفية، ويتناول كب كيك وبسكويت مخبوز من نوع معين من الدقيق، وحديقة للأطفال مجهزة بالالعاب، لقضاء يوم ترفيهى.
وأشارت إلى أننا نهدف فى الفترة القادمة التنوع فى توفير كافة أنواع المأكولات وتغليفها بطريقة تشبه مثيلتها المعروضة فى المحلات لجذب الطفل إليها، وعرضها أيضا فى السوبر ماركت القريب لكل طفل أو بالمدرسة بحيث يتوجه الطفل لشرائها حتى لا يشعر بالاختلاف عن باقى الأطفال العاديين، وتابعت أن الجامعة تسعى لتعميم الفكرة على مستوى المحافظات، ونمد يد العون بالخبرة لأى محافظة ترغب فى تنفيذها.
فيما قال الطفل يحيى 7 سنوات، إنه يكون سعيدا جدا بقضاء يوم ترفيهى مع الأطفال بالحديقة، ومارس اللعب على الأرجيح مع أقرانه وتناول طعام اللبن والكب كيك، وتكمل والدته، أن الوضع تبدل تماما عن السنوات السابقة، فالمستشفى موفرة كل الخدمة الكاملة من تحليل وإجراءات إدارية الخاصة بالتأمين الصحى، وصرف التغذية، وقضاء فترة ترفيهية، أما فى السابق، كنا يوم للتحاليل ويوم ناخذ نتائج ويوم للمتابعة، والسفر للمحافظات لشراء التغذية الخاصة وهى كانت صعوبة ومعاناة على الأسرة والطفل، مضيفا أنها الآن تستطع توفير أى كميات من التغذية وبأنواعها المختلفة، وطفلها يستطيع أن يذهب للمدرسة ومعه لانش بوكس بوجبات مثل الأطفال العاديين.
بينما أشارت والدة الطفل حبيبة أحمد، 6 سنوات، إنه منذ اكتشاف المرض، بدأت التغذية الخاصة، وهنا بالمستشفى تعلمت طبيعية مرضها فى فصول تعليمية وطريقة تحضير الوجبات الخاصة بها بحيث يستطع الاعتماد على نفسها وحماية صحتها، معربا عن شكرها لرفع معاناتهم بتوفير مخبز الذى يقدم كافة أنواع الغذاء الخاص بتغذيتها.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة