يحتفل الرئيس الأمريكى جو بايدن بعيد ميلاده الثمانين، فى الوقت الذى تثار فيه التساؤلات والتكهنات حول مساعيه للترشح لفترة رئاسية ثانية فى عمر متقدم.
وقالت صحيفة "يو إس إيه توداى"، إن بايدن الرئيس الأمريكى الأكبر سنا على الإطلاق، سيصبح أول رئيس فى عقده التاسع، وهو سجل تاريخى لم يكن هو أو البيت الأبيض يرغبون فى أن يكون الحديث عنه فى الوقت الذى يبحث فيه الترشح لفترة رئاسية ثانية.
وكان بايدن قد قال مازحا فى مقابلة تلفزيونية الشهر الماضى فيما يتعلق بعمره، "لا أستطيع حتى أن أقول العمر الذى سأكون عليه، لا أستطيع حتى إخراجه من فمى".
وتقيم السيدة الأولى جيل بايدن مأدبة طعام، للرئيس وأفراد العائلة للاحتفال بعيد مولده، حسب ما قال البيت الأبيض.
ومن الناحية السياسية تقول يو إس إيه توداى، إن بايدن يجد نفسه فى وضع أقوى مما شهده أى رئيس ديمقراطى معاصر بعد الانتخابات النصفية، فقد حقق حزبه مكاسب غير متوقعه واحتفظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ وتجنب خسائر فادحة فى مجلس النواب.. إلا أن هذا الزخم لم يهدئ كثيرا من الأسئلة المتعلقة بما إذا كان ينبغى أن يترشح بايدن مجددا.
فقد أظهرت استطلاعات الرأى أن العديد من الأمريكيين لديهم مخاوف بشأن إعادة انتخاب أول رئيس يبدأ عقده التاسع فى المنصب، وحتى بعض الديمقراطيين فى الكونجرس قد دعوا بايدن لعدم الترشح وإفساح المجال لجيل جديد.
وكانت رئيس مجلس النواب الأمريكى نانسى بيلوسى قد أعلنت تنحيها عن زعامة الديمقراطيين فى المجلس، وقالت الأسبوع الماضى لوقت قد حان لظهور قادة أصغر سنا، وأيدها رئيس الأغلبية الديمقراطية فى مجلس النواب ستينى هوير البالغ من العمر 83 عاما، وأعلن دعمه للنائب هاكيم جيفريس عن ولاية نيويورك والبالغ من العمر 52 عاما، الذى ينظر إليه على أنه المرشح المحتمل لخلافة بيلوسى.
وإلى جانب جيفريس، فهناك النائبة كاثرين كلارك البالغة من العمر 59 عاما والمرشحة لتولى قيادة الأغلبية فى النواب، وبيت أجويلر عن ولاية كاليفورنيا البالغ من العمر 43 عاما، والمرشح لحيل محل النائب جيمس كيبلرن فى دور مسئول الانضباط الحزبى، بحسب ما قالت صحيفة نيويورك تايمز.
ولو ترشح بايدن وفاز، وقد قال مرارا أنه ينوى ذلك، سيكون عمره 82 عاما عندما يؤدى القسم لفترة رئاسية ثانية و86 عاما عندما مغادرته المنصب، على افتراض أنه أكمل فترته الرئاسية، وهو ما سيجعله أكبر بعشر سنوات من رونالد ريجان عندما خرج من المسرح السياسى.
وكان ريجان أكبر من تولى الرئاسة قبل بايدن، وكان عمره 77 عاما عندما تولى المنصب فى عام 1985.
من ناحية أخرى، قالت صحيفة واشنطن بوست أن العمل بعد عمر الـ 80، ورغم أنه لا يزال استثناءً، إلا أنه لم يعد نادرا كما كان من قبل. ففى العقود الاخيرة، زاد عدد من هم فى العقد التاسع، بين الـ 80 والـ90 عاما، ممن لا يزالوا فى قوة العمل، وارتفع من 110 ألف أى حوالى 2.5% من تلك الفئة فى عام 1980 إلى نحو 734 ألف أو حوالى 6% فى عام 2019، وفقا لتحليل أجرته صحيفة واشنطن بوست لبيانات مكتب إحصائيات العمل، وإن كان هذا الرقم قد بدأ فى التراجع بعد بدء وباء كورونا، ليعود إلى 5.5% فى العام الماضى.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الأمر منطقة، نظرا لأن متوسط عمر الأمريكيين قد زاد بشكل مطرد، من 47 للأطفال المولودين فى عام 1900 إلى 68 للمولودين فى عام 1950 ثم 79 عاما للمولودين فى 2019، وفقا لمراكز الوقاية من الأمراض والسيطرة، وإن كانت الأرقام قد تراجعت فى العامين الأخيرين أيضا.
وبما أن هناك عددا متزايدا ممن هم فوق الثمانين عاما فى الولايات المتحدة، فإنه هناك سببا لأن يظل الكثير منهم ضمن قوة العمل، ولو كانوا يتمتعون بالصحة، فإن الخبراء يقولون إنه لا يوجد سبب يمنعهم من العمل
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة